أنواع الخطوط العربية

خط الطومار الكامل       

       والطومار الكامل هو القلم الجليل الذي يكتب به في قطع كبير الحجم من الورق، قدر الكتاب مساحة عرضه بأربع وعشرين شعرة من شعر البرذون، كان الخلفاء يكتبون به علاماتهم على مناشير الإقطاع والولايات والمكاتبات، وذلك في أيام بني أمية فمن بعدهم، وقد ذكر الشيخ الآثاري أن في هذا الخط يدخل الترويس في حروف: الألف والباء والجيم والدال والراء والطاء والكاف المجموعة واللام، والنون في الإفراد والتركيب عند الابتداء، والطمس لا يجوز في الخط الجليل، فلا تطمس عقده في حروف: الصاد والطاء والفاء والقاف والميم والهاء والواو واللام ألف المحققة بحال.  

خط مختصر الطومار    

       ومختصر الطومار قلم يكتب به في قطع البغدادي الكامل، ويجوز أن يكتب في هذا القلم على طريقة الثلث في الميل في حروفه إلى التقوير، ويكتب بذلك كتاب ديوان الإنشاء في عهود الملوك عن الخلفاء، والمكاتبة إلى القانات العظام من ملوك بلاد الشرق، ويجوز أن يكتب به على طريقة المحقق في الميل في حروفه إلى البسط، وهذا القلم على غرار قلم الطومار الكامل، يدخل في حروفه الترويس ولا يجوز فيه الطمس للحوقه بقلم الطومار الكامل في الجلالة وسعة مساحة العرض، وقد ذكر الشيخ الآثاري أن مقدار مساحته ما بين قلم الطومار وبين قلم الثلثين، أي أن مقداره ما بين عرض أربع وعشرين شعرة وبين ست عشرة شعرة.      

خط الثلث  

       والثلث قلم يكتب به في قطع الثلثين، وقطته محرفة لأنه يحتاج فيه إلى تشعيرات لا تتأتى إلا بحرف القلم، وهو إلى التقوير أميل منه إلى البسط، وهذا بخلاف قلم المحقق، والترويس في قلم الثلث لازم، وقد ذكر الشيخ الآثاري أنه يروس فيه من الحروف الألف المفردة والجيم وأختاه والطاء والكاف المجموعة واللام المفردة والسنة المبتدأة وعقده في حروف الصاد وأختها والطاء وأختها والعين وأختها والفاء والقاف والميم والهاء والواو واللام ألف المحققة كلها مفتوحة، لا يجوز فيها الطمس بحال، وهو على نوعين: الثلث الثقيل، ويعرف بـــ(ثقيل الثلث) أيضاً، ومساحته مقدرة بثمان شعرات، والثلث الخفيف، ويعرف بـــ(خفيف الثلث) أيضاً، وهذا القلم يكتب به في قطع النصف، وصوره كصور الثلث الثقيل، إلا أنه أدق وألطف منه. 

        الجدير بالذكر أن الكتاب اختلفوا في تسمية قلم الثلث وما في معناه من الأقلام المنسوبة إلى الكسور كالثلثين والنصف على مذهبين: الأول: ما ذكره الوزير الخطاط أبو علي بن مقلة (272-328ﻫ/885-939م) أن للخط الكوفي أصلين من أربع عشرة طريقة، هما لهما كالحاشيتين، وهما: قلم الطومار وقلم غبار الحلبة، أما قلم الطومار فهو قلم مبسوط كله، ليس فيه شيء مستدير، كتبت به مصاحف المدينة القديمة، وبالنسبة لقلم غبار الحلبة فهو قلم مستدير كله، ليس فيه شيء مستقيم، ومعنى ذلك أن الأقلام كلها تأخذ من الخطوط المستقيمة والمستديرة نسباً مختلفة، فإن كانت نسبة الخطوط المستقيمة في القلم الثلث سمي قلم الثلث، وإن كانت نسبة الخطوط المستقيمة في القلم النصف سمي قلم النصف، وإن كانت نسبة الخطوط المستقيمة في القلم الثلثان سمي قلم الثلثين. والثاني: ما ذكره الشيخ الآثاري أن أقلام: (الثلثين والنصف والثلث) منسوبة إلى قلم الطومار، الذي هو أجل الأقلام مساحة، حيث أن مساحة عرضه أربع وعشرون شعرة من شعر البرذون، وقلم الثلث منه بمقدار ثلثه، وهو ثمان شعرات، وقلم النصف بمقدار نصفه، وهو اثنتا عشرة شعرة، وقلم الثلثين بمقدار ثلثيه، وهو ست عشرة شعرة.   

