أسيرة المرض.. وطفلة الوجع
أنا الطفلة ذات الألم الكبير،انا أسيرة ذلك المرض اللعين.. أنا التي عانق الألم جسدي.. أنا..
كل والكلمات تقف اليوم عاجزة أمام وصف ألمِ ووجع طفولتي، انا التي سرق المرض مني أجمل لحظات حياتي، حرمني من أن أعيش طفولتي كباقي الاطفال، تركني أعاني وجسدي آلام المرض..
مذ أول يوم دخل المرض حياتي قبل أن يتملك جسدي وأنا أعاني الألم والوجع الذي ألحقه بي، كنت طفله لا أكاد أبلغ من العمر الرابعه لا أفهم معنى المرض ولا حتى ما الذي حل بي، لم يجرؤ أحد على أخباري بالحقيقة حتى أصبحت أرى شعري يتساقط خصلة تلوا الأخرى امام عيني بسبب جُرع الكيماوي التي كنت أخذها.
حينها فقط علمت اني مصابه بسرطان الدم المعروف بي (اللوكيمياء).
كانت أصعب ايام مررة بها هي ايام طفولتي، ألم جسدي وألم نفسي وماذا بعد غير ذلك، فلم يكفني اني أعاني ألم المرض فقد زاد المِ ألماً عندما فقدتُ القدرة على المشي على أقدامي عاما كاملا، عام كاملاً وأنا ملقاه على السرير لا استطيع السير على اقدامي..
ليس هناك أصعب من ان ترا الأطفال تركض وتلعب وانت حتى لا تستطيع السير، لقد كان المرض بألمه اهون علي من فقداني السير على أقدامي، لقد كنت أتألم في كل لحظة اقضيها في المشفى، 3 اعوام ألم ومعانه مع المرض قضيتها وانا لا ابلغ من العمر السابعه، لن انسى أبدا جرع الكيماوي التي اهلكت جسدي،وابر الأدوية التي ألمت يداي، ولا حتى غرفة العمليات التي كانت ترعبني حنما كانت امي تتركني لوحدي هناك وتخرج ، كم من ألم تحمل جسدي وانا طفلة صغيرة ذات جسد منهك،
لكن ومع مرور الأيام تغير كل شيء اعتدت على كل ما يحصل معي، فأنا لن انسى ابدا تلك اللحظة التي عدتوا فيها لسير مجدداً على اقدامي، فسعادتي كانت اكبر من ان يتسعها العالم بأسرة، ومع مرور الوقت جاء ذلك اليوم الذي اعلن فيه انتصاري على ذلك المرض اللعين الذي كان سيودي بي الى التهلكة، لكني الآن أقوى بكثير لأني تغلبت على ذلك المرض نهائيا، لأعود مجدداً الى حياتي التي فقدتها في فترة المرض..
الكاتبه : رغد العمايرة
You must be logged in to post a comment.