خالد شاب أردني في أواخر العشرينات من العمر يعرض خالد خدماته كعامل حر في إحدى المواقع في الأنترنت .
خالد ذو طباع حاد وشخصية إنطوائية يضيع جل يومه في غرفته المظلمة كل عالمه يتمثل في شاشة حاسوبه.
: هيا يا خالد الساعة العاشرة صباحا الى متى وانت على هاذا الحال أقرانك من الشباب لديهم عائلة ومسؤوليات وأنت كل وقت تقضيه أمام حاسوبك .
خالد : أمي توقفي سهرت كثيرا ليلة أمس أتركيني أرجوك !
الساعة الحادية عشر ونصف كلعادة حمل خالد بطاقته البنكية وذهب ليتفقد حسابه في صراف مجاور في الحي الذي يقطن به لكن كغير العادة شعور غريب إنتاب خالد دوار شديد وصداع و تشويش في البصر .
سقط خالد طريحا في الشارع !
كل ما شعر به صراخ الناس من حوله وصوت صفارة سيارة الاسعاف .
غرفة الإستعجالات الطاقم الطبي يحاول بكل قوته إنقاذ الشاب خالد لكنه للاسف كانت هذه أخر لحظاته ! للاسف توفى خالد للناظرين كان خالد جثة هامدة بدون حركة.
لكن في عالمه كان يحلق فوق جسده البارد الذي سرعان ما تحول لونه للأصفر لم يصدق خالد ما يحدث !
هل هذا واقع أم خيال؟ ضربت عشرات الأسئلة في عقل خالد .
ياترى ماذا يحصل ؟
يظهر بين أعين خالد أرقام كأنها عداد منبه تيك تيك تيك !
أظهر خالد ردة فعل مما جعله يحلق الى الاعلى كأنه لا وجود للجاذيبة .
يرتفع أكثر فأكثر وصوت المنبه تيك تيك يكاد يخرق طبلة أذنه ماذا ! صارت الارقام عبارة عن أصفار كأن الزمن توقف ! ظلام دامس شعور بلاشيئ !
يفيق بطلنا في عالم غريب كل ألوانه بلأبيض و الاسود يستمر بالمشي في شوارع هذا العالم المثير و الدهشة تغمر تعابير وجهه . حتى قابل رجل عجوز طاعن في السن لحيته البيضاء تكاد تلامس الارض من شدة طولها .
: اووه أنت جديد هنا يا ولدي لابد أنك محتار أين أنت تعال تعال يابني إجلس بجانبي سأشرح لك كل شيئ .
جلس خالد وكل حواسه مشتتة فبدأ الشيخ في الحديث .
: نحن هنا في العالم السفلي كل من وافته المنية في الحياة الحقيقية يمر بهذه الفترة .
سأل العجوز خالد : كيف توفيت في العالم الحقيقي
أجاب خالد : لا أدري كنت أتجول كعادتي وفجأة إنقلبت حالتي . وضع العجوز يده على قلب خالد لكن لايوجد نبض كأن خالد بلا قلب اوووه لابد أنك وصلت إلينا جراء سكتة قلبية !
لكن إستمع جيدا لدينا حياة ثانية هنا في العالم السفلي نفسها نفس حياة الواقع لدينا تجارة ولدينا إحتياجات مثل الأكل و الشرب لكن ذالك سيكلفك الكثير !
رد خالد : كيف سيكلفي ذالك الكثير أريد شرحا مفصلا أكثر .
طأطأ العجوز رأسه وقال: كل من هنا يحاول العودة للعالم الحقيقي !
خالد : متعجبا هاه كيف ذالك .
