الأدب المسرحي

لطالما كان الإنسان يميل إلى الجماعة بطبعه الفطري، والجماعة بدورها تميل إلى عاداتها وتقاليدها الخاصة، وفور أن يأمن الإنسان نفسه ومحيطه ومأكله ومشربه، تجده يبتكر ظواهر فنية جميلة أساسها الجمال والتعبير عن الأحاسيس والشعور.

 

ومن أعرق الفنون التي عرفها الإنسان، هو فن المسرحية والذي عرف أطوارًا ومراحل حتى وصل إلى الشكل الذي نعرفه حاليًا.

 

المسرحية هي جنس أدبي يروي قصة من خلال حديث شخصياتها وأفعالهم، وتدور فصولها على خشبة المسرح أمام الجمهور، وهنا وجب التفريق بين المسرحية والمسرح . فالمسرحية نعني بها النص المسرحي القابل لأن يُمثّل، ونعني بالمسرح النص المسرحي ممثّلا على خشبته ومعروضا على جمهوره.

 

 

نشأة المسرح العربي

-أثناء حملة نابليون بونابرت إلى مصر والشام في الفترة من عام 1798 – 1801 بدأ الاحتكاك بالثقافات الغربية عن طريق الرحلات العلمية والسياحية وبدأ ينشأ المسرح العربي ولكنه كان يعتمد على المسرح الغربي من خلال التقليد والاقتباس وتابع المخرجين والمؤلفين ترسيخ قيم الغرب في المسرح العربي.

 

 

 

-تم عرض أول مسرحية فى تاريخ المسرح العربي هي مسرحية ( البخيل ) وكانت لتاجر لبناني كان داعماً لفكرة المسرح العربى فعرضها على خشبة مسرح أقامه في بيته في بيروت عام 1848 ثم بدأ بتأليف مسرحية أخرى مثل أبو الحسن المغفل و هارون الرشيد.

 

 

 

-تم إنشاء دار الأوبرا الخديوية أو الملكية فى القاهرة عام 1869فى عهد الخديوى إسماعيل  وبدأ بتقديم المسرحيات التي تنتقد الأوضاع السياسية والإجتماعية وكانت باللهجة العامية. 

 

عناصر فن المسرحية في الأدب العربي

 

 

تتألف المسرحية من خمسة عناصر وهي :

 

1 – اللغة

 

وهي اللغة التي يتشكل بها العمل الدرامي للمسرحية والتي يعبر بها الإنسان عن عواطفه ورغباته، وتخضع هذه اللغة إلى تحولات عديدة حتى تصل إلى مرحلتها النهائية، حيث تتشكل في مخيلة المؤلف فيحولها إلى عنصر مكتوب وفق الضوابط الفنية المسرحية، لتتحول أخيرًا إلى حوار منطوق ينبض بالحياة على خشبة المسرح .

 

2 – الحوار

 

وهو جملة ما تنطقه شخصيات المسرحية على خشبة المسرح، فالحوار هو عمدة العناصر الأدبية في النص المسرحي المكتوب، كما يعد إتقان تجويده في العرض أهم أسس نجاح العمل الفني المسرحي ككل.

 

3 – الشخصيات

 

وهي النماذج البشرية التي يرسمها المؤلف المسرحي بقلمه أو خياله في النص المسرحي، وتنقسم هذه الشخصيات إلى رئيسية وثانوية يوظفها المؤلف وفق رؤيته الدرامية للنص المسرحي.

 

4 – الحبكة

 

وهي الترتيب الخاص للأحداث وفق تنظيم معين وتوزيع محكم للفضاء ، وتحديد دقيق للشخصيات وما تنطق به من حوار، بحيث تتحدد معالمها بفضل تلك الحبكة، ويتحقق هدف المؤلف من تأليف المسرحية، وهو إثارة الانفعالات والأفكار .

 

5 – العناصر الفنية

 

وهي تلك الملحقات الفنية – غير البشرية – التي تضفي على المسرحية لونا وجمالا يجذب الجمهور ويأسره، وتشمل هذه الملحقات: الديكورات المجسدة والرسومات، والأضواء والمؤثرات الصوتية، والأزياء والموسيقى.

 

 

أنواع المسرحيات

 

 تنقسم أنواع المسرحيات إلى عدة أنواع منذ أن بدأت إلى العصر الحاضر، وقد مثلت المسرحيات بقعة تنبض بالحياة لتعبّر عن جميع المشاعر والظروف الحياتية، من ظروف اجتماعية واقتصادية، وسياسية، وكل ما يدور في الأذهان، أما أنواعها فقد انقسمت إلى ما يأتي: الملهاة: وهي الكوميديا، وموضوعاتها واقعيّة من المشكلات اليومية التي يمر بها الإنسان، ويغلب عليها الطابع الاجتماعي، وعنصر الفكاهة، وتكون نهايتها غالبًا سعيدة، وهي نوع من أنواع التمثيل، ويمكن للملهاة أيضًا أن تكون على شكل النكت التي يقولها الناس لبعضهم البعض أو القصص المضحكة، ويقال بأنها بدأت على يد الإغريق منذ عصر اليونان القديم، ويسمى الأشخاص الذين يمثلون الكوميديا بالكوميديين وعرفت الملهاة بأسماء مختلفة، إذ سمّاها البعض مسرح العبث.

 

المأساة: وهي التراجيديا وتنتهي بفاجعة، ولكنّها تؤكّد قيمة إنسانية كبرى، أبطالها من العظماء، وتتميز بالجدية وحدّة العواطف، وصعوبة الاختيار في المواقف، وسمو اللغة التي يتكلم بها الأبطال، وهي على عكس الملهاة.

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
About Author