مرض باركنسون

مرض باركينسون


يعتبر مرض باركنسون واحد من الاضطرابات التنكسية العصبية التي تنشأ لدى الإنسان، إذ تقل قدرة المريض على التحكم في حركة عضلات جسمه، وينتج عن ذلك ارتعاش في الأطراف والرأس بالإضافة إلى تيبس في العضلات وضعف في التوازن، وتزداد المشكلة مع الوقت، إذ يصبح المُصاب غير قادر على استكمال مهامه اليومية حتى ولو كانت بسيطة، وتختلف تأثيرات مرض باركينسون على المرضى منهم من تتطور حالته ويصبح غير قادر على أداء المهام ومنهم من يعيش حياة طبيعية ومنتجة وطويلة.

ويرجع تاريخ المرض إلى 5000 سنة قبل الميلاد؛ وقد كانت هناك حضارة هندية تطلق على المرض اسم كامبافاتا Kampavata، وقد كانت تعالج أعراضه عن طريق استخدام بذور نباتية تحتوي على مستويات علاجية من مادة دوائية معروفة اليوم باسم بليفودوبا، وترجع تسمية المرض إلى طبيب بريطاني يدعى جيمس باركنسون الذي شخصه ووصفه "بالشلل الرعاشي".


ما هي أعراض مرض باركينسون؟


تختلف أعراض المرض وعلاماته بين المرضى؛ فقد تكون خفيفة لدى البعض ويكون من الصعب ملاحظتها،  وغالبا ما تظهر أعراض المرض على جهة واحدة من الجسم، وتزداد حدة الأعراض على ذلك الجانب حتى مع ظهور أعراض على الجانب الآخر؛ وللتعرف على هذه المرض اكثر هيا نتعرف على أعراضه الشائعة والمعروفة:

  • الارتعاش؛ تظهر الأعراض في بداية الأمر على أحد أطراف الجسم بما فيها اليدين والأصابع، فقد يعاني المريض من اهتزازات في يده حتى أثناء الاسترخاء.
  • بطء في الحركة لدى المريض؛ تزداد حركة المريض بُطئًا بشكل تدريجي مع تطور المرض ومرور الوقت، ويُصبح من الصعب عليه القيام بأبسط المهام المنزلية؛ وفي حال القيام بأمر ما فإنه يستغرق الكثير من الوقت في ذلك، وعند المشي تكون خطواته أقصر من قبل، مما يضطره إلى إلى جر قدميه عند المشي، كما وأنه لا يمكنه الوقوف في حال كان جالسًا في أغلب الأحيان.
  • حدوث تيبس في عضلات الجسم؛ وهو ليس محصورا بمنطقة معينة من الجسم، مما يؤدي إلى الحد من حركة المريض، ويصاحبه الإحساس بالألم في المناطق المتيبسة.
  • مشكلة في توازن الجسم؛ مع حدوث انحناء في وضعية الجسم.
  • قصور في الحركات اللاإرادية لدى المريض كالابتسام والغمز وحركة اليدين أثناء المشي.
  • اضطرابات الكلام؛ وذلك أنّ طريقة الكلام عند مريض الباركنسون تتغير وإما أن تصبح هادئة جدا أو سريعة أو مضطربة.
  • الكتابة بصعوبة؛ وذلك أن مريض الباركنسون لا يعود قادرًا على الكتابة بطريقته المعتادة وإنما تصبح العملية أصعب بكثير من قبل وغالبا ما يكون خطه صغيرًا للغاية.


أسباب مرض باركنسون


يتسبب موت الخلايا العصبية أو العصبونات المسؤولة عن الحركة في الدماغ بالإصابة بمرض باركنسون؛ إذ إن لهذه العصبونات دور كبير في إنتاج مادة كيميائية هامة في الدماغ تسمى الدوبامين، ولكن حالما تتدمر تلك العصبونات فإنها تنتج كميات أقل من الدوبامين، وذلك بالتالي يؤدي إلى ظهور أعراض مرض باركنسون، ولم يُعرف حتى الآن السبب في موت تلك العصبونات المسؤولة عن إنتاج الدوبامين.

