أنا البيئة ..

أنا البيئة ..

  البيئة أنا وأنت ، ونحن جميعا ،وما يحيط بنا ويتأثر بنا ونتأثر به ، و هي مسؤوليتنا جميعاً ؛ لأنها المحيط الذي نحيا فيه، واتزانها وصلاحها للحياة والأحياء يعني أن نعيش – جميعا -  بخير،  فالبيئة الصحية السليمة تضمن العيش بصورةٍ أفضل، كما تضمن إصابة أقل بالأمراض، وحياة أجمل وأسعد ؛ لذلك علينا أن نحافظ عليها بكل ما أوتينا من علم وأن نسخر كل العلوم والتقنيات للحفاظ على التوازن البيئي ، وألا نلوثها مقابل ما تمنحنا من هبات الطبيعة التي أودعها الله سبحانه وتعالى فيها .

    تتكون البيئة من عناصر أساسية هي عبارة عن كائنات حية : النباتات والحيوانات ، وكائنات غير حية و هي الجمادات : الماءٍ والهواءٍ والتربة.

  والبيئة بكل ما فيها من مكونات حيةٍ وغير حية، تعتبر المؤثر الأول في حياة الإنسان بشكلٍ خاص، كما أنها الوسط الذي يعيش فيه وتعيش فيه الكائنات الحية الأخرى من نباتاتٍ وحيوانات..

    و يعتبر الإنسان الجزء الأهم فيها، فالبيئة بكل ما فيها خلقها الله جميلة نقية وجعل مكوناتها من عناصر متكاملةُ و نظامٍ متوازنٍ دقيق، يسيرُ بطريقةٍ موزونة للحفاظ على الحياة الطبيعية فلا  يزيد عنصر أو ينقص على حساب العناصر الأخرى .

  وتتعرض البيئة في الوقت الراهن  إلى الكثير من الملوثات الخطيرة التي أحدثت خللا في التوازن البيئي ، فمع التطور الصناعي والتكنولوجي الحديث، أصبحت العناصر البيئية مهددة بالتلوث، خصوصاً المكونات الأساسية الضرورية لحياة الكائنات وهي : الماء والهواء والتربة -  وأيضاً - النباتات والحيوانات..

  وإن بعضا من هذه الملوثات تأتي من أسبابٍ طبيعية مثل الزلازل والبراكين والفيضانات، إلا أن الإنسان يلعب دوراً مهماً في تلويث وتدمير البيئة، إذ أن المصانع التي شيدها الإنسان تنفث دخانها في الهواء ، وتسبب تلوثه بالعناصر الثقيلة والغازات السامة، و- أيضا - تصب مخلفاتها في الماء ، مما يسبب حدوث ظواهر بيئية خطيرة مثل الاحتباس الحراري والتصحر وثقب الأوزون وفناء الكثير من الأحياء وتبديد الكثير من الثروات السمكية والحيوانية .

  وهذه الملوثات هي من أخطر المشاكل التي تواجه المجتمع الإنساني ، خصوصاً أن هذه الملوثات متصلة ومؤثرة ببعضها البعض، فتلوث الهواء مثلاً يسبب ايضاً تلوث الماء بالأمطار الحمضية ، وهذا بدوره  يسبب تلوث التربة، وتلوث التربة يؤدي لموت وفناء وانقراض الكثير من الكائنات الحية من حيوانات ونباتات، وهذا كله يؤدي بدوره إلى ظهور مشكلات أخرى لا حصر لها و الوصول إلى طريقٍ مسدودٍ لا يمكن العودة منه، لأن بعض عناصر البيئة تحتاج إلى سنواتٍ طويلة كي يتم تعويضها أو رجوعها لحالتها الطبيعية .

  ولهذا وجب على الدول والمنظمات العالمية والإقليمية والمحلية ، من الآن أن تتخذ التدابير اللازمة والاحترازية للحفاظ على البيئة وعلى التوازن الذي خلقه الله بها فتقوم بسنت القوانين الرادعة لأجل الحفاظ على البيئة، وأن تلزم المصانع الكبرى بعدم إلقاء الملوثات في الماء أو الهواء أو التربة، وذا التوجه إلى الصناعات صديقة البيئة ، ويجب أن يسعى المجتمع  الدولي إلى زيادة الغطاء النباتي، خصوصاً أن النبات يُعتبر المُنقذ الأول - والأهم - للبيئة من التلوث ، لأنها – أي النباتات – هي القادرة على إعادة التوازن للهواء وللتربة ، كما تُساهم في تجميل البيئة وزيادة عملية النتح ، وهذا ينعكس إيجاباً على جميع مكونات البيئة.

وأخيرا وليس آخرا ، فالبيئة بيتنا الكبير، ويجب وضع الخطط والاستراتيجيات السليمة للحفاظ عليها .

وشكرا لكم .. وإلى لقاء .

 

 

 

 

 

 

 

 

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
أكتوبر ٢٣, ٢٠٢٢, ٥:٠٨ م - avan yasin
سبتمبر ١٠, ٢٠٢١, ٩:٥٣ م - Abdallah
مايو ٢٥, ٢٠٢١, ٢:٢٣ ص - Abd elshfi
أبريل ١٠, ٢٠٢١, ١٠:٠٨ ص - yara-ahmed
فبراير ١١, ٢٠٢١, ٤:٢٠ م - Hawraa Msheik
About Author