فقه الإختلاف

(وَمِنۡ ءَایَـٰتِهِۦ خَلۡقُ ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَٱلۡأَرۡضِ وَٱخۡتِلَـٰفُ أَلۡسِنَتِكُمۡ وَأَلۡوَ ٰ⁠نِكُمۡۚ إِنَّ فِی ذَ ٰ⁠لِكَ لَـَٔایَـٰتࣲ لِّلۡعَـٰلِمِینَ)

[سورة الروم 22]

فالاختلاف هو مطلق المغايرة في الرأي والقول والفعل والفهم.. 

وهو على نوعين اثنين هما : 

١. اختلاف تنازع وتضاد.. وهذا الاختلاف مكروها.. لانه يفرق ويشتت الناس بعضهم عن بعض.. وهو يحمل في طياته التعصب الفكري والمذهبي والطائفي وهو احد أهم اسباب النزاعات والحروب العالمية. 

٢. اختلاف تنوع وتكامل وهو يعني ان اختلف معك في فكرتي ورأيي ولي مذهب ولك غيره.. لكن ان اجتمعت فكرتي ورأيي مع فكرتك ورأيك سنتكامل ونرسم للعالم صورة اجمل وسنكون معا باحثين عن الفضيلة في هذا العالم داعيين حينها للسلام والوئام والحب بعيدا عن التعصب والنزاعات المفرقة... وسنكون حينها على فطرتنا التي فطر الله الناس عليها.. 

أما عن اسبابه ان أيقنت وجودها لا محالة فستعرف ان غيرك مختلف عنك تماما.. فأهمها أيها العزيز  اختلاف وجهات النظر للأمر فهناك من ينظر الى هذا الامر بطريقة غير تلك التي تنظر منها أنت.. 

وهناك ايضا اختلاف الفهم للفكرة.. فليس لجميع الناس القدرات ذاتها على الفهم والاستيعاب.. كما ان الناس يختلفون في ثقافاتهم.. ولغاتهم.. فلن تجد الكثير ممن يفهمون نفس الفهم.. وهنا نجد ان الفقهاء تعلمو واحدا عن الاخر اخذ فقهه واختلف معه والسبب هنا كل منهم له فهمه للنص الذي أخذ منه ( من قرآن أو سنة) واختلف تباعا حكمه.. 

وايضا البيئة والتنشئة تؤثر اثرا كبيرا على كيفية النقاش والاختلاف مع الاخر.. فمن ينشأ في بيئة تحثه على الاخلاق والفضيلة سيبقى متمسكا بالامبادئ والاخلاق ما عاش.. اما من تربى على غير ذلك فقد نجد هنا الجريمة اذا.. 

وهنا نصل الى نهاية موضوعنا في الاختلاف ونؤكد على ان الله سبحانه وتعالى قد خلق فينا هذا الاختلاف لنتكامل.. وليس لنتنازع 

(وَلَوۡ شَاۤءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ ٱلنَّاسَ أُمَّةࣰ وَ ٰ⁠حِدَةࣰۖ وَلَا یَزَالُونَ مُخۡتَلِفِینَ ۝ إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَۚ وَلِذَ ٰ⁠لِكَ خَلَقَهُمۡۗ وَتَمَّتۡ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمۡلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ ٱلۡجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ أَجۡمَعِینَ)

[سورة هود 118 - 119]

 

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ٢:٠٢ ص - عبد الفتاح الطيب
يوليو ٢٠, ٢٠٢٢, ١٢:٤٤ م - Sarora Fayez
مارس ١٠, ٢٠٢٢, ٩:١٨ ص - Sarora Fayez
فبراير ١٢, ٢٠٢٢, ١١:٠٩ م - Dr. Shahad