من المشاكل الشائعة بين العائلات تعاملهم مع ابنائهم المراهقين وتكمن المشكلة في كونهم لا يتفهمون احتياجاتهم ولبعدهم عن ابنائهم لا يدركون ما يمرون به من مصاعب واحزان ومشاكل نفسية ، المراهق لا يطلب شيئًا كثيرًا هو فقط يريد اسرة متفهمه ومتفتحة وحنونة وتقدم له الحب غير المشروط وفي الفِقرات التالية ستطلعون على اسهل الطُرق للتعامل مع المراهقين والتقرب منهم سواء كانوا ابنائكم او حتى طلاب في صفكم.
1.الحب اللامشروط:
من منّا لا يحتاج الحب والعطف والمشاعر السامية؟ الجميع يحتاجها ولكن المرء في سن المراهقة يحتاج هذه المشاعر بشدة ليس كباقي الفئات العمرية ، ففي هذا العمر لا يزال كطفلِ صغير يحتاج الى المساعدة والرعاية وليس كما تظن الأسرة.
حينما يجد المراهق الحب والبيئة السليمة سينمو ويكبر سليمًا ويتخطى المصاعب لمعرفته بوجود عائلة تقف خلفه وتحبه بلا قيود وبرأيي ذلك ما نحتاجه جميعنا.
وزنك زائد! ، لمَ البثور تملأ وجهك! ، درجاتك في المدرسة سيئة للغاية انت عديم الفائدة! ، لمَ تجلس طوال اليوم امام شاشة التلفاز ولا تفعل شيئًا مفيدًا!
وغيرها الكثير من العبارات التي تعد تواصلٌا غير فعال ويحد على الكراهية والبغضاء وتفقد المراهق ثقته بنفسه وتقديره لذاته وهذا خطأ كبير بحقه فقد يمضي المراهق حياته وهو فاقد للثقة ولتقدير الذات بسبب كلماتٍ قيلت له قبل ستون عام وما اسوأ هذا!.
وحتى لا تفقد إبنك ثقته بنفسه وتقديره لذاته اعطه حبًا غير مشروط حتى وإن بدينًا او حتى ذو وجه ممتلئ بالبثور وحب الشباب وذو درجات متدنية واسعى معه لحل المشكلات وكن بجانبه دائمًا وركز على المشكلة لا على السلوك فهذا لا يجدي نفعًا،واخرج معه للمشي او لأداء التمارين الرياضية للتخلص من مشكلة الوزن الزائد وابتاع له مرهمًا او غسول وجه للبثور التي تزعجك وقم بتدريسه للمواد بنفسك او احضر له استاذًا منزليًا وافعل معه بعض الأنشطة كالذهاب للحديقة العامة حتى لا يجلس امام التلفاز طول الوقت.
2.قدم له المساعدة وكن بجانبه دائمًا:
البالغ ذو الخامسة والعشرون عامًا يمر بمشاكل ومصاعب ويحتاج ان يصغِ إليه احد فما بالنا بالمراهق الذي يمر بمرحلة معقدة كهذه!
قد يتعرض إبنك المراهق لمشكلاتٍ تسبب له توتر نفسي قد يتسبب بإنخفاض في معدله الدراسي او ضعف في علاقاته بالمجتمع كأن يصبح انطوائي فجأةً او اي تغير سلبي قد يطرأ عليه ، كالتنمر خاصة فهو من الاسباب الاكثر شيوعًا بإنعدام الإستقرار النفسي وضعف الثقة بالنفس لدى المراهقين ومن هنا ننوه ان التنمر لا يقوم به سوا من يعاني من النقص ومن المشاكل النفسية ولا يقع الخطأ في هذا الموضع فقط على العائلة بل حتى المتنمر نفسه لأنه تبنى هذه الأفكار الخاطئة خاصة إذا كان بالغ
ولحل مشكلة كهذه من جانب الضحية عليك ان تتحدث معه عم يزعجه وتسبب في تغيره دون إصرار او عنف لفظي او جسدي وان تخبره بأفعالك انك تقف بصفه دائمًا وانك لن تغضب منه في هذا الموضوع تحديدًا لأن ليس له ذنب في هذا وعامله بلطف وسيخبرك بالمشكلة ولحلها عمليًا حفزه على إنشاء صداقات جديدة واخبر المرشدين في المدرسة وشجعه على الدفاع عن نفسه وعدم الخوف وطلب المساعدة من المعلمين واخبره بحقيقة المتنمرين انهم في الحقيقة اشخاص ضعفاء وليسوا بأقوياء لأن القوي لا يستقوي على من هو اضعف منه.
ولتدارك وحل المشكلة من ناحية الجلاد وهو المتنمر علينا ان ندرك ان الأسرة هي المسؤول الاول عن المشكلة لأن المتنمر سواء كان طفل او مراهق او بالغ فقد رأى التنمر لأول مرة في بيئته الاسرية ورأى العنف والعقاب البدني ف اصبح يقلد ما رأه وتعلمه ولذا علينا بتجنب العقاب البدني والعنف اللفظي والجسدي مع الطفل خاصة وان نتحدث معه بوعي تام ونخبره تارة واخرى عن اضرار العنف وانه سلوك خاطئ حينما نسخر من الآخرين وننمي فيه قيم واخلاق ديننا السامية.