قال العجوز : يتعامل الناس هنا "بدقائق العودة" دقيقة العودة هي عملتك هنا تستطيع شراء طعام بها وملابس وكل إحتياجاتك ولكن إجعل كل هدفك العودة الى العالم الحقيقي لأن الكل هنا يسعى لذالك ! هل تعلم كيف ياولدي هناك بوابة تسمى ببوابة "الرجوع" عندما يصبح رصيدك عشرة ألالاف "دقيقة عودة" ستقبلك البوابة وتعود بك الى العالم الحقيقي لكن إحذر كل سنة في يوم غير معلوم تقوم البوابة بسحب كل من قل رصيده عن الف "دقيقة عودة" فكن حريصا في صرف وكسب نقاطقك يا ولدي .
العجوز : حسنا يا بني تعال لنقوم بجولة في المدينة !
يبدا خالد و العجوز المشي بين احياء المدينه.
فشد انتباه خالد مجموعه من الناس تكاد ان تكون وجهوههم زرقاء داكنة وفي طاولتهم أشياء تشبه "النرد"فيسأل خالد العجوز ما خطب هؤلاء الناس فيجيب الشيخ هؤلاء من قل رصيدهم عن خمسين نقطة ولا أمل لهم في العودة فيقامرون على أخر ما يملكونه لكن إحذر منهم يا بني فسمهم شديد العدوى!
تعال : لنستمر في المشي وظل العجوز يسأل خالد عن كيف كانت حياته في العالم الواقعي حتى وصلوا لي مكان فيه نهر كبير ذا لون فاتح و رائحه زكيه وعلى ضفاف النهر كثير من النساء الحسناوات جمال تلك النساء حرك مشاعر خالد فسأل العجوز عن حالهم فأجابه العجوز: هؤلاء النساء هن ضحايا الاغتصاب والعنف والقتل ظلما في عالمك و تم ومكافاتهم بهذا الشكل هنا في العالم السفلي فاراد خالد ان يقترب من هن لكن شيخ منعه قائلا هؤلاء النسوه يحملن حقدا كبيرا للناس الجدد هنا يظنون انهم ايضا سيئون .
واستمر خالد والعجوز في المشى في الطريق سأل خالد العجوز عن كيفية معرفة رصيدي من "دقائق العودة" فقال له الشيخ تفقد أسفل معصمك ستجدها هناك أزاح خالد كمه ووجد أنه يمتلك الفا وخمس مائة نقطة وأراد إختبار العجوز فسأله عن كم أملك فقال العجوز: لا أحد يستطيع رؤية كم تملك إلا أنت فلو عرف الناس رصيد الاخرين لتحول الوضع هنا الى فوضى وسأكون أنا أول الضحايا حتى وصلوا امام فتاه بيضاء بياض ناصع شعرها طويل لكنها كانت تنظر في الاتجاه المعاكس أشار الشيخ بيده الى خالد لكي يقترب ويتحدث مع الفتاه و ما ان اقترب خالد من الفتاه حتى احسست به ونظرت اليه لكن ملامح خالد تغيرت في الحال فلديها جفنين لكن بدون مقلتي اعين ورائحتها كريهه جدا هرب خالد مسرعا الى شيخ لكن للاسف لم يجده كأنه إختفى تحسر خالد عن حالته وظل يمشي ويتسائل ياترى ماخطب هذه الفتاة ؟ وكيف أصرف نقاطي وكيف أكسب نقاط جديدة ؟
رائحة طعام زكية شدة شم خالد تتبع مصدرها واذا به امام مطعم كبير يكاد يخلو من العملاء دخل خالد المطعم لكن كغير العاظة الطعام هناك كبير جدا أكبر من الطعام في العالم الواقعي ب ثلاث أضعاف طلب خالد الكثير منه بحجة أنه جائع وما ان اكمل خالد تناول طعامه حتى تفاجئ بصاحب المطعم يقول له "شكرا لك ايها الكريم" فشعر خالد بالفضول وساله هل اخذت حسابك؟ فقال صاحب المحل "شكرا ايها الكريم" فخرج خالد متفاجئ بردة فعل صاحب المطعم وكيف تركه يخرج من المطعم بدون ان يدفع الثمن وهو يمشي أحس خالد أن نعل حذائه قد تمزق وما إن رفع رأسه حتى وجد محل كتب على لافتته "إسكافي" ضحك خالد وقال: ما أسهل العيش في هذا العالم دخل خالد للمحل وكان هناك مجموعة من الناس فأمرهم صاحب المحل بالابتعاد لخالد وطلب مصلح الاحذية من خالد أن يعطيه حذاءه وما إن أكمل عمله حتى قال له نفس الجملة التي سمعها من قبل "شكرا أيها الكريم" وتحولت نظرات خالد الى الغرور وخرج بدون قول كلمة واحدة ومازال خالد يمشي حتى شعر بدوار شديد و إجهاد عظلي لمح شجرة وجلس تحتها حتى شعر بيد تتحسس على شعره إستدار خالد و إذا به ذالك العجوز قال العجوز : بصوت عالي خالد ما خطب وجهك هل أنت بخير!
