لا شك أن المؤمن يسعى لحال الصفاء في قلبه والسكون مع الله ولا بد أن يدرك أن العبادات غايات للوصول بالمجادهات الصادقة إلى سبيل الله وقد قال تعالى:" والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا" ...
ومن ضمن العبادات الميسورة للسالكين عبادة الصيام والصوم ما هو إلا حال السلوك في التعبد بالترك للتدرب على باب الترك للحرام ولمشتهى النفس بالخلو مع الله في حال الأنس ولذا نظر العلماء للصيام فكان الصائمون على ثلاث أقسام:
-صيام العموم: وهو الانتهاء عن الطعام والشراب وسائر المفطرات من طلوع الفجر الصادق إلأى غروب الشمس.
-صيام الخصوص: وهو ممن عرف أن الانتهاء عن الحرام لازم به الكف عن الحرام حتى لا يكون كمن قال فيهم-صلى الله عليه وسلم-:" رب صائم ما له من صيامه إلا الجوع والعطش" وبذا حفظ اللسان عن الكذب والعين عن النظر الخائن والمحرم والأذن عن الحرام والعقل عن الخوطار الدنية الردية ولا زال يسمو ويرتقي في التروك حتى يصل إلأى رتبة:
-صوم خصوص الخصوص: وهم من كفوا وانتهوا عن كل ما سوى الله فكان قلبهم قد تعلق بالله فأصبح غاية العوائد والعوالق عنده سيان فلم يلتفت لغير الله كمن قال:
إذا شغلت فلا شغلا بغيركم... وإذا انشغلت فشغلي عنكم بكم
فالصيام حالة روح لتنزهها عن الماديات غير ما فيه من معاني الشعور بالنعم والحس بمن فقدها والمعرفة لفضل الله العميم وتنزه الشعور ليصفو القلب وكما لا يخفى أن الدم ينبض بالطعام والشراب فإن المقلل منه قد قلل مكان مسرى الشيطان في دمه.
والصيام فيه من فائدة تقليل الطعام الذي به تصفو الحواس ويحس العقل وترقى الروح ويكون في حضرة الطهر التي تناسب الملائكة وحالهم وهو معنى نفيس لمن تأمل جعلنا الله وإياكم ممن قبلت أعمالهم ..آمين أمين
You must be logged in to post a comment.