3.اقضِ معهم بعض الوقت وشاركهم الأنشطة الممتعة:
اثبتت بعض الدراسات والبحوث ان من يقضي وقتًا طويلًا على الإنترنت فهو غير راضٍ بواقعه ويحاول الهرب منه ولهذا يقضي المراهقون خاصة معظم اوقاتهم على الإنترنت ويجدون المتعة منه ومن العاب الفيديو ولكن هذا لا يكفيهم لأنهم يحاجة الى فعل انشطة حركية ومسلية مع من يحبون كالأبوين والأشقاء والأصدقاء وبالطبع إن لم يجد هذه الأشياء التي هي من حقه سيهرب الى العالم الإفتراضي ولذا عليك ان تبقيه دائمًا داخل الواقع ولكن واقع جميل قدر المستطاع ولا اقول حمل نفسك فوق طاقتها بل افعل ماتستطيع فعله
اصطحبه الى الحديقة والعب معه كرة القدم مثلًا او شاهد معه فيلم كوميدي او وثائقي او العبا سويًا لعبة الغاز او تركيب او تحدث معه واسأله اسئلة مفتوحة حتى يعبّر عن رأيه كيفما شاء ودعه يفرغ ما بداخله،بإمكانك ايضًا الذهاب معه للتسوق او لإصطياد الأسماك.
افعلا ما يحلو لكما ولكن افعل ايها الوالد ولا تسمح للفراغ ان يسيطر على حياة ابنك المراهق فهو يحتاج للترفيه عن نفسه بالخروج او فعل انشطة مسلية!.
4.كأبويين بادرا الى إكتشاف عقدكم ومشاكلكم النفسية:
لطالما كنت تتحدث عن اخطاء وعيوب ابنك المراهق وعقده النفسية ولكن هل سألت يومًا نفسك من اين المصدر؟ ولمَ هو فاقدٌ للثقة؟
هنا الإجابة ، إن الأبويين ينقلان ثقتهما بنفسهما او إنعدام الثقة بالنفس الى الأبناء وكيف يحدث ذلك؟
ببساطة كأب يثق بنفسه ويحب ذاته ويقدرها لن تتواصل مع الآخرين ولا مع ابنائك تواصلًا غير فعال والتواصل الفعال يعني ان تستخدم جُمل تبدأ ب أنت بطريقة سلبية كأن تقول " انت دائمًا كسول " وغيرها من الجمل السلبية وايضًا لن تقلل من احترامك للآخرين ولأبنائك لأنك تحترم ذاتك ومن يحترم ذاته لن يسيء الأدب للآخرين والعكس صحيح عندما تكوني ام او اب فاقد للثقة بالنفس ويمتلك تقدير ذات منخفض ستستخدم إسلوب تواصل غير فعال كما ذكرناها بالأعلى وستسيء الأدب مع الآخرين ولن تحترمهم وسترى الأشياء الطبيعية كعيب ينقص من صاحبه كأن تقول ايها البدين بنبرة تعبر عن الشتم وبالتالي إن كنت النوع الأول وهو الأب الواثق بنفسه والمحب لذاته ستنمي الثقة بالنفس لدى اينائك عامة ولن يستطيع احد ان يزعزع تلك الثقة وإن كنت النوع الثاني الأب الفاقد للثقة ستدمر ثقتهم بنفسهم وسيكبر ابنائك وهم فاقدين للثقة وإما ان يكملوا هكذا او يلاحظوا الفروق التي بينهم وبين الواثقين بأنفسهم ومن ثم يسعون الى اصلاح الخلل ويصبحون اشخاصًا واثقين بأنفسهم.
احب نفسك اولًا وإلا لن تستطيع حب احد ولا حتى ابنائك وعليك بحب نفسك حتى تخرج ابناءً معافين عاطفيًا ومحبين لأنفسهم وناجحين في الحياة.
5.تحاور معهم واصغِ اليهم بقلبك:
إذا افرغنا ما بداخلنا الى احدٍ ما ولكنه لم يصغي إلينا وانصت فقط بأذنيه وباشر بالحلول المنطقية دون إبداء اي مشاعر قد نشعر بالندم والتحسر لأننا ذهبنا الى الشخص الخاطئ وإن لم يسألنا احدٌ عن ارآئـنا قد نشعر بالتجاهل وإن لم يهتم لنا احد كيف مر يومنا هذا وهل نحن بخير ام لا ينتابنا حزنٌ عميق فكيف بمن هو في سن المراهقة؟
ان لا تعيرالإهتمام لأبنائك بمختلف اعمارهم وليس المراهق منهم فحسب هذا يؤثر عليهم سلبًا ويشعرهم بعدم الأهمية خاصة في الأمور التي تخصهم كأن تشتري لهم الملابس والأحذية التي لا تعجبهم وان تفرض عليهم رأيك في ما يخصهم ، يجعلهم ضعفاء لربما حتى يكبروا ويصبحوا بالغين.
فحتى تخرج ابناء واثقين بأنفسهم واقوياء الشخصية اسألهم عن ارآئهم وتحاور معهم واسألهم كيف كان يومهم فذلك يشعرهم بالإهتمام.
افضل طريقة لكي تجعل من ابنك المراهق شخصًا عمليًا ومستقل هي ان تقدم له المساعدة بعد ان يعجز على حل مشكلاته بنفسه ولابد ان تكون مشكلات يستطيع حلها فعلًا وليس مشكلة اكبر من عمره ، فأن تجعلهم متحملين لمسؤوليتهم ذلك يجعل منهم اشخاص اكفاء ورائعين ومعتمدين على انفسهم وإن اتاك ابنك سائلًا عن معلومة
اخبره ان يبحث عنها ويشاركك ماوجده وهنا انت عودته على البحث ولم تعود على إيجاد كل شيء جاهز فعليه ان يستخدم عقله.
You must be logged in to post a comment.