أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض

أُكلت يوم أكل الثور الأبيض

جميعنا يعرف قصة المَثل الشهير (أُكلت يوم أُكَل الثور الأبيض) عندما كان الأسد يتضور جوعاً ولا يستطيع مقاومة هذا الجوع القاتل، رأى ثلاث ثيران يجلسون سويةً الأول أبيض والثاني أحمر أما عن الثالث فهو الأسود، فهجم الأسد لينقض على أحد منهم ليشبع بطنه،  ولكنه عاد خائباً مردوداً ولم يستطع المساس بشعرة واحدة بأي من الثيران الثلاثة بسبب اتحادهم وقوتهم اللي تفوق قوة الأسد، عندها جُنّ جنون الأسد وفقد عقله لأنه لم يستطع على قوتهم واتحادهم، فأخذ يفكر بطريقة خبيثة بسبب الجوع الذي يمر به، ففكر بطريقة وحشية وذهب للثور الأسود والأحمر وأخبرهم انظروا إلى الثور الأبيض ما أبهى شكله ولونه جداً جميل وملفت،  وبالتأكيد سوف تخسرون أصدقائكم بسبب جماله ولونه الفتان، لذا دعوني ألتهمه لأخلصكم منه فكان الرد عليه بالإيجاب وقبلوا أن يأكل صديقهم الثور الأبيض المسكين وعندما استنجد الثور الأبيض بالأحمر والأسود لم يُغيثوه ولم يلبوا ندائه فمات الثور الأبيض.

 

بالتأكيد الأسد لن يجوع مرة واحدة في حياته، بل سيجوع مراراً وتكراراً، وعندما جاع مرة أخرى هجم على الثورين الأحمر والأسود ولكنهم صدوه وأبعدوه عنهم، وأيضاً غضب غضباً شديداً يريد أن يأكل كي يعيش هنياً، عندها عاد لأفكاره الخبيثة وحيلته القديمة وذهب للثور الأسود وقال له لماذا هاجمتني وانا لم أقصد سوى الثور الأحمر؟ أجابه الثور الأسود وقال: أنت قلت هذا الكلام عندما أكلت الأبيض أيضاً، فرد الأسد عليه غاضباً "ويحك!" أنا قادر على هزيمتُكما معاً ولكنني لا أريد إخبار الثور الأحمر بأني لا أحبه كي لا يعارض اتفاقنا، فوافق الثور الأسود من الخوف وحبه للراحة، وأكل صديقه أمام عينيه ولم يحرك ساكن ولم ينقذه، وفرح الأسد لأيام عديدة وهو شبعان ولكن إلى متى سيبقى شبعان، بالتاكيد سوف يجوع كعادته وعندها هاجم الثور الأسود واثقاً من نفسه وهو وحيد ليس معه أحد وصرخ قائلاً : أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض، احتار الأسد واستغرب من أمره وسأله لمَ لمْ تقل الثور الأحمر فعندما أكلته أنت أصبحت وحيداً وليس عندما أكلت الثور الأبيض، فأجابه و قال: لأني من ذلك اليوم تنازلت عن المبدأ الذي يحمينا معاً وهو قوتنا واتحادنا وتجمعنا معاً لا بابتعادنا وتفرقنا، ومن يتنازل مرة يتنازل كل مرة عندما أعطيتك الموافقة على أكل الثور الأبيض فأنا أيضاً سمحت لك بأكلي واعطيتك التصريح الكامل لأكلي

 

هنا أصدقائي يجب أن نكون حذرين ، فكما علمونا عندما كنا صغاراً بأن الإتحاد قوة والتفرق ضعف وهوان، وهذا هو الواقع، إياكم والتفرق، ابقوا سويةً لآخر العمر.

 

ويا من تقرأ الآن كُن سنداً لمن ليس لديه سند.

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ٢:٠٤ ص - عبد الفتاح الطيب
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ٢:٠٣ ص - عبد الفتاح الطيب
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ٢:٠٣ ص - Momen
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٥٢ ص - صانعة السعادة
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٣٧ ص - anis
أبريل ١٣, ٢٠٢٢, ٣:٥٥ ص - Mohamed