ما بين تحقيق الأهداف والتحديات

تعب مضنى وإرهاق مستمر بدون راحة، ورياح جارفة تأخذك فى نهاية الطريق الى حيث لا تعرف اين أنت ولا كيف جئت، والصعب فى كل هذا هو انك لا تعرف فى النهاية اين ما هي مآلات الأمور، وهل سيكون كل شيء على ما يرام فى نهاية المطاف!
المؤلم يا صديق أنك ستتعب وتكافح وتتناول وربما تصاب بالخسائر الفادحة والغير فادحة، إلا أنك فى نهاية المطاف لن ترتاح يا صديق؛ هذا كونك مجبول على الكد والكبد، إلا أنه ثمة أهداف وأحلام وحياة كانت تلمع فى نجوم السماء حيث لا طاقة لنا للمسها أصبحت حقيقة، إن هذا كون هذا الحلم الذى كنت تسعى إليه و تبذل قصارى جهدك فى نيله قد أصبح حقيقة، ومن ثم تغيرت حياتك واختلفت نظرتك لنفسك وللعالم بشكل أفضل وأكثر انسجاما وتفاؤلا، وهذا يا صديق هو ما يخفف علينا عناء الرحلة الشاقة، ولكن ثمة سؤال يدور فى خاطرك دائما..

وهو هل عندما يحقق الإنسان حلمه سيرتاح! دعني أخبرك بأنه سيشعر فرحة تُنسيه كل ما عاناه من أجل الوصول، إلا أن الخبر السئ فى هذا الأمر هو أنه لن يرتاح.. 
 
نعم..هذه حقيقة؛ ولعل هذا من جراء المسئولية التي أصبح يحملها خوفا من ضياع حلمه مرة أخرى، فالاحلام تصحب مسئوليات جديدة يا صديق، إلا أن الوضع هنا يختلف عن ذي قبل، فكونك تسعى وتتعب حفاظا على حلمك بعد تحقيقه وإدراكا منك للمسئوليات الجديدة هو ما سيخفف من ثِقل الرحلة، أدركت أم لم تدرك كي تكون صاحب هدف وفكرة عليك أن تتعب وتسعى.

فلا يغرنك كلام الكسالى الذى يأتي على هيئة ( ما احنا ياما تعبنا وسهرنا وعملنا خدنا ايه يعنى!) بالإضافة الى أصدقاء السوء الذين لا يريدونك أن تقوم بإنجاز فى حياتك المهنية أو حياتك بشك عام كي ترضى ضمائرهم ويرضوا هم عن ضمائرهم، فكونك تتحرك وتسعى لإنجاح ذاتك وتحقيق ذاتك هذا يزيد العبئ عليهم، حيث يشعرون حينها بأنهم مقصرون فى سعيهم لتحقيق أحلامهم، بادعائهم بأنهم بذلوا قصارى جهدهم ولم يلقوا جزاء ما بذلوا.
 
إلا أنهم متناسون أن الذى بذلوه من جهد هو فى الحقيقة مجرد جهد ضئيل للوصول الى حلمهم، متغافلين عن ما يبذله أصحاب الأحلام كي يصلوا الى تحقيق أحلامهم، فللأسف إن ما يترأى للغير هو النتيجة ولكن الكواليس تظل مخفية عن الآخرين، لا يعلم الآخرين كيف قاسى أصحاب الأحلام والطموح كي يصلوا الى أحلامهم التي لطالما سعوا للوصول إليها، لذلك ابتعد عن كل ما يؤرقك بكلامه الغير نافع والغير مجدى، إهرب بحلمك بعيدا واسعى فى تحقيقه ولا تخشى شيء عدا خشيتك من استسلامك.
كن على قدر حلمك الذى تحلم به، وحاول مرات عديدة فلا تيأس، فاليأس يورث الوهن ويفقد العزم ويورث الحزن، لا ترضى بالقليل او حتى الفشل، كن على يقين بأنك تستحق هذا.

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
أبريل ١٨, ٢٠٢٣, ٣:٥١ م - Aya Mohammed
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ٢:٠٤ ص - عبد الفتاح الطيب
يوليو ٢٠, ٢٠٢٢, ١:٢٣ م - Abdallah
يوليو ٢٠, ٢٠٢٢, ١:١٤ م - Rasha
يوليو ٢٠, ٢٠٢٢, ١:١٠ م - Areej Alfateh Salah Aldien
يوليو ٢٠, ٢٠٢٢, ١:٠٢ م - ملك حمدي
About Author