تشير الدراسات أن بعض الحالات التي أصيبت بالمرض ارتبطت بطفرات وراثية معينة، وقد يصاب الناس بهذا المرض في أفراد العائلة الواحدة، إلى جانب مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية، كالتعرض للسموم وفقًا لما يراه العلماء.


مراحل مرض باركنسون


لمرض الباركنسون مراحل متعددة وهي كالتالي:

  • المرحلة الأولى والتي تكون فيها الأعراض خفيفة ولا تؤثر على نمط حياة المريض.
  • في المرحلة الثانية من المرض تزداد حدة الأعراض وتصبح الانشطة اليومية البسيطة أصعب من السابق وتستغرق وقتًا أطول للقيامم بها.
  • في المرحلة الثالثة تقل قُدرة المريض على التوازن وتصبح حركته أقل من السابق، كما ويسقط على الأرض بشكل متكرر، كما ويصبح للمرض تاثير واضح على الأنشطة اليومية المعتادة له ومنها تنظيف الأسنان وارتداء الملابس وتناول الطعام.
  • تزداد حدة الأعراض اثناء المرحلة الرابعة؛ ولايستطيع القيام باموره وأنشطته اليومية بلا مساعدة الآخرين.
  • أثناء المرحلة الخامسة يظهر عجز المريض عن المشي مما يضطره إلى الحصول على المساعدة طوال الوقت.

 

علاج مرض باركينسون

 

من المعلوم أنّه لا يوجد علاج يشفي تمامًا من مرض باركنسون، ولكن هناك العديد من الأدوية التي تخفف من الأعراض الخاصة بالحركة لدى المريض، ومن أبرزها ما يلي:

  • كاربيدوبا: وهو الدواء الرئيسي والأكثر فعالية لمرضى الباركنسون، إذ إن الدماغ يقوم بتحويل هذا الدواء إلى دوبامين وهو مفيد جدًا في السيطرة على العضلات والتحكم بها.
  • أدوية محفزات الدوبامين: وهي من الأنواع التي تُحفز مستقبلات الدوبامين في الدماغ، إذ تُوهم الدماغ بوجوده بكميات كافية من أجل تحريك العضلات ولكنها ذات فعالية أقل من ليفودوبا، وله آثار جانبية منها الهلوسة البصرية والسلوكيات القهرية والنعاس.
  • مثبِّطات أكسيداز أحادي الأمين ب: تعمل على معالجة الأعراض الحركية لمرضى الباركنسون عن طريق  تثبيط مفعول الأنزيم الذي يعطل الدوبامين في الدماغ، ولكنها ذات فعالية أقل في تخفيف أعراض المرض من دواء.
  • أمانتدين: وهو من الأدوية المضادة للفيروسات، والتي تستخدم في بداية المرض، وله آثار جانبية كجفاف الفم، والطفح الجلدي والامساك والهلوسة.

 


المراجع


1- https://www.medicinenet.com/parkinsons_disease/article.htm

2- https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/parkinsons-disease/symptoms-causes/syc-20376055

3- https://www.verywellhealth.com/parkinsons-disease-overview-4014674

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
أبريل ١٨, ٢٠٢٣, ٣:٥١ م - Aya Mohammed
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ٢:٠٤ ص - عبد الفتاح الطيب
يوليو ٢٠, ٢٠٢٢, ١:٢٣ م - Abdallah
يوليو ٢٠, ٢٠٢٢, ١:١٤ م - Rasha
يوليو ٢٠, ٢٠٢٢, ١:١٠ م - Areej Alfateh Salah Aldien
يوليو ٢٠, ٢٠٢٢, ١:٠٢ م - ملك حمدي
About Author