إن للصيام فوائد جمّة تعود على جسمك بالمنفعة والفائدة الكبيرة كما ويعتبر رمضان محطة تقويةٍ وتعزيز قد تساعد الشخص على الالتزام بنظام صحي طويل الأمد.
إذا كان صيامك لشهر رمضان صياما صحيحا فإنه ينبغي لذلك أن يجدد الطاقة بشكل يومي في جسمك ويساعدك على التخلص من كميات الكوليسترول السيء المخزن فيه والدهون الثلاثية وهذا بدوره يعمل على إنقاص الوزن دون المساس بالأنسجة العضلية في الجسد كما وهو كذلك يقلل من السعرات الحرارية التي يتلقاها الجسد يوميا في حالة الإفطار مما يعزز قدرة الجسم على مكافحة الأمراض والشفاء منها بشكل أسرع حيث أن إيقاف تركيز الجسم على عمليات الجهاز الهضمي يعطيه فرصة أكبر ليتجه بتركيزه إلى عمليات الإصلاح الذاتي لما هو متضرر في الجسد، كما أن الصيام يمنع تطور مرض الزهايمر ويحمي من الشيخوخة المبكرة.
~ هل يدعم الصيام وظائف الدماغ والذاكرة؟
أثبتت الدراسات أن النشاط العقلي وما يترتب عليه من وظائف للدماغ يزيد إذا شعر الإنسان بالجوع ويقل إذا شعر بالشبع. ولابد لك وأنك سمعت بأشخاص يواجهون ما يعرف ب” غيبوبة الغذاء ” ويكون ذلك عند تناولهم وجبة دسمة وغنية بالدهون وعندها تكون النتيجة هي شعورهم بالكسل والنعس وعدم الرغبة في الحراك أبدا.
قامت الدكتورة شيماء السيد وهي (باحثة في قسم التغذية بالمركز القومي) للبحوث بالتوضيح بأن الصيام يقوي الذاكرة ويحفز التركيز وقد أوضحت أن الحرمان من الطعام لفترات محدده يحث المخ على اليقظة، ولكن بشرط الحصول على نوم كاف خلال الليل وكذلك طعام متوازن وصحي وكميات كافية من الماء عند الإفطار.
~ أثر الصيام في تخلص الجسم من السموم
إن مما يقوم به الصيام حقيقةً هو مساعدة الجسد على تنظيف دواخله من السموم التي تراكمت فيه على مدى الأشهر والسنوات حيث أن التغيير الذي يواجهه الجهاز الهضمي أثناء الصيام يساعد على تخليص الجسد من الدهون الضارة المتراكمة وما يصحبها من سموم تواجدت في هذه التراكمات كما ويساعد الصيام من جهة أخرى على التقليل من تناول الأطعمة المنهكة لوظائف الجهاز الهضمي.
~ الصيام والصحة النفسية
الصيام يعزز في النفس القدرة على التحكم في الذات والالتزام وكسر العادة والروتين المعتاد وهذا بدوره يزيد من تقدير الشخص لنفسه ويعزز مشاعره الإيجابية وينمي شخصيته. إن للصيام أثره المخفف لحدة المعاناة والآلام في كثير من الحالات النفسية ومما يؤكد ذلك، دراسة أجراها مجموعة من الأطباء المتخصصين في الجانب النفسي وقد وجدوا فيها أنه يمكن أن يتم التخفيف من حدة المرض عند مرضى الاكتئاب بمنعهم من النوم ليلة كاملة حيث وجدوا بالتجربة أن لذلك أثر كبير في تحسين مزاجه وتقليل حدة مرضه، ثم أجريت بعد ذلك دراسة في مدينة باكستان أثبتت أنه ليس من الضروري أن يمنع المريض عن النوم ليلة كاملة بل يكفي أن يمنع من النوم خلال النصف الثاني من الليل لتأدية الغرض من ذلك والحصول على نفس القدر من الفائدة، وإذا تأملت العديد من الآيات القرآنية التي تشجع على قيام الليل وتحث عليه وتحببه إلى المسلم خاصة في الثلث الآخر من الليل وفي رمضان خاصة لوجدتها كثيرة إذ قال الله في ذكر جزاء الذين يتهجدون في الليل { إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ* آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ* كَانُوا قَلِيلا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ* وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} ولذلك فقيام الليل والتهجد مصحوب بتعديل المزاج وتعزيز الصحة النفسية لدى المسلم فسبحان الله.
وقال الأخصائي النفسي محمد السويدي: "وجدت بعض الدراسات أن انخفاض نسبة الغلوكوز الذي يصل إلى المخ خلال فترات الصيام يرتبط بآليات عصبية لتعويض ذلك النقص؛ فيقوم خلالها الجهاز العصبي بزيادة فاعليته الوظيفية، ما يؤدي إلى تحسين الحالة المزاجية".
والصيام ركن من أركان الإسلام الخمسة وقد فرضه الله تعالى علينا في شهر رمضان المبارك ولأن الله يحب هذا الشهر فقد فرض فيه عبادة يحبها سبحانه وتعالى ألا وهي الصيام، والصيام يعلم الصبر ويقوي الاحتمال. قال صلى الله عليه وسلم: (الصيام جُنَّة، فإذا صام أحدكم فلا يرفث ولا يجهل؛ وإن امرؤٌ قاتله أو شاتمه، فليقل: إنِّي صائم، إنِّي صائم).
You must be logged in to post a comment.