اختر رفيق رحلتك جيدًا

بعد الزواج ستصبح شخص آخر تمامًا، عليك أن تكون أكثر مرونة وتقبلًا للتغيير فإنك على الأرجح ستغير اهتماماتك ونمط حياته، غالبًا للأفضل أو على الأقل بدل أن تكون أنت وهي أبيض وأسود فستتحولان إلى الجانب الرمادي تتقاسمان بينكما اهتمامات بعضكم البعض.

عندما تقدم على خطوة كالزواج فإن عليك أن تعي مقدار أهمية المعايير التي أنشأتها وستبني عليها ذلك الاختيار، إن كثير من الناس يبتغون مطالب سطحيّة وأخرى شكليّة لا تلبث أن تندثر فأحطّوا بذلك قيمة الميثاق الغليظ المعنيّ بالزواج ورفعوا نسبة انتشار الطيش والجهل بين أبناء الأجيال الجديدة.
ربما تكون تلك المعايير مهمة إلى حد ما إنما وبنظرة ثانية فهي لا تستحق سوى الحَرق في حال تم وضعها ضمن سياق النظم الإجتماعية بأنها الأساس الذي يتمحور حوله كل الأمر، إن ما يجري الآن ليس إلا تقديس للشكليات إلى حد كبير يعيق المقصد الحقيقي وراء الزواج، فهو يريد زوجةً جميلة بمواصفات (الباربي) وهي تريد زوجًا غنيًّا مستقلًّا بالشكل التام، هو لا يرى زوجته إلا متعة له وهي لا تراه إلا صرّاف لها.. وبين هذا وتلك تضيع الأجيال وتضل.
إن أولى الأولويات بالنسبة لمجتمع يعاني هذه الكمية من الخيبة والفجوة بينه وبين الوعي يجب أن تتمحور حول صياغة ثقافة مجتمعية ونظم اجتماعية تُقدِّر مقاصد الزواج، معنيّة بإعلاء شأن التواصل الفكريّ والعاطفيّ والجسديّ ضمن علاقة زوجية تؤسس لكل سعادة ورحمة متبادلة بعيدًا عن التكلف والنظرة المثالية الزائفة التي تزيد من خيبة الأمل مرة بعد أخرى، اقتنع أنك فيك من العيوب ما عرفته وما ستكتشفه بعد، عليك أن تتقبل عيوبك غير القابلة للإصلاح وتعترف بها وتتقبل كذلك عيوب شريك حياتك، اياك أن تطلب الكمال فهو لله وحده.
عليك أن تسعى لتصبح شخصًا مسؤولًا فالمسوؤلية تحتم عليك دائما عمل الممكن والسعي نحو الأفضل كما تحتم عليك أيضا احترام اختيارك والتفاخر به.
لن يستمر الحال بأفضل ما خططت له إن لم تلتمس لشريكك العذر الذي تتمنى أن يلتمسه لك وتعامله كما تحب أن يعاملك فهذه علاقة تكافىء لا تنافس، وكلما عظُمت قيمة شريكك في عينك وأعطيته ما يستحقه من الاحترام والتقدير حبًا وثقةً واستحقاقًا لا تكلفًا كنت أقرب للنجاح وللسعادة، ‏‎الزواج علاقة عظيمة ومسؤولية تجعلك تشعر بذاتك وبقيمة الحياة كل يوم، عليك فقط أن تتأنى وتحسن النظر للأمر ومن ثم تحسن الاختيار.