اجابة السؤال الذي حير سيغموند فرويد: ماذا تريد النساء؟

اجابة السؤال الذي حير سيغموند فرويد :  ماذا تريد النساء؟

             

يعتبر سيغموند فرويد طبيب الاعصاب النمساوي الذي ولد عام 1856وتوفي عام 1939اشهر عالم في علم التحليل النفسي وصاحب نظريات مهمة في تحليل النفس البشرية بالرغم من الانتقادات الواسعة التي وجهت له. ورغم شهرته الواسعة وخوضه العميق في النفس البشرية الا انه اعترف بعجزه عن فهم المراة ووصف النساء بانهن (قارة مظلمة)وعجز عن اجابة سوال حيره حتى مماته وهو :ماذا تريد النساء؟.

 

الاجابة على هذا السؤال ليست صعبة اذا كنا منصفين ووضعنا الحقائق التالية نصب اعيننا .

                          

اولا : من حيث تركيب الخلايا التي يتكون منها جسم الانسان والتي تعتبر وحدات التركيب والوظائف في جسمه فان الرجل والمراة يملكان خلايا متشابهة في اشكالها ووظائفها باستثناء الزوج الكروموسومي رقم 23 المميز للجنس ففي الرجل شكله يشبه الحرفين xy     وفي الانثى يشبه    xx      ولاتوجد اي خلايا عصبية خاصة في السلوك تميز الرجل عن المراة او العكس .ولا يحمل هذان الزوجان من الكروموسومات اي  جينات تميز ارادة الرجل عن المراة او العكس.

 

ثانيا : صفات الرجل والمراة الشكلية والبنيوية  على  مستوى الاعضاء  والانسجة فقط ,فيها العديد من الاختلافات وهذا ينعكس بالطبع على بعض السلوكيات المختلفة عن الاخر عند كل منهما فالمراة مثلا تقضي وقتا اطول في تمشيط شعرها بسبب طوله والرجل يتحمل الاعمال العضلية اكثر من المراة فهو اسرع منها في المشي والركض وغيرها من الاعمال التي تحتاج قوة عضلية والمراة اقصر من الرجل غالبا.وهذه الصفة جعلت الرجال يشعرون بالتفوق على النساء منذ بدء الحياة على الارض.

 

ثالثا: لايعاني الرجل من مشاكل الدورة الشهرية والتي تسبب ارهاقا نفسيا  وحالة عصبية ونفسية متذبذبة لدى اغلب النساء.فقبل الدورة الشهرية بثلاثة او اربعة ايام ترتفع الرغبة الجنسية لدى المراة وتصاب بحالة من الشبق الجنسي وتتوتر قليلا واثناء الدورة تنخفض رغبتها للجنس كثيرا وتبدا بالارتفاع بعد انتهاء الدورة وكثير من الرجال لايراعون التغيرات النفسية التي تطرأ على المراة في مراحل الدورة الشهريه مما يسبب مشاكل زوجية كثيرة.

 

رابعا : الرجل لايلد والولادة تسبب تعبا للمراة ويتبعها تغيرات جسدية ونفسية وتخسر المراة جزءا كبيرا من وقتها لوليدها والوليد في سنوات عمره الثلاث الاولى يكون مرهقا بالرغم من السعادة التي يشعر بها الوالدان بسبب حركات الطفل وبرائته.

 

خامسا: تعب المراة غير العاملة في البيت لايعرفه الاهي وهناك ازواج لايقدرون هذا التعب من غسيل وطبخ وكنس ووحدة وما الى ذلك وان كانت عاملة فهي ملزمة بهذه الاعمال لان بعض الرجال لا يجيدونها او ان ظروف بعضهم لاتسمح.كما ان تعب الرجل في العمل لايعرفه الا هو من مضايقات المسؤولين او تذبذب الدخل المادي او حوادث ومفاجات العمل وهناك نساء لايقدرن هذه المتاعب وغير مستعدات لفهمها.

