علم الفيزياء
يُطلق على العلم الذي يهتم بدراسة المادة وحركتها اسم علم الفيزياء، فهو أحد أهم وأقدم التخصصات الأكاديمية، والذي يتعامل مع كل من مصطلحات القوة والطاقة والكتلة والشحنة، أمّا كعلم تجريبي، فإنّ هدف هذا العلم هو المساعدة على فهم العالم الطبيعي، ومن الجدير ذكره أنّ الفيزياء تُعد أحيانًا وجهان لعملة واحدة هي وكل من علم الفلسفة والكيمياء وحتى بعض فروع علم الرياضيات وعلم الأحياء؛ خصوصًا خلال الألفي سنة الماضيتين، حيث انتشر علم الفيزياء في القرن السابع عشر كعلم حديث؛ وأصبحت هذه التخصصات في الوقت الحاضر بشكل عام فريدة، وذلك مع أنّه لا يزال من الصعب وضع حدود لها بوضوح.
نبذة عن حياة ألبرت آينشتاين
ولد العالم الفيزيائي ألبرت أينشتاين في 14 مارس عام 1879 في جنوب ألمانيا؛ تحديدًا في مدينة أولم، إلا أنّه تربى في مدينة ميونيخ وسط عائلة يهودية، تُصنّف على أنّها عائلة من الطبقة المتوسطة، كان والد أينشتاين يُدعى هيرمان آينشتاين، والذي كان يعمل بائعًا للريش المستخدم في الفراش، ثم أدار بعد ذلك مصنعًا للكهروكيماويات، أمّا والدته والتي تُدعى بولين كوخ، فقد كانت تدير أمور منزل العائلة، ومن الجدير ذكره أنّ أينشتاين كان لديه أخت واحدة، تُدعى ماريا؛ وكانت تحمل الاسم ماجا، والتي ولدت بعد عامين من ولادة أينشتاين.
كان يُعرف عن آينشتاين في طفولته أنّه يحب الموسيقى بشكل كبير؛ إذ كان يعزف على ألة الكمان، كما أنّه كان يمتلك شغفًا كبيرًا في الرياضيات والعلوم، وإحدى أهم القصص التي كان أينشتاين يحب أنّ يذكرها عن نفسه دائمًا في فترة طفولته كانت عندما رأى بوصلة مغناطيسية بالصدفة، وكانت إبرتها تتأرجح بشكل ثابت باتجاه الشمال، مدفوعة بقوة غير مرئية، الأمر الذي أثار إعجابه بشكل كبير، حيث أقنعته البوصلة بأنّه يجب أنّ يكون هناك شيء ما وراء الأشياء؛ شيء مخفي بعمق، وعندما بلغ آينشتاين سن الثانية عشرة كان قد تعلم الهندسة ذاتيًا، إلا أنّه رسب في سن السادسة عشرة في امتحان عُقد للتأهل للتدريب كمهندس كهربائي، فبقي في المدرسة واستحدث لمستقبله خطة جديدة أخرى، حيث قرر أينشتاين دراسة مادتي الرياضيات والفيزياء لكي يصبح بعد ذلك مُدرسًا.
في عام 1894 ترك أينشتاين المدرسة وانتقل للعيش في سويسرا، حيث عاد إلى الدراسة هناك وحصل بعدها على القبول في المعهد الفدرالي السويسري للفنون التطبيقية في زيورخ، وفي عام 1896، قام أينشتاين بالتخلي عن جنسيته الألمانية؛ وبقي رسميًا بدون أيّ جنسية حتى عام 1901؛ إذ حصل في هذه السنة على الجنسية السويسرية، كما أنّه حصل في نفس العام على الدبلوم، كما أنّه كان قد تخرج مُدرسًا لمادتي الرياضيات والفيزياء في عام 1900، وفي عام 1901 حصل على وظيفة مدرس ثانوي بشكل مؤقت.
في عام 1902 حصل أينشتاين على وظيفة في مكتب براءات الاختراع السويسري في برن، وعمل فيه لمدة وصلت إلى سبع سنوات؛ حيث كانت هذه السنوات السبع من أكثر السنوات التي كان منتجًا فيها، أمّا في عام 1903 كان قد تزوج من زميلته السابقة التي تدعى ماريا ماريك، وذلك على الرغم من رفض والديه لهذا الزواج، ولا بدّ من الإشارة هنا إلا أنّهما في عام 1902 كانا قد أنجبا ابنة تُدعى ليسيرل، إلا أنّهما تخليا عنها للتبني، ثم أنجبا بعدها ولدان، وفي عام 1905 حصل أينشتاين على درجة الدكتوراه.
