يغفل الأهل في الكثير من الاحيان عن مراقبة نشاط أبنائهم على الإنترنت ومواقع التواصل، لجهلهم بالمخاطر التي قد تلحق باطفالهم على الشبكة العنكبوتية، وخاصة في هذه الفترة التي أغلقت بها الكثير من الدول مدارسها وتحولت الى التعليم عن بعد، مما يعني قضاء وقت أطول على الهواتف وأجهزة الكمبيوتر، وازدياد النشاط الرقمي عند أولئك الذين يحاولون استغلال الأطفال جنسيًّا عبر شبكة الإنترنت.
وتزداد هذه المخاطر في العاب الفيديو على الانترنت والمنتديات غير المعروف أهدافها الحقيقية، حيث يدخل مستغلو الأطفال إلى غرف الدردشة وجلسات ألعاب الفيديو، ويتنكرون بشخصيات وهمية، وغالبًا ما يتظاهرون بأنهم قُصّر، ويبدأون محادثات بريئة، لكن تتطور هذه المحادثات الى تقديم مبالغ مالية للاطفال كي يرسلوا إليهم بصور أو فيديوهات جنسية فاضحة ليتم استغلالها في الابتزاز والتهديد بفضح الاطفال امام اهاليهم إذا لم يمدوهم بالصور بشكل مستمر، مما تسبب هذه التهديدات ضغوطات نفسية على الاطفال وقد يلجا البعض منهم للإنتحار، خوفا وخجلا من فضح امرهم .
وفي الاغلب يطلب هؤلاء الغرباء من الاطفال الحفاظ على سرية العلاقات معهم، ونقل المحادثات معهم إلى منصات أقل رقابةً مثل «سنابشات» ، كما يطلبون معلوماتهم الشخصية، و يعرضوا عليهم رشاوى مالية، هدايا مثل أرصدة داخل الألعاب الرقمية
وهنا يكمن دور الاباء والاهل بتوعية أبنائهم حول المخاطر التي قد يتعرضون لها على الانترنت، والاستغلال الذي قد يواجهونه من قبل اشخاص متخصصين بالجرائم الالكترونية وإستغلال الأطفال، والأهم ان يقدم الأهل التوعية بطريقة حضارية عن طريق الحوار والمصارحة وليس بالعنف واصدار الاحكام التي قد تزيد من عناد الأبناء ورفضهم للاوامر، وخاصة عند المراهقين الذين يعتبرون تحدي الاهل اثباتا على قوة شخصيتهم.
والتوعية لا تكون بتقديم النصيحة فقط، بل بمراقبة المواقع التي يدخلها الاطفال، والحصول على الارقام السرية التي يستخدمها الأبناء للدخول على هذه المواقع، حتى يستشعر الاطفال بمراقبة الأهل ولا ينجرون للخطا.
You must be logged in to post a comment.