كان وجه خالد شديد الزرقة أمره العجوز أن يتفقد نقاطه فنضر خالد لمعصمه ليجد أنه يمتلك ثلاثون وحدة فقط إنتاب خالد خوف شديد وعلم لماذا ناداه أولئك التجار بالكريم سابقا لكن الشيخ هدأه ووضع معصمه في معصم خالد وتمتم بكلمات غير مفهومة وبدأ خالد يشعر بالحيوية مجددا قال العجوز : تفقد رصيدك الان ! تفقده خالد فوجد خمس ألالاف عملة وشكر العجوز قائلا شكرا لك لكن من أين لك كل هذا رد الشيخ لا دخل لك وضحك ! وبدأ خالد في طرح الاسئلة على العجوز وبدأ بسؤاله عن حال تلك الفتاة ذات الرائحة الكريهة ! فقال الشيخ تلك الفتاة كانت تعيش أحلى أيامها كانت مخطوبة لحب حياتها لكن شأت الاقدار أن تتعرض لحادث أفقدها بصرها وأصبحت عمياء لكن خطيبها تركها بعد الحادث ولم تتحمل ذالك وإنتحرت و رائحتها الكريهة كعقاب لها هنا لانها لم تعطي قيمة لحياتها والان هي تشتغل في مسرح كمغنية لديها صوت عذب لانها عمياء وذات رائحة كريهة يتم وضعها في ففص زجاجي لكي لا تؤذي الاخرين لكن لديها الاف المعجبين الذي يصرفون "دقائق عودة" عليها سأل خالد اذا كان لديها هذا العدد من النقاط فكيف مازالت هنا لماذا لم تعد الى العالم الواقعي !
العجوز : بالله عليك يا خالد هي عمياء و لايستطيع أحد الاقتراب منها لان رائحتها كما تعلم سيئة خالد : اووووه سأهديها الى هناك بنفسي .
ذهب خالد مسرعا لتلك الفتاة و أخبرها أن لديه خمس الاف نقطة وإذا أعطته النصف الباقي فسيخرج معها من تلك البوابة ويكاد يختنق من شدة الرائحة وافقة الفتاة وأعطته ما يحتاج و عاد خالد للعجوز ليدله على طريق البوابة .
أعطى العجوز لخالد خريطة و تمنى التوفيق له .
وضع خالد وشاحا على وجهه ليقلل الرائحة و ذهب هو و الفتاة الى البوابة و ما إن دخلو حتى عادت تلك الارقام في عينيه تيك تيك تيك !
وسمع صوتا مألوفا
:هيا يا خالد الساعة العاشرة صباحا الى متى وانت على هاذا الحال أقرانك من الشباب لديهم عائلة ومسؤوليات وأنت كل وقت تقضيه أمام حاسوبك .
: خالد الحمد لله يا أمي الحمد لله كان حلما كان حلما النهاية!
You must be logged in to post a comment.