 

سادسا : تدخل الاقارب من الطرفين وتدخل الاصحاب والمعارف ايجابا او سلبا ومستجدات الحياة  وتغيراتها والتكنولوجيا المتسارعة والتدخين والمخدرات والكحول كلها  امور قد تجعل احد الاطراف يسيء فهم الطرف الاخر.

 

سابعا : الظروف والسيرة الذاتيه لكل فرد منا تختلف عن الاخر فقد يكون هناك تفاوت في المال او الثقافة او التعليم اوالصحة او عدد الاقارب او المكانة الاجتماعية او الجمال الشكلي او اسلوب التعامل او حتى التعليم الديني او العلماني .

 

ثامنا:الاسرار العميقة التي لايستطيع الرجل او المراة البوح بها للاخر واذا  حدث ان عرف احدهم بها فربما يستغلها لاحقا في ظرف تنازع ضد الطرف الاخر .

 

تاسعا : كل الصفات السلوكية مثل :الحقد والغيرة والكره والحب والسادية واللؤم والرحمة والكرم والشجاعة والمرونة والعناد والقسوة واللطف والذوق والصدق وغيرها موجودة عند الرجال والنساء ولكن بدرجات متفاوته بين افراد النوع الواحد .

 

عاشرا: الظروف البيئية والمناخية وتقلبات الجو اليومية عوامل توثر في السلوك البشري وفي الحالة النفسية للرجل والمراة بدرجات مختلفة فابن الصحراء يختلف عن ابن المدينة ويختلف عن ابن الجبل وعن ابن السهل. وحتى اختلاف الابراج له تاثير على التوافق او الاختلاف بين البشر وفهم كل طرف للطرف الاخر.اليوم الماطر يختلف المزاج فيه عن اليوم الحار المشمس كمثال ايضا.

 

هذه الامور توثر في الرجال والنساء سلبيا او ايجابيا وبشكل تفاضلي ايضا بحيث يمكن وصف شخص ما مثلا بانه الاقدر على القيادة او على التكيف مع المستجدات.

 

وماتريده المراة لايختلف عما يريده الرجل ,فكلنا نحب السعادة والهدوء ونحب كل شيء يوصلنا اليهما كالمال والبيت الواسع والجنس والطعام اللذيذ الوافر والطقس الرائع والثقة المتبادلة والامان وممارسة هواياتنا الشخصية من رياضة او العاب او غيرها ,والحرية والاحترام المتبادل والمعاملة بالمثل واللباس الرائع والصدق والتسامح وغيرها من الاشياء التي تجلب لنا الهدوء والسعادة . لكن هناك عيوب تصيب كثيرا من البشر تجعلهم يحرمون غيرهم من السعادة والهدوء او حتى يحرمون انفسهم منهما. اهمها :الطمع ثم حب السيطرة لدى الكثيرين والانانية المفرطة والخوف والعصبية الزائدة الموروثة وحب الظهور والمباهاة على حساب الاخرين.

 

لاشك ان فرويد يعرف هذه الحقائق اكثر مني ومن غيري كونه متخصص مشهور في التحليل النفسي ولكن لايوجد انسان واحد يستطيع ان يحيط بكل المعلومات التي تتعلق بموضوع علمي واحد خصوصا اذا كان الموضوع متعلقا بالتحليل النفسي للبشر وسلوكهم المعقد والذي لايعتمد على مبدأ : واحد +واحد = اثنين اي انه سلوك لايمكن التنبؤ به بسهولة نظرا لان معطيات التحكم فيه كثيرة وقد ذكرت العديد منها.

