إن الانفتاح الرهيب الذي يشهده عصرنا في الجانب التقني والذي جعل من العالم قرية صغيرة يمكن للجميع أن يتجول في أرجائها من خلال تلك الشاشة المتواضعة، قد جعل من تعلم اللغات المختلفة أمراً لا بد منه حتى يستطيع الواحد أن يصل إلى ثقافات المجتمعات الأخرى وعلومهم والتعرف على مختلف جوانب الحياة.
إن أهمية تعلم اللغات لا سيما العالمية منها، لم تعد مجرد إضافة في حياة الإنسان، ولكنها أصبحت ضرورة في هذا العصر الرقمي وباباً يساعد الإنسان للدخول في عالم جديد ومختلف ما يفتح أمامه فرصاً في الحياة بشتى صورها، سواء في مجال العلم والتعلم، أو مجال العمل والتوظيف أو حتى التعرف على الثقافات الأخرى.
سنستعرض هنا خمسة أمورٍ لابد على كل مهتم بموضوع تعلم اللغات أن يطلع عليها ويعمل بها حتى يتمكن من تعلم اللغة التي يريدها بسهولة وإتقان:
١- الرغبة الداخلية: وهي أهم عنصر في عملية تعلم اللغة، حيث أن الدافع الذي ينبع من داخل الإنسان هو ما يستطيع أن يبقى همة المتعلم عالية ويمهد له صعوبات الطريق التي يسلكها.
٢- الاستمرارية: إن تعلم لغة جديدة لا يحدث بين يوم وليلة، فعنصر الاستمرارية هو من أهم عوامل إتقان اللغة والتمكن منها. فعلى المتعلم أن لا يخلو برنامجه اليوم من وقت مخصص لتعلم اللغة والتمرن عليها.
٣- الربط مع الحياة اليومية: إن تعلم اللغة لا ينبغي أن يكون مجرد كتاب نقرأ منه أو مقطع فيديو نشاهده، فتعلم اللغة يحتاج إلى ربطها بالواقع الذي نعيشه ومحاولها إدراجها في كل أمور حياتنا. كأن يحاول الإنسان مثلاً أثناء مشيه في الشارع ، يستذكر أسماء كل ما يراه في طريقه في اللغة التي يتعلمها، كالسيارة والموقف، وأفعال المشي والركض وغيرها.
٤- عدم الخجل من الممارسة: إن الخجل من التحدث باللغة التي نتعلمها هو عائق يقف بيننا وبين تطوير هذه اللغة ومهاراتها. فالجميع يخاف من الوقوع في الأخطاء أثناء التحدث في اللغة الأجنبية. إلا أن هذه الأخطاء هي من أهم الدروس التي تثبت في عقل المتعلم بعد الوقوع فيها، ما يجعل من شبه المستحيل أن يقع المتعلم فيها مرة ثانية.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن التحدث باللغة الأجنبية هو من أهم المؤشرات التي تظهر للإنسان نقاط الضعف في لغته حتى يقدر على أن يطورها ويحسنها. فقد تجد متعلماً متقناً لقواعد اللغة إلا أنه يواجه صعوبة في التكلم مع الأجانب، هذه الصعوبة هي التي تنبه هذا المتعلم على ضرورة التركيز على موضوع المحادثة أكثر من اللغة حيث أنه يواجه فيها نقطة ضعف.
٥- السوشال ميديا واللغة: إن وسائل التواصل الاجتماعي قد فتحت أمام متعلمي اللغة باباً مساعداً لهم وميسراً لهم طريقهم. فأي متعلم أصبح قادراً اليوم على أن يشترك أو يتابع صفحات في اللغة الأجنبية التي يتعلمها ليرى فيها المقالات والفيديوهات والصورة التي تنشر باللغة الأجنبية. وليس هذا فحسب، بل هو قادر على أن يتفاعل مع جمهور هذه الصفحات ممكن يتكلمون اللغة الأجنبية بطلاقة ويناقشهم في الموضوع المطروح ويتعرف على وجهة نظرهم مستخدماً تلك اللغة الأجنبية التي يتعلمها.
نهاية، إن تعلم اللغة الأجنبية هو رحلة شاقة طويلة إلا أن متعتها وفائدتها تنسي الإنسان هذه المصاعب التي مر بها وخصوصاً حين يجني ثمار الوقت الذي صرفه في تعلم اللغة وممارستها.
You must be logged in to post a comment.