كانت ولا تزال وستظل سنة من سنن الحياة أن تتعاقب الازمات والكوارث والحروب على بنو البشر وليست هذه المعلومة بالشيء الجديد على أحد ولكن الجدير بالذكر والاهمية والحسبان أن يتفق بعد كل كارثة بشرية انقسام الناس الى فريقين اثنين ؛ اثنين لا ثالث لهما ، الفريق الاول هم الناجون أما الآخر فهم الضحايا ولسوء الحظ دائما ما كان عدد الضحايا يفوق بأضعاف مضاعفة أعداد الناجين ...في كل بئر مظلم هناك منجم يستطيع المتيقظين الوصول اليه وبئر كورونا المدمر ليس استثناء ، بعد بحث طويل في مقالات علمية وغير علمية من مصادر عربية وأجنبية ووثائقيات لا حصر لها أريد أن أتطرق الى الطريق الذي يسلكه الناجون !
أي أزمة أو كارثة عالمية تؤثر على الاقتصاد العالمي لجميع الدول دون استثناء ، حين يتعلق الامر بالاقتصاد فلا يمكن لأضخم الدول وأقواها عدة وعتاد أو أصغرها وأقلها موارد أن تحمي نفسها من الوقوع في مصيدة الكارثة ، الاختلاف الوحيد هو حجم الخسارة فمن يملك الكثير خسارته كبيرة ولكن من يملك القليل قد لا يبقى له شيء يملكه .
بداية بالنسبة للشركات الكبيرة او أصحاب السيولة الضخمة قد يكون الامر لهم أقل عناء من أولئك الذين لا يمكلون شيء أو خسروا كل شيء، يستطيع من ذكرتهم أولا ان يستثمروا اموالهم بشركات ضخمة نسبة استمراريتها عالية جدا وهذا الوقت هو الانسب على الاطلاق لسبب بسيط وهو أن أسعار أسهم الشركات الضخمة انخفضت انخفاض قاسي جدا وشرائها الآن تكلفته أقل بكثير مما كان عليه سابقا وفي أول مراحل عودة الاقتصاد لعافيته ستتحقق هذه الاسهم المشتراة في ثمن بخس ثروة هائلة .
أما بالنسبة للذين لا يملكون أي مصدر يمكنهم أن يعتاشوا منه وهم الفئة الأهم قد يشكلو من الازمة فرصة لا تتكرر ولكن اذا استدخدموا سر الكيفية المناسب فجهد المليار فولت بمسار خاطئ لا يفعل شيء أو قد يدمر كل شيء ، يذكر كثيرا أن الازمات تولد الابداع وأن العطمة تخرج من رحم المعاناة وأن الحاجة هي أم الاختراع لكن لم يذكر كيف ! وقبل أن أتحدث عن ما توصلت اليه من الكيفية عزيزي القارئ الف باء طريقك للنجاة هو التغلب على خوفك وخجلك وعدم ثقتك بنفسك قد توضع الكنوز أمامك وبسبب ترددك تخسر الخسران المبين ، ضع أمامك مجموعة نقاط وهي: ( كيف لي أن أفعل هذا / ماذا سيقول عني الناس ان فعلت هذا / لا أعرف من أين أبدأ / حل ممتاز سأفعله لاحقا / اخاف من أقوم بذلك ( كل هذه حجج ستحرمك من استثمار الفرصة وسترميك في واد سحيق ) عليك أن تشطب عليها داخل نفسك قبل الورق.
مفتاح البداية : أحيانا عليك أن تعود صغيرا ليس للتقليل من شانك ولكن لأنه وقت النمو ولا ينمو كبيرا أو ضخم ينمو الصغير وربما المتناهي بالصغر ...اذا قمت ببحث صغير في المجلات والمواقع الاقتصادية ستجد الافكار المزودة لمشاريع مبتكرة في زمن الكورنا تتجه بمجالات رئيسية وهي العمل أون لاين أي اعادة هيكلة وظيفتك وتقديمها خدمة اون لاين تسويق رقمي وأدارة مواقع و تطوير تطبيقات ومنصات تعليم عن بعد وتوصيل بضائع وخدمات التصميم والتخطيط ولكن كل هذه الخيارات ممتازة اذا كان بيدك من مفاتيحها الاساسية لا تستطيع أن تبدأ هذه الاعمال من الصفر عليك أن تشكل أرضية مناسبة للبدء بها ومن الناحية الاخرى الجانب الذي غفل عنه معظم الباحثين والكتاب هو جانب العمل اليدوي والمحلي والتقليدي والمنزلي ، فيروس كورونا بحرب ضارية مع العولمة لا تستطيع الانفتاح المادي بأي شكل من الاشكال بل أحد أهم سبل الوقاية والبقاء هو الانكفاء على الذات وهذا ينطبق على الدول والمحاقظات والقرى وحتى الاحياء كل ما انكفى الجزء على ذاته واعتمد بنفسه لتحقيق احتياجاته كان ذلك أضمن وأوقوى وسأدرج عليك فيما يأتي مجموعة أفكار كبيرة ناتجة عن تحقيق ودراسة تستطيع أن تبدأ بها بدائرتك الصغيرة وبشكل لا يتعدى حدود الحي الذي تقطنه وستفتح لك بوابة عبور كبيرة ؛ رقم واحد بلا شك القطاع