عند معرفة الأبوين اصابة طفلهم بالتوحد يبدأ سؤال مهم جدا هل التوحد عند طفلي خفيف أو شديد أو متوسط
أو ما نسبة التوحد عنده ؟؟
نسبة التوحد ليست مهمة بدرجة كبيرة للتركيز عليها واضاعة الوقت والمال بعرض الطفل المصاب على أكثر من طبيب أو مركز مختص ولكن الهدف الاصلي والاهم الذي وجد الأبوين من أجله بحياة طفل التوحد هو ما الاجراءات التي يجب اتباعها في طريق تحسن الطفل ليصبح طفل طبيعي.
نسب التوحد من خفيف الى شديد تحدد باختلاف مستوى التواصل عند الطفل المصاب,بمعنى لو كان الطفل نسبة التواصل عنده ضعيفة جدا مع من حوله تكاد تكون صفراً تكون نسبة التوحد شديدة جداً, وإذا كانت نسبة التواصل متوسطة تكون نسبة التوحد متوسطة وهكذا.
ويمكن الحكم على نسبة تواصل الطفل عن طريق مراقبة تعامله مع الوسط المحيط , والكلام هل يتكلم أو لا يتكلم.
ف على سبيل المثال لو كان الطفل يتكلم بجمل حتى لو لم تكن مفيدة أو يغني أغاني معينة , و يتفاعل مع أطفال اخرين باللعب معهم أو حتى مراقبتهم و مراقبة تحركاتهم (التواصل البصري ) في هذه الحالة تكون نسبة التوحد خفيفة بناء على قدرة الطفل على التواصل مع محيطه .
وفي حال العكس تماما, طفل توحد لا يتكلم أبدا ولا يوجد عنده اي تواصل بصري ,تحاول أن تكلمه أو تناديه باسمه لا يوجد عنده أي ردة فعل ,وتشعر أنه بعالم آخر تماماً هنا تكون حالة التوحد شديدة نوعا ما .
ومن خلال هذه العلامات البسيطة ممكن أن يتنبأ الأهل بنسبة التوحد عند طفلهم.
لكن السؤال الآن ...
معرفة النسبة الحقيقية للتوحد عند الطفل هل هي مهمة ؟ هل لها فائدة في العلاج أم لا ؟ وهل تعطي مؤشر أن الطفل سيتحسن مع الوقت ويصبح طفل طبيعي أم لا؟
الاجابة صعبة, لكن بشكل عام نسبة التوحد ليست مقياساً لتحسن طفل التوحد ,بمعنى أن بعض الاطفال تكون نسبة التوحد عندهم خفيفة فالطفل يتكلم وعنده تواصل مقبول بمحيطه ولكن مستواه بالتحسن وسلوكه العام يكون سيء جدا والعكس صحيح.
فالبتالي التوحد الخفيف لا يدل على أن مستوى التحسن سيكون أسرع ولا التوحد الشديد يدل على أن مستوى التحسن سيكون بطيء.
فنسبة التوحد ممكن ان تعطي للأبوين مؤشر لسلوك الطفل في الوقت القادم من حياته ولكنها لا تدل على مدى قابليته للتحسن و لا على مدى الاستجابة للجلسات العلاجية او مقاومتها عنده .
فالتركيز من جهة الأبوين يجب أن يكون معرفة الوقت اللازم الذي سيتحسن فيه طفلهم ليصبح اقرب ما يكون للطفل الطبيعي وليس فقط تشخيص لنسبة التوحد عنده,وذلك بالمتابعة مع المختصين ووضع خطة و جدول زمني لمتابعة حالته والتغيرات التي تطرأ على سلوكه و تصرفاته داخل المنزل وفي الجلسات العلاجية,وذلك يتطلب الكثير من الجهد من قبل أهل الطفل لساعات طويلة يوميا لمتابعته وتثقيف أنفسهم لمعرفة طريقة التعامل والتواصل الصحيحة مع طفلهم وليس فقط بالاعتماد على جلساته العلاجية .
فالفكرة الجوهرية التي يجب ان تكون موجودة بأذهان أباء أطفال التوحد هي "متى سيصبح طفلي مثل الاطفال الطبيعيين؟" ,هذا هو الهدف فتحسن الطفل مربوط بالمتابعة الصحيحة له عن طريق خطة و جدول زمني خاص بحالته.
مقالات تقديم
You must be logged in to post a comment.