أهداف المجتمع الاقتصادية
تشترك المجتمعات في تحقيق مجموعة من الأهداف الاقتصادية وفي هذه المقال سنتناول الأهداف مع الإشارة إلى النظم الاقتصادية ومدى تحقيقها لهذه الأهداف.
أولاً: الكفاءة
هدف الكفاءة يتكون من نوعين هما الكفاءة الإنتاجية والكفاءة التخصيصية
أ-الكفاءة الإنتاجية
وتُعرف بإنها: "إحراز أكبر ناتج ممكن من الموارد المتاحة للمجتمع"
ومن خلال الشكل التالي يتضح أن أي مجتمع ليحقق الكفاءة الإنتاجية يجب أن يبلغ الإنتاج حدوده القصوى إذا استطاع أن يدفع مستوى توظيف موارده ليصل إلى منحنى إمكانيات الإنتاج.
ويتسم منحنى إمكانية الإنتاج بعدة خصائص وهي:
1-سالب الميل: بسبب العلاقة العكسية بين بديلي الإنتاج (زيادة إحدى السلعتين يقابلها إنقاص إنتاج السلعة الأخرى).
2-محدب باتجاه الخارج: بسبب صعوبة تكيف عوامل الإنتاج للاستخدام الجديد.
3-أي نقطة تقع داخل المنحنى تعني أن هناك موارد معطلة لم تستخدم وهذا دليل على عدم الكفاءة.
4-أي نقطة خارج المنحنى تعبر عن طموح لا يمكن تحقيقه في ظل الموارد المتاحة.
ب-الكفاءة التخصيصية
تُعرف بأنها: "أن يكون الإنتاج المتحقق موافقاً للتفضيل الاجتماعي"
وعند تحقيق الكفاءة التخصيصية والإنتاجية سيتم تحقيق هدف الكفاءة الاقتصادية والشكل التالي يبين ذلك فعند التقاء منحنى إمكانية الإنتاج ومنحنى السواء الاجتماعي في نقطة التماس يعني ذلك تحقيق أكبر ناتج ممكن موافق للتفضيل الاجتماعي.
ثانياً: العدالة التوزيعية
أي قسمة الدخل والثروة بين أفراد المجتمع وهو مفهوم نسبي وبشكل عام كلما قلّ التفاوت بين الأفراد كان نظام التوزيع أكثر عدالة، ويستخدم الاقتصاديون لتوضيح الفكرة منحنى لورنز، وفي الشكل التالي يظهر خط التوزيع الفعلي الذي يعبر عن توزيع الدخول في المجتمعات، وخط التوزيع المتساوي وكلما ضاقت الفجوة بين خط التوزيع المتساوي وخط التوزيع الفعلي كان أقرب للعدالة، واسلاميا خط الزكاة الذي يعيد التوزيع عبر آلية توزيع دائبة هو أقرب للخط التوزيع المتساوي أي أقرب للعدالة.
ثالثاً: الاستقرار الاقتصادي
يُعرف بأنه: "تجنب التقلبات الحادة في المستوى العام للأسعار وأسعار الصرف والفائدة"
إن التذبذبات في أسعار الصرف ومستوى العام للأسعار وقيمة النقود يؤدي إلى اثار سيئة كبيرة أهمها التضخم، والشكل التالي يوضح عدم الاستقرار الاقتصادي.
رابعاً: النمو الاقتصادي
ويُعرف" : الزيادة المستمرة في نصيب الفرد من الناتج القومي عبر الزمن"
وهو هدف مهم لكافة المجتمعات من اجل تحسين الأوضاع المعيشية لأفراد المجتمع، والشكل التالي يوضح تحول منحنى إمكانية الإنتاج إلى محل هندسي جديد يعبر عن النمو الاقتصادي.
· الأنظمة الاقتصادية ومدى تحقيقها لأهداف المجتمع الاقتصادية
أولاً: النظام الرأسمالي: لم يحقق أهداف المجتمع الاقتصادية بسبب:
- ظهور البطالة وهذا دليل على عدم تحقق هدف الكفاءة الاقتصادية.
-ظهور التضخم وهذا مؤشر واضح لعدم تحقق هدف الاستقرار.
-تركز الثروة وهو ما اشتهر به المجتمع الرأسمالي وبالتالي دليل على عدم تحقق هدف العدالة التوزيعية.
-فشل السوق دليل على عدم تحقق هدف النمو.
ثانياً: النظام الاشتراكي: لم يحقق أهداف المجتمع الاقتصادية بسبب:
-حقق التوظيف الكامل لكنه توظيف غير كفئ أي لم تظهر البطالة ولكن تحميل المنشاة أكثر مما ينبغي.
-نظرتها إلى الملكية الفردية وبالتالي غياب الحافز ولم يتحقق هدف العدالة.
-حقق تقدم في التكنولوجيا الصناعية لكن لم يحقق أهداف المجتمع الاقتصادية.
ثالثاً: النظام الإسلامي: هو النظام الأكفأ لتحقيق أهداف المجتمع الاقتصادية ويظهر ذلك من خلال:
-أحكام الإسلامية أوجبت استغلال الموارد سواء البشرية من خلال الحث على العمل الاقتصادي وعدم التعطل أو الموارد الطبيعية من خلال أحكام الاحياء والتعدين والاستزراع، وتحريم الربا والاكتناز.
-يمنع الإسلام تركز الثروة وشرع الزكاة كآلية دائبة لإعادة التوزيع لصالح الفقراء.
-دعا الإسلام إلى استقرار قيمة النقود وهي شرط لسلامة العقود سواء البيوع والمشاركات والمبادلات والمداينات.
-الإسلام اعطى حق الكفاية لأفراد المجتمع والتكاليف الشرعية تعتد بالكفاية فهي واجبة.
You must be logged in to post a comment.