خط التوقيع      

       والتوقيع -ويعرف بقلم التوقيعات أيضاً- قلم سمي بذلك لأن الخلفاء والوزراء كانت توقع به على ظهور القصص وهو على نوعين: قلم التوقيع المطلق، ويكتب به في قطع الثلث، كان يوسف أخو إبراهيم الشجري أول من اخترعه، وقد أعجب بهذا القلم ذو الرياستين الفضل بن هارون، وأمر أن تحرر الكتابة السلطانية به، وأطلق عليه القلم الرياسي، أخذاً من الرياسة، وذلك لاختصاصه بكتب الخلفاء والسلاطين، وقواعد حروف قلم التوقيع وأوضاعه في الأصل هي قواعد قلم الثلث، لكن يوجد بعض الاختلاف، فقطته إلى التدوير أميل، بينما قلم الثلث قطته إلى التحريف أميل، فامتلاء حروف قلم التوقيع على السواء على عكس قلم الثلث، ففي تشعيراته تحريف، وحروف قلم التوقيع إلى التقوير أميل من قلم الثلث، وإن كان في قلم الثلث ميل إلى التقوير، لكنه لا يبلغ في ذلك مبلغ قلم التوقيع، وقد ذكر الشيخ الآثاري أن منتصبات قلم التوقيع مروسة كما في قلم الثلث، ويجوز فيه الطمس والفتح في حروف: العين المتوسطة والفاء والقاف والميم والواو وعقدة اللام ألف المحققة، وفيه حروف زائدة على قلم الثلث مثل الراء المقورة والراء البتراء والراء المخطوفة والواو المقورة والواو البتراء والواو المخطوفة والعين البتراء.

خط الرقاع  

      والرقاع قلم يكتب به في قطع العادة من المنصوري والقطع الصغيرة من الرقاع، وهي جمع رقعة، والرقعة الورقة الصغيرة، وصور هذا القلم الأصل كصور حروف قلم الثلث وقلم التوقيع في الإفراد والتركيب لكنه يخالفهما في بعض الأمور، وهي؛ أن قلمه أميل إلى التدوير، وأن حروفه أدق وألطف، وأن الترويس لا يقع في منتصباته من الألف المفردة وأخواتها إلا في القليل، وأن حروفه يغلب عليها الطمس في العين المتوسطة والأخيرة والفاء والقاف والميم والواو وعقدة اللام ألف المحققة، أما الصاد والطاء والعين المفردة والمبتدأة فإنها تكون مفتوحة، وأنه يوجد فيه من الحروف ما لا يوجد في قلم الثلث وقلم التوقيع كالألف الممالة إلى جهة اليمين. 

خط الغبـــار         

       والغبـــار سمي بذلك لدقته وصغره، وهو قلم يكتب به في القطع الصغير من الملطفات وورق الطير، وهي بطائق الحمام التي يحملها الحمام على أجنحته، ويسمى أيضاً قلم الجناح، وهذا القلم ضئيل يمتاز بأنه مفتح العقد من غير ترويس فيه، وتكون قطة قلمه مائلة إلى التدوير، لأنه مولد من قلم الرقاع وقلم النسخ.  

المراجع             

  • صبح الأعشى في صناعة الإنشا، أبو العباس أحمد القلقشندي، دار الكتب المصرية، مصر، 1922
  • ابن مقلة خطاطاً وأديباً وإنساناً، هلال ناجي، دار الشؤون الثقافية العامة، آفاق عربية، العراق، 1991.

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
About Author