مدينة شفشاون المغربية

مدينة شفشاون المغربية

إذا أردت السفر إلى مكان فريد يجدد فيك الروح وينعش الحواس فعليك ألا تتردد بقصد مدينة شفشاون أو الشاون المغربية، هي تحفة فنية مرسومة باللونين الأزرق والأبيض من جدران البيوت والبنايات والشوارع مرورا بالأبولب والنوافذ والسلالم وصولا لأعمدة الكهرباء والمزهريات التي تزين مداخل البيوت، ويزيد السحر عندما يمتزج اللون الأزرق بلون السماء ومياه الشلالات العذية فلا ترغب بمفارقتها ، وتسمى شفشاون بالمدينة الزرقاء واللؤلؤة الزرقاء ، والجوهرة الزرقاء

الموقع الجغرافي لمدينة شفشاون :

تقع اللؤلؤة الزرقاء في شمال المغرب بجهة طنجة على سلسلة جبال الريف وبالتحديد جبل تسملال ، ويبلغ مساحتها مايقارب 2,40كم مربع، أما مناخها وتضاريسها فتتميز بمناخها المعتدل ففصل الصيف معتدل الحرارة وتسقط الأمطار على المناطق الجنوبية والمرتفعات والمناطق الساحلية في فصل الشتاء ، وتمتاز شفشاون بتضاريسها الجبلية الصعبة

أصل لونها الأزرق الفريد:

يعود لونها الأزرق إلى الأندلسيين والموركسيين الذين فروا إليها بعد تعرضهم للتطهير العرقي والديني ضد غير المسلمين، واختاروا اللون الأزرق ليكون رمزا للتسامح والسلام .

متعة الترحال في شفشاون :

إذا أتبت شفشاون فعليك أن تتحلى باللياقة البدنية لتتمكن من التنقل صعودا وهبوطا في طابعها الجبلي، ولن تبخل عليك الجوهرة الزرقاء بجمالها البصري الذي يستولي على كل شيء الأبواب والنوافذ المزدانة بالأزهار ، والمعالم المتأثرة بالعمارة الأندلسية، مثل سقايات الماء العذب من أعماق الجبال، حيث أولاها السكان المحليون عناية وزينوها بالفسيفساء المغربي على الطراز الأندلسي باعتماد اللونين الأزرق والأبيض.

أعلى نقطة في المدينة تسمى ( رأس الماء) ،حيث يصب منبع من داخل الجبل على شكل شلال وسط ساحة واسعة محاطة بأشجار التين والكرز والزيتون، تعد متنفسا للسائح من مشقة المسير ، وبالقرب من رأس الماء يوجد جسر يعرض فيه الرجال والنساء مشغولات يدوية الصنع من لوحات لرسامين محليين وإكسسوارات صغيرة تصور المدينة ليحملوها معهم ذكرى لاتنسى.

ومن معالم شفشاون أيضا القصبة وهي نواة شفشاون الأولى ومركزها الثقافي والفني ، يحيط بها سور عالي تتوسطخ عشرة أبراج شيدت على النمط الأندلسي تعتبر اليون ساحة لعرض منتجات الحرف التقليديى والحلي والزخرف ، وفي ساحتها الكبيرة حوضان كبيران على النمط الأندلسي ، متحف أثنوغرافي يعرض لوحات عن تاريخ المدينة وطريق عيش سكانها عبر الزمن.

ومن المعالم أيضا ( وطأ الحمام) الذي يقع في مركز المدينة القديمة وهي ذات ديكور جبلي بسيط يفضلها السياح وتتعدد فيها المقاهي والمطاعم المظللة بالأشجار وتبعث الشعور بالراحة والسكينة ويقابلها المسجد الاعظم ، وسميت بذلك لانها كانت مخزنا ومحلات للحبوب يحط فيها الحمام لالتقاط الحبوب ، وهي المكان الوحيد المنبسط وسط المدينة.

وأجمل مافي المدينة بالإضافة للونها الأزرق هدوئها وطيبة أهلها ولطفهم مع السياح، وحفاظهم على طبيعتهم الجبلية الأصيلة ، ولباسهم حيث تزدان النساء الجبليات بزي تقليدي خاص مكون من قبعة تقليدية واسعة من القش مزينة بالألوان وثوب أبيض مخطط بالأحمر يتم لفه حول الخصر وأخر ملون يوضع على الكتف، وأزياء الرجال عبارة عن جلباب صوفي مصنوع يدويا مع قبعة مميزة.