لعل عنوان المقال يوحي للبعض أنه موضوع رواية خيالية ،أو أنه تعبير مجازي لتقريب فكرة ما، و لكن الواقع أن الموضوع هو جوهر المقال الصريح ،فالبعض يرغب في حياة أخرى مستقبلية، ربما لأنه لم يكتفِ بحياة واحدة ، و ربما لأنه يرى المستقبل مكانا أفضل للعيش، و ربما لأنه يعاني من مرض عضال يأمل أن يجد دواءه مستقبلا.
مئات من البشر امتلكوا هذه القناعة، و عند موتهم لم تُقم لهم مراسم
الدفن و إنما تم نقلهم أخذاً بوصاياهم إلى منشآت التجميد حيث يتم تجميد
الجثث بعد إعدادها و تحفظ في النيتروجين السائل في درجة حرارة حوالي
200 درجة تحت الصفر ....و بهذا يريدون أن تُحفظ جثثهم على أمل
أن يتطور العلم حتى يتوصل لإيقاظهم في المستقبل.
بعض الجثث محفوظة بالكامل في المنشآت، و بعضها الآخر تُحفظ منها الرؤوس فقط أو الأدمغة.
تُعرف عملية حفظ الموتى بالتجميد على أمل إيقاظهم مع تطور
العلم باسم "كرايونكس"
كان الأمريكي "جيمس بيدفورد" أستاذ علم النفس أول من
وضع خطة ليصبح أول جثة مجمدة لرائد التجميد "بوب نيلسون"،
حدث ذلك في عام 1966 حين كانيحتضر بالسرطان عن عمر
يناهز 73 عام .
قدم بيدفورد 4200 دولار لتكاليف إبقاء جسده مجمدا،
و بعد وفاته في يناير عام 1967، قام نيلسون بتجميده
مؤقتا ليُنقل لاحقا لمنشأة "Cryo-Care"
أما الآن فيتواجد في منشأة "ألكور "، و هي إحدى أكبر
منشآت التجميد في العالم و تقع في ولاية أريزونا الأمريكية.
إستوحى نيلسون الفكرة من حيوان السمندل السيبيري الذي يتجمد
في التربة الجليدية لسنوات ثم يعود للنشاط بعد ذوبان الثلج.
و في الواقت الراهن كثير ممن هم على قيد الحياة أوصوا بإبقائهم
متجمدين، و سجلوا لدى شركات التجميد مع تأمين المبالغ التي
تلزم لذلك.
و تختلف التكلفة فيما إذا أراد المسجل حفظ الجسد كاملا أو الدماغ فقط،
فمثلا لدى شركة ألكور يدفع المنتسبون رسوم عضوية سنوية و عند
الموت يجب تأمين ما يقارب 200 ألف دولار لحفظ الجسد كاملاً
و 80 ألف دولار لحفظ الدماغ.
و مع أن التكاليف ليست خيالية و في متناول شريحة واسعة إلا أن الفكرة بحد ذاتها لن تروق لمعظم الناس ،بل قد تكون فكرة جنونية لكثير منا غير أن البعض يراها أملا لحلم قد يظن أنه سيسعد بتحققه.
You must be logged in to post a comment.