النقاش الدائر.. هل الأرض كروية أم مسطحة؟

موضوع قديم وتم إعادة فتحه في العصر الحديث ومن أبرز المواقف في ذلك أنه اجتمعت منذ ستينات القرن الماضي بعض الأصوات حول العالم تعارض فكرة كروية الأرض، وأصبح اتباع هذه النظرية بالملايين حول العالم، ومع ذلك لا زال أغلب اهل الأرض يعتقدون بكرويتها مع ان الفريق الاخر (الأرض المسطحة) أو (المسطحين) يقدمون العديد من الأدلة والمشاهدات ضد المتعارف عليه للفريق الأول وهم أصحاب (كروية الأرض) أو (الكرويين) والخير يرد عليهم فماذا يقدم كل فريق من أدلة تدعم وجهة نظره وتدحض الرأي الآخر؟ سنقدم لكم أبرز النقاط التي يوضحها كل فريق ضمن سلسلة من عدة مقالات.

·       خط الأفق

المسطحون: يكون خط الأفق دائما مستقيما ومسطح تمام كيفما نظرنا اليه ومن أي مكان وأي ارتفاع. ولا ينظر المراقب إلى الأسفل لرؤية خط الأفق عند الصعود لارتفاعات كبيرة، بغض النظر على مدى الارتفاع الذي وصل اليه، ولو كانت الأرض كروية كما يزعم (الكرويون) فلا بد من النظر للأسفل حتى نشاهد الأفق عند تلك الارتفاعات.

الكرويون: عند النظر افقيا (في جو صاف ورؤية واضحة) فإننا نشاهد التقاء الأفق مع السماء واذا صعدنا لأعلى بشكل كاف فإننا سنشاهد ازديادا في مقدار المسافة التي نراها وابتعادا للأفق واذا كان الارتفاع مناسبا سنشاهد تحدب الأفق وهذا الارتفاع يجب ان يكون كبيرا وهذا مالا يدركه الآخرون.

·       دوران الأرض:

المسطحون: لا يمكن لطائرات الهيلوكبتر إذا طارت لأعلى لفترة من الزمن ونزلت للأرض ان تكون قد هبطت لمكان آخر فهذا دليل على عدم دوران الأرض وحركتها من مكانها. بل تحتاج ان تحرك نفسها وتذهب الى المكان المطلوب والأرض ستبقى مكانها.

الكرويون: الأرض تدور حول نفسها بسرعة كبيرة والغلاف الجوي وما يحوي يدور معها بسرعة مساوية عند سطح الأرض وتقل قليلا كلما ارتفعنا لأعلى وهذا الشيء معروف في علم الموائع حيث لو جرت كمية من مائع على الأرض فان الأجزاء البعيدة عن الأرض ستكون أسرع من مما تحتها بسبب احتكاك طبقات المائع مع الأرض، لذلك فان طائرة الهيلوكبتر او المنطاد عند ارتفاعها عن الأرض فإنها ستكون طافية في طبقة من الهواء التي تدور بسرعة دوران الأرض وستبقى مكانها.

·       الجاذبية:

المسطحون: لا وجود لما يسمى الجاذبية وما يحدث هو ان قرص الأرض يتحرك نحو الأعلى بتسارع ثابت مقداره 9.8 م/ث^2 ورأي آخر أن الضغط الجوي هو ما يسبب نزول الاجسام لأسفل، ومن أسباب التشكيك بوجود الجاذبية هو التساؤل القائل انه اذا كانت الجاذبية هي السبب في بقاء المحيطات الضخمة ملتصقة بالأرض ولا تطير بالرغم من سرعة انتقال الأرض في الفضاء و سرعة دورانها حول نفسها وهي بالوقت ذاته ضعيفة جدا لدرجة انها تسمح للطيور والحشرات والطائرات ان ترتفع بحرية وتقلع في السماء دون مانع يذكر، كما انه يمكن للأسماك من السباحة في منتصف و سطح البحر.

الكرويون: يوجد قوة تجاذب كتلي بين أي كتلتين في الكون باختلاف مقدارها والتي تعتمد على عدة عوامل أهمها البعد بين مركزي الجسمين ومقدار كتلة كل جسم، فتكون قوة جذب الأرض للمحيطات ذات الكتلة الكبيرة أكبر وتكون أقل للأجسام ذات الكتل الصغيرة مثل الطيور والطائرات ونحوها (وزن المحيطات أكبر ووزن الطيور أقل)، كما أن قوة الجاذبية مثبتة بالتجارب والتطبيقات والمشاهدات بما يقطع أي شك يتعلق بصحتها.

·       المؤيدون الأبرز:

المسطحون: يُنقل أن كثيرا من المهندسين والملاحين ومهندسي الطيران لا يوجد في حساباتهم وتصاميمهم أي أخذ بعين الاعتبار لما يسمى انحناء الأرض ونحو ذلك، كما أن أحد أبرز العلماء لدى مؤيدي نظرية الأرض المسطحة وهو الفيزيائي الذي طار الى ارتفاع عال في الفضاء وقال في أحد كتبه أنه رأى (قرص الأرض) وهو (أوغست بيكارد) لكن مؤيدو هذه النظرية يعتبرون إلى الآن أقلية.

الكرويون: أن معظم (تقريبا كلهم) العلماء المتقدمين والمتأخرين من أهل الفيزياء والفلك والمساحة والجغرافيا والفلاسفة لا يرون أن كروية الأرض فيها أي نوع من الشك وعلى رأسهم (نيوتن) و(اينشتاين) و(البيروني) كما أنهم يقولون إن (أوغست بيكارد) كان لا يشك بكروية الأرض وهو واضح في بعض كتبه، وأن ما قاله عن قرص الأرض هو ما يراه أي شخص يصعد لارتفاع رأسي.

 

يوجد العديد من الآراء والنقاط المختلف عليها لم نتطرق لها والتي سنناقشها في مقالات قادمة ان شاء الله، لذا فان عليكم الاختيار هل انتم من مؤيدي أي من النظريتين.

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles