أيام الزمن الجميل


كان الناس في زمن مضى ،  معروفين بالبساطة وطيبة القلب والأخلاق العالية ولا تهمهم المظاهر والشكليات ويهتمون بالأدب والعلم والثقافة والأخلاق  والتربية الحسنة ، وهذا ما كان ينعكس في البرامج والمسلسلات وأغاني الأطفال وحتى الرسوم المتحركة وكل ما ذكر سابقا كان هدفه التربية والتوعية ونشر الأخلاق الحسنة والفضائل ومحاربة الشر والرذائل ، كان الناس يحبون بعضهم ويتمنون الخير لبعض ودائما يدعون لغيرهم بالخير ولسانهم رطب بذكر الله والكلام الطيب ويزورون بعض رغم بعد المسافات ومشقة الطريق ويسألون عن أحوال وأخبار بعض مع قلة الهواتف وعدم وجود الهواتف النقالة والإنترنت وعندما تجتمع العائلة والأقارب ، الأطفال يلعبون في الهواء الطلق ويتحركون ويملأون المكان بضحكاتهم البريئة والكبار يتحدثون ويتسامرون ويضحكون وتجتمع العائلة كلها بكبارها وصغارها على مائدة الغداء الشهية، وتهب نسمات الصيف قليلة البرودة وقت العصر وتحرك شجر الياسمين لتهب رائحة الياسمين العطرة ، كان الناس وقت العصر يزورون بعضهم ويجلسون في ساحة المنزل بين ورود ومزروعات صاحب المنزل ويشربون القهوة مع نسمات الهواء العليلة ،
عندما كنا أطفال كنا نستيقظ في الصباح باكرا  على صوت الديك  ، ونجد الأب يستمع الى المذياع إلى الأخبار أو القرآن أو البرامج الثقافية ونذهب بسرعة ونشاط لشراء الإفطار و نعود بسرعة لنشاهد فقرة الأطفال على التلفاز على القناة الوحيدة ، كنا عندما ننظر من النافذة نجد المساحات الواسعة الفارغة التي لم تبنى بعد ونرى خط الأفق بين السماء والأرض ونراقب شروق الشمس وغروبها ولم نكن محاطين بكل هذه الأبنية والعمارات العالية التي تسد الهواء وأشعة الشمس بل كان الهواء عليلا،  نظيفا ، غير ملوث لا يحجبه شيء وأشعة الشمس في كل مكان ، كنا نتحرك ونلعب ونضحك ونتبادل الكلام والأحاديث والقصص ، كان الطعام لذيذا صحيا فيه البركة ، كانت العلاقات طيبة بين الناس يملؤها الحب والاحترام والكرم والسلام المتبادل والقاء التحية والسلام في الطريق على مختلف جنسياتهم وأديانهم وألوانهم ، كان الكلام لطيفا طيبا ليس بذيئا جارحا يملؤه التنمر على الآخرين  وكان زمان حقا الصغير يحترم الكبير والكبير يعطف على الصغير ، كانت المناسبات الدينية تملؤها الأجواء  الروحانية والعبادة والعيد عيدا حقيقيا فرحا جميلا ، كانت الناس عندما تجد شخصا عنده مشكلة او يبحث عن عمل ، لم يهدأ لها بال أو ترتاح إلا عندما تحل له مشكلته أو تساعده في ايجاد وظيفة أو مصدر رزق ، كنا عندما نمشي في السوق نجد الشارع مليء بجرار المياه كصدقة عن الميت و لرواء ظمأ من يمشي في السوق ويتعب ، وكان الخير والبركة والسعادة في كل بيت وكل مكان وقلب كل انسان ، فياليت الزمن الجميل يعود

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ٢:٠٢ ص - عبد الفتاح الطيب
يوليو ٢٠, ٢٠٢٢, ١٢:٤٤ م - Sarora Fayez
مارس ١٠, ٢٠٢٢, ٩:١٨ ص - Sarora Fayez
فبراير ١٢, ٢٠٢٢, ١١:٠٩ م - Dr. Shahad
About Author