 

اما ماذا تريد النساء؟ المراة كما ذكرت تريد السعادة والهدوء كالرجل وتريد الحرية والاستقلالية والاحترام وترغب بالرجل صفات كثيرة اهمها : القوة والذكاء والنشاط ووفرة المال لديه والاناقة والنظافة والحنان والصدق والوضوح ومشاركتها كل صغيرة وكبيرة واحترامها سرا وعلنا واحترام طريقة ادارتها للبيت وتقدير مشاعرها  في كافة الظروف والوقوف الى جانبها عند حدوث مشكلة ما . ولكن لديها وهم الخوف الذي لامبرر له من قوة الرجل ولذلك تريد الامان ايضا , فهي شديدة الخوف على مستقبلها من هذا الجانب وتلجأ الى اساليب كثيرة لكي تشعر بالامان منها : البكاء عند حدوث مشكلة بسيطة ثم الكذب لدى الكثيرات منهن للتغطية على موضوع لاقيمة له والصراخ ورفع الصوت احيانا للاستجداء واظهار التحدي . كما ان الكثير منهن تحاول جمع اكبر قدر من المال حتى لاتكون تحت رحمة زوجها او اي رجل اخر كما تلجأ بعضهن للسحر او للاستقواء باهلها او للموسسات الحكومية او طلب الطلاق للضغط على الرجل نفسيا وماليا خصوصا عند وجود اطفال او التأمر على الشريك بطريقة خفية او قد تلجأ بعضهن للاسراف في البيت والنفقات كي ترهق زوجها او حرمانه من ممارسة الجنس معها كلما اراد بطرق غير مباشرة او مباشرة احيانا او بمراقبته وتتبع اعماله داخل وخارج البيت وتفتيش جيوبه واوراقه ومراقبة هاتفه ان امكنها ذلك  او احراجه في اكثر من موقف امام اولادها او اهلها او اصدقائهما ,كما ان بعضهن يكثرن من الطلبات خصوصا في المناسبات للتباهي امام الناس دون فائدة .وكلما نجح اسلوب لجأت لاستخدامه اكثر فاكثر ثم تلجأ للذي بعده وهكذا. وهناك عشرات الاساليب الاخرى وعشرات انواع المكائد التي تتبعها النساء وكل ذلك من اجل تخفيف سيطرة الرجل والوصول الى الامان الوهمي الذي تولد في عقلها وهذا مايجعل ملايين الرجال لايعرفون ماتريده النساء.

 

بعض الرجال للاسف هم من يجبر النساء على استخدام اساليب والاعيب كثيرة معهم للحد من سيطرتهم والوصول بهم الى حد الذل والاهانة . بعض الرجال يحب ممارسة الجنس مع زوجته في اي ظرف حتى لو كانت تحت تاثير الدورة الشهرية ومن هنا تبدأ المشاكل . بعضهم يكبر المواضيع الصغيرة وبعضهم لايكترث للامور المهمة وبعضهم متكبر ولا يحترم اهلها وبعضهم ضعيف الشخصية وبعضهم لايحسن النوم مع زوجته وبعضهم لا يعتني بالنظافة الشخصية وبعضهم لايؤتمن على سر وبعضهم عصبي المزاج طويل اللسان ومتسلط او متهور وهناك عشرات الصفات التي تنفر النساء من الرجال والعكس صحيح ايضا. واغلب هذه الصفات يمكن تعديلها او حتى ازالتها من المنهج السلوكي للشخص الذي يمارسها عن طريق التفاهم والتعاون.

 

ليست كل حالات الزواج تقود الى الطلاق او الهجر او الفراق بلا رجعة فهناك الكثير من النساء والرجال الذين يتفهمون بعضهم بعضا ويعيشون حياة سعيدة وهادئة وهناك ملايين الازواج والزوجات يعيشون حياة بلا اي معنى ينتظرون ان يفارق احدهم الاخر بسلام دون مشاكل بسبب الطمع او حب السيطرة او الانانية.

 

بالنهاية اقول : ترك الطمع بالغير وترك السيطرة على الشريك والابتعاد عن الانانية تساعد كثيرا في ايجاد حياة تملؤها السعادة والهناء وتنتهي بالذكر الطيب بعد الممات.

 

مع تحياتي للجميع: - راكان الشمالي

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
About Author

With you, writer Rakan Al-Shamali, my channel includes content that is intended for education, guidance and knowledge. Thank you all