مدينة السلط القديمة: القسم الأول

مدينة السلط القديمة

على طريق السلط سوف ننطلق برحلتنا الآسرة التي سوف نتمنى ألا تنتهي ، السلط مدينة أردنية تقع غرب العاصمة الأردنية عمان وهي رابع كبرى المدن الأردنية وعاصمة محافظة البلقاء ، يتميز مناخ المدينة بالمناخ المعتدل متأثرا بمناخ البحر الأبيض المتوسط وذلك لوقوع السلط على قمة مرتفعات البلقاء وطبيعتها المكونة من الجبال، والسلط نقطة وصل بين الأردن وفلسطين وتشرف على جبال مدينة نابلس وكانت تعتبر العاصمة الأولى للأردن قبل عمان

سبب التسمية :

يقال أن كلمة سلط مشتقة من اللاتينية ( سالتوس)  أي غابة ،ويقال أنها مشتقة من كلمة (سلطا)  السيريانية التي تعني الصخر والحجر القاسي أو الصلت.

تاريخ مدينة السلط:

تاريخ مدينة السلط عريق وضارب في القدم فقد استوطن فيها البشر منذ آلاف السنين قبل الميلاد ، وفي السلط أكثر من سبعمئة مبنا تراثي يصل عمر بعضها إلى أربعمئة عام فموقعها الجغرافي المميز بين وادي الأردن والصحراء الشرقية جعلها مقرا للعديد من القادة التاريخيين ففيها معالم أثرية مهمة كمقابر الرومان وقلعة الأيوبيين ، وقد حظيت المدينة بعناية واهتمام العثمانيين واتخذوها مركزا مدنيا وسياسيا كبيرا وحملت ثقل الدولة ببعديه السياسي والإقتصادي .

وكانت مدينة السلط الأولى في كل شيء ويحبذ أهلها إطلاق اسم «مدينة الأوائل عليها» ، ففيها أنشأت أول بلدية في الأردن عام 1884 وأول مدرسة ثانوية للبنين مدرسة السلط الثانوية التي كان فيها أول مقياس للمطر وأول جمعية للرفق بالحيوان ، وأول عاصمة سياسية وأول مسجد بعمل تطوعي هو مسجد السلط الصغير عام 1905، وأول مشروع رصف بالبلاط للشوارع العامة والعديد العديد من المنجزات الأولى ومنها خرج للوطن كبار الرجالات والعلماء والشخصيات.

المعالم الأثرية في مدينة الأوائل :

تضم مدينة السلط أكثر من ألف بيت تراثي كانت تمثل عصرا ذهبيا لبلاد الشام وقد فاق عدد سكانها سكان عمان في فترتها الذهبية أواخر القرن التاسع عشر، فمن أشهر المعالم : دار أبو جابر التي شيدت عام 1882وزينت سقوفها وجدرانها من الداخل بلوحات فنية أبدعها فنانون إيطاليون ، ولعل أهم مايميز مدينة الأوائل عن غيرها أنها بنيت بحجارة صفراء مرصوفة وفن الأقواس والزخارف .

ومن أشهر المعالم كذلك شارع الحمام وسمي بذلك نسبة لحمام تركي لاتزال آثاره شاهدة، ويطيب لك في هذا الشارع تناول الحلويات القديمة ( الشعيبيات والحلويات والهريسة )فمحل الحارس العريق للحلويات والذي توارثته الأجيال وقطايف أبو عفيف ذاك الركن الصغير الذي يعود تاريخه لمايزيد على المئة عام تأخذك لعبق الماضي .

وللحديث بقية عن مدينة السلط ...بقلم ريهام الخطيب