وفي عام 1914، عندما كان أينشتاين يعيش في برلين اندلعت الحرب؛ الأمر الذي جعل زوجته تقوم هي وأولادها الاثنين بالعودة إلى سويسرا، حيث انفصلا لاحقًا بشكل رسمي في عام 1919، إلا أنّه وبعد فترة من طلاقهما، قام أينشتاين بالزواج من ابنة عمه إلسا، ومن الجدير ذكره أنّ أينشتاين قام في عام 1930 بالسفر إلى الولايات المتحدة ثم مغادرتها، ثم عاد إليها في ديسمبر عام 1932، حيث حصل لاحقًا في عام 1935 على الإقامة الدائمة في الولايات المتحدة؛ وأصبح مواطنًا رسميًا في عام 1940، و بحلول عام 1949 كان الوضع الصحي لأينشتاين قد تدهور بشدة، إذ توفي في أبريل عام 1955 في بلدة برنستون بولاية نيو جيرسي، في الولايات المتحدة، حيث تم حرق جثته ثم التخلص من الرماد في مكان لم يتم الإعلان عنه.
إنجازات ألبرت آينشتاين
يُعد ألبرت أينشتاين واحد من أكثر العلماء تأثيرًا في القرن العشرين، وذلك بسبب إنجازاته العظيمة والمميزة، فقد كان عام 1905 عامًا مهمًا بالنسبة لأينشتاين، إذ نشر فيه خمسة أوراق بحثية في الكتاب السنوي الألماني للفيزياء؛ ثلاثة منها تُعد الأعظم والأهم، فكانت ورقته الأولى تتعلق بحركة الجسيمات المعلقة في السائل، حيث طوّر معادلة رياضية؛ وذلك لشرح وتوضيح أنّ الحركة المرئية للجسيمات كانت بسبب الحركة الغير مرئية لجزيئات السائل، أمّا ورقته الثانية فقد كانت حول التأثير الكهروضوئي، أو إطلاق الإلكترونات من المعدن عندما يقع عليه الضوء، حيث استخدم أينشتاين الأفكار الحديثة لماكس بلانك لكي يقوم بشرح هذه الظاهرة؛ فقام بشرحها من حيث الكميات، أو حزم الطاقة، ومن الجدير ذكره أنّ أينشتاين كان قد حصل على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1921 عن هذه الورقة البحثية.
الورقة الأخيرة والتي يُقال أنّها الورقة الأكثر شهرة، نشر فيها أينشتاين نظريته النسبية الخاصة، والتي تم من خلالها الوصول إلى استنتاج أنّ كل من الوقت و الوزن والكتلة ليست ثابتة، فعند التحرك بسرعات عالية، يتم ضغط كل هذه الأشياء؛ وتبقى سرعة الضوء فقط ثابتة، وبرر أينشتاين ذلك بأنّ الطاقة تساوي الكتلة مضروبة في مربع سرعة الضوء، أيّ E = mc^2.
شَغل أينشتاين في السنوات اللاحقة مناصب في جامعات في كل من زيورخ وبراغ وبرلين، كما استمر عمله في مساعدة علماء الفلك على دراسة كل شيء من موجات الجاذبية إلى مدار عطارد، ويُعرف أينشتاين أيضًا بنظريته عن النسبية العامة أيّ شرح الجاذبية، بالإضافة إلى محاولاته البائسة في توحيد كل قوى الكون في نظرية واحدة، أو نظرية لكل شيء، والتي استمر بالعمل عليها حتى وقت وفاته، ومن الجدير ذكره أنّ هذا العالِم الأسطوري كان قد اكتسب شهرة عالمية لأول مرة في عام 1919؛ وذلك بعد ما تحقق علماء الفلك البريطانيون من تنبؤات نظريته النسبية العامة؛ وذلك من خلال القياسات التي تم إجراؤها خلال الكسوف الكلي، ولا بدّ من الإشارة هنا إلى أنّ نظريات أينشتاين كانت قد توسعت في القوانين العالمية التي صاغها العالم الفيزيائي إسحاق نيوتن في أواخر القرن السابع عشر.
You must be logged in to post a comment.