نوبة الشقيقة

ما هي الشقيقة؟

الشقيقة Migraine عبارة عن متلازمة من الأعراض، تسبب ألماً شديداً في أحد شقي الرأس، لذلك تعرف أيضاً باسم (الصداع النصفي)، وتدوم آلام هذا الصداع، ما بين الساعة والثلاثة أيام، وتعتبر الشقيقة أقسى أنواع الصداع، وقد يعاود الصداع النصفي المريض مرتين، أو ثلاث مرات أسبوعياً، وفي أحوال أخرى تعاود نوبات الصداع النصفي المريض عدة أشهر، بل أحياناً سنوات متباعدة، وللشقيقة نوعان أساسيان، الأول: الشقيقة العادية: وتتميز بخلوها من النسيم Aura، وهو نوع شائع من الشقيقة، والثاني: الشقيقة التقليدية: وتتميز بوجود النسيم، وهو نوع غير شائع من الشقيقة.

الأسباب

ويرجع حدوث نوبات الشقيقة إلى أسباب عديدة، منها: إصابة الرأس بجرح، أو تقلص عضلات الرأس، أو خفقان شرايين القلب، التي تغذي فروة الرأس، أو توتر العين، أو التهاب الجيوب الأنفية، أو أعراض الحساسية، أو ورم في الدماغ، أو الإجهاد والإرهاق، أو أنماط النوم المضطربة، أو التغيرات الهرمونية، أو آلام الرقبة، أو التدخين، أو التغيرات المناخية، وقد أثبتت الدراسات العلمية أن الاضطرابات البصرية والعصبية، التي تسبق عادة نوبة الشقيقة، تحدث بسبب عدم وصول الدم إلى لحاء الدماغ، الذي يحتوي على خلايا عصبية، مسؤولة عن الكلام والإدراك والتفكير، وهذا ناتج عن تمدد الشرايين والأوردة الكبيرة، وتقلص الأوعية الدموية الصغيرة.

المراحل

تمر نوبة الشقيقة بعدة مراحل، وقد تطغى مرحلة على أخرى، أو ربما تتميز بخصائص إضافية، وهي على النحو التالي:

مرحلة الإنذار المبكر: يشعر المريض فيها بمجموعة من الأحاسيس، التي تنذر بقرب حدوث النوبة، مثل الإحساس بتعب غير عادي، أو التثاؤب، أو الانفعال الزائد، أو الكآبة الشديدة، أو التشويش الفكري.

مرحلة النسمة: يشعر المريض فيها بالاضطرابات البصرية، مثل مشاهدة الأضواء المتوهجة والخاطفة، أو مشاهدة قوس من النور، أو مشاهدة بقعة سوداء، إضافة إلى الاضطرابات السمعية، حيث يشكوا الكثير من المصابين بالشقيقة من سماع أصوات داخل رؤوسهم، مثل الهمس أو الدمدمة، وقد يشعر المريض بدوامة، وكأن كل شيء حوله يدور، أما عن أعراض النسمة العصبية، فقد يشعر المريض بالوخز، أو الخدر، أو البرودة في الذراع والوجه والفم واللسان، أو صعوبة في النطق.

مرحلة الألم: يشعر المريض فيها بالألم في الصدغ، أو الجبهة، ويكون عادة الصداع في صدغ واحد من الرأس، الأيمن أو الأيسر، وقد ينتقل الألم يميناً ويساراً في النوبة الواحدة، ويبدأ ألم الشقيقة من مؤخرة العنق، ويتشعب صاعداً إلى الجبهة أو بالعكس، وعندما يزداد الألم تزول الشهية، ويبدأ الدوار والتقيؤ.

مرحلة انحسار الألم: يشعر المريض فيها بتحسن، والنوم لبعض الوقت يعتبر من أكثر الطرق فاعلية، لإنهاء نوبات الشقيقة، أيضاً التقيؤ المصاحب لنوبات الشقيقة، قد ينهيها أحياناً، وكما يبدأ الألم ببطء، فإن معظم حالات الشقيقة تزول ببطء.

مرحلة ما بعد النوبة: يشعر المريض فيها بالإنهاك أو الإعياء، وينتابه شعور بالراحة.

الأطعمة

يعاني بعض الناس المصابين بالشقيقة من حساسية تجاه بعض الأطعمة، وهذه الأطعمة تسمى (الأمينات)، التي يعتقد أنها تستحث أعراض الصداع النصفي، ومن أشهر الأطعمة التي تسبب أعراض الشقيقة، هي: غلوتامات أحادية الصوديوم، (إم إس جي)، Monosodium Glutamate (MSG)، والجبن، والكحول، والشكولاتة، ومنتجات الحليب، والأطعمة الآسيوية، والأطعمة المدخنة، والأطعمة المخللة، والمكسرات، والكافيين.

العلاج

يصف الأطباء العقاقير المختلفة، لتقليل ورم الشرايين الدماغية خلال نوبة الصداع النصفي، وقد يلجأ بعض مرضى الشقيقة إلى استخدام أسلوب التغذية الحيوية المرتدة، للتحكم في العمليات غير الإرادية، التي تحدث في جسم الإنسان، ومن خلال هذا الأسلوب الغذائي، يمكن التخفيف من اندفاع الدم بصورة غير مباشرة إلى فروة الرأس، وبالتالي تقليل خفقان الشرايين الدماغية، أضف إلى ذلك، أنه من أفضل طرق مواجهة الشقيقة، هو أن يحافظ المريض على سجل مفصل، من كل شيء يأكله، وحين يصاب بنوبة الصداع النصفي، عليه أن ينظر في الأطعمة التي تناولها قبل 24 ساعة من حدوث النوبة، فاتباع نظام غذائي سليم، من اللحم، والأرز، والمعكرونة، والبطاطا، والخضراوات، وشرب الماء، وممارسة التمارين الرياضية، قد يسهم بشكل كبير في التقليل من الإصابة بنوبات الشقيقة.

النساء أكثر

تقول البحوث العلمية أن عدد النساء المصابات بالشقيقة، هو أكثر بأربعة أضعاف من عدد الرجال المصابين بهذا المرض، وترجع إصابة النساء بالشقيقة إلى التغيرات في مستويات الهرمونات، أثناء دورتهن الشهرية، فمعظمهن يسجلن ارتفاعاً في مستوى آلام نصف الرأس، عندما يأتي ميعادهن، وقد تختفي آلام الشقيقة أثناء فترة الحمل، أو عند الوصول إلى سن اليأس.

المراجع

أطلس 4، دائرة معارف طبية وصيدلانية مبسطة، حنين ولي، مصري خليفة، دار الكتاب الجامعي، مصر، 2012.

الموسوعة العربية العالمية، مجموعة من العلماء والباحثين، مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع، المملكة العربية السعودية، 1999.