التعليمي من أكثر القطاعات المتضررة تستطيع أيا كان تحصيلك الدراسي أن تأتي بمناهج الثلاث صفوف الاولى التأسيسية (كونهم الاكثر تضررا ) وتبتكر طريقة ذكية في تدرسيها وتسجل بهاتفك حصتين لكل صف تبرز بها طريقة جديدة ومبتكرة وتوزعها على جميع أهالي الحي لتقدم خدمة التدريس المنزلي ، بالنسبة للبناية التي تقطن بها استغل ساعات وأيام الحظر وبمبلغ بسيط اكتب قائمة بأهم الاحتياجات اليومية للسكان احضرها وابلغ الجميع ان لديك بضاعة للبيع بأوقات الحظر ( هذه من أنجح الافكار ) اذا كنت ربة منزل ماهرة بالطبخ تستطيعي أن تقدمي هذه الخدمة من (مأكولات ، طبخات للحفظ والتفريز ، الزيتون، جميع انواع المخللات ، الحلويات ) وأن تتعاقدي مع أي فتاة أو شاب يقطن في نفس الحي و يمتلك سيارة يقوم بعملية التوصيل ويتقاضى هو الاجر عليها وبذلك تحققي دخل لك وللقائم بعملية التوصيل ، لدراسي التصميم الجرافيكي ومن لهم القدرة على العمل على برامج التصميم والفوتوشوب يستطيعون عمل نماذج مبتكرة والبدء بالتواصل مع اي نشاط تجاري له صفحات قائمة على وسائل التواصل الاجتماعي ( فيسبوك او انستغرام وغيرها ) وعرض جميع خدماتك عليهم وعمل اعلان وضعه في مواقع تسويق الخدمات كالسوق المفتوح مثلا ، من المعروف أن الازمة أثرت على اقامة جميع المناسبات ومن أهمها حفلات الزفاف وأصبح الجميع يقتصر على حفلات منزلية بسيطة بأعداد قليلة جدا بامكانك استثمار هذه الفرصة ان كانت لديك مهارات معينة وعمل نشاط تجاري صغير بتنظيم الحفلات المنزلية الصغيرة أو أفتتاح المحال التجارية من عمل ديكورات في المنزل للعرسان و تنظيمات لاماكن يلتقطون بها الصور باستخدام الورود والشموع اضف الى ذلك خدمة التصوير لقاء مبلغ بسيط ومناسب ،باقات الورود وبالونات التزيين ومقدمي القهوة بذلك تسوق لنفسك كمنظم حفلات ومناسبات منزلية صغيرة ، ان كان لديك رأس مال جيد تستطيع أن تشتري عدد لا بأٍ به من الدراجات الهوائية وأن تعلن بالحي الذي تقطنه أن لديك خدمة تأجير الدراجات الهوائية لأولاد الحي بأجرة مقابل الساعة ستدر عليك هذه الفكرة مبالغ لا يستهان بها ، لمن ييحترف تركيب العطور يستطيع البدء بهذا المشورع باقل الموارد ويعد ذلك مناسبا نظرا لأن معظم الناس أصبحوا بعد الازمة لا يطيقون تحمل أسعار العطور الاصلية الباهظة ، أما من يمتلك مهارة التأليف والكتابة بامكانك أن تشترك بمواقع الكتابة مقابل أجر وذلك ببحث بسيط ستجد أكثر من 5 مواقع تستقبل المقالات بأجر واؤلئك الذين لديهم قريحة أدبية زاخرة يستطيعون تأليف المسلسلات وتوثيقها من ثم عرضها للبيع ، للنساء والفتيات بالتحديد الجميع منكن يعلم أن هناك خدمات تجميلية لا تستطيع المرأة الاستغناء عنها أبدا خصوصا أولئك من في سن الثلاثين و أكثر مثل تنظيف الوجه باستمرار ازالة شعر الحاجبين والشارب وصبغ الشعر الابيض وعمل تنظيف وترتيب للاظافر بشكل دوري هذه الخدمات لا يكلف تعليمها الكثير كما أن اليوتيوب أصبح مليئا بدروس تعليمية مجانية لها تستطيعي بوقت وجيز جدا وحقيبة بأدوات بسيطة أن تروجي لنفسك بالحي كله وتقومي بالخدمات لجميع نساء الحي بمبالغ بسيطة ، اذا نجحت بتطبيق هذه الفكرة لن تتخيلي حجم المردود المادي الذي ستحققينه واضيفي لذلك من خلال تقديمك هذه الخدمات تستطيعي أن تبني لنفسك اسما تكوني به مشروع أكبر مستقبلا .
بعد قراءة كل هذه الافكار كن على يقين اذا تمعنت بها جيدا وفكرت بها مليا سيخرج معك عشرات الافكار الجديدة اضافة لها ، ليس هناك شخص لا يجيد العمل بأي مهارة ما عليك هو فقط العمل بهذه المهارة بالكيفية التي تتناسب مع الازمة أهدم حاجز الخوف والخجل والتردد ، أعمل على أصغر نطاق ممكن ذلك سيكلفك القليل ، لا تتوسع ، طبق أفكار بسيطة ، وتتذكر جيدا أن الأزمات فرصة وافرة للنمو ولكن ذلك لمن أراد أن يكبر.
لمى عذاربه
You must be logged in to post a comment.