الأمية لغة
جاء في بعض المعاجم العربية، مثل المعجم الوسيط، ومعجم اللغة العربية المعاصر، ومعجم الرائد، ومعجم لسان العرب، ومعجم القاموس المحيط، الأمية مؤنث الأمي، وهو مصدر صناعي من أم، معناه الجهالة، أو الغفلة، وعدم معرفة القراءة والكتابة، و(مكافحة الأمية)، أو (محو الأمية)، هو نشاط منظم يهدف إلى نشر التعليم.
الأمية اصطلاحاً
الأمية مصطلح يعني، عجز المرء عن القراءة والكتابة، بلغته القومية، وبالتالي أية لغة أخرى، ويوجد ما يقرب، من ثلث سكان العالم، من عمر خمسة عشر عاماً فأكثر، أي: نحو 815 مليون نسمة، لا يستطيعون القراءة، أو الكتابة، أو إجراء العمليات الحسابية البسيطة، وقد ارتقى هذا المصطلح مع مرور الزمن، ليصبح عجز المرء، عن قراءة أو كتابة، بضع فقرات بسيطة، تتحدث عن وقائع لها صلة، بحياته اليومية المعاشة، ثم تطور في اليابان إلى عجز المرء عن استخدام الحاسبات الآلية، ومن الجدير بالذكر، أن بعض الأشخاص المشهورين، عانوا من أمية الكتابة، على الرغم من قدرتهم الفائقة على القراءة.
الأمية الأبجدية
الأمي هو الشخص الذي لم يحصل، على أدنى مستوى وظيفي، في القراءة والكتابة، ويعرف هذا المصطلح بـ(الأمية الأبجدية)، وعلى هذا الأساس، أقامت الكثير من الدول العربية والإسلامية، برامجها لمحو الأمية، والتي تشابهت في مكوناتها وعناصرها، مع التعليم الرسمي، الذي يتلقاه الصغار، في الصفوف الابتدائية الدنيا، ويعتبر الإنسان أمياً، إذا لم يصل مستواه، في مهارات القراءة، والكتابة، والحساب، مستوى الصف الرابع الابتدائي.
الأمية الوظيفية
عرفت منظمة التربية والعلوم والثقافة، التابعة للأمم المتحدة، اليونسكو UNESCO، الإنسان المتعلم، بأنه: "الشخص الذي يمكنه أن يقرأ بفهم، ويكتب أيضاً عبارات بسيطة، في حياته اليومية"، والإنسان عندما يكون بهذا المستوى من القدرة، قد ينجح في قرية نائية، لكنه إذا كان في مدينة كبيرة، في إحدى الدول الصناعية، قد يكون غير قادر، على الاحتفاظ بوظيفته وأعماله، وإن تحلى بنفس القدرة على القراءة والكتابة، وبناء على ذلك، يستخدم كثير من الأكاديميين والمتخصصين، مصطلح (الأمية الوظيفية)، لوصف مهارات وقدرات إنسان ما، على القراءة والكتابة، بالنسبة لبيئته ومحيطه، والأمي وظيفياً هو من لا يملك مهارات القراءة، والكتابة، والحساب، الأمر الذي يجعله غير قادر، سعلى استيفاء متطلبات حياته.
الحروف المتحركة
اعتمدت البشرية قروناً عديدة، على خط اليد، في الكتابة، والتصنيف، فكان الكتاب والمؤلفون، يكتبون الصحائف والمخطوطات، التي تنسخ أحياناً، لعدد محدود من القراء، القادرين على دفع تكاليفها، كما كان يحدث، في عصور الحضارة العربية والإسلامية، وفي أوروبا أيضاً، وقد استمر الأمر، على هذا المنوال، حتى القرن الخامس عشر الميلادي، ففي حوالي عام 1440م، أصبح المخترع الألماني يوهان جوتنبرغ Johannes Gutenberg، أول أوروبي يطبع كتاباً، بالحروف المتحركة، وسرعان ما أصبحت الكتب والمطبوعات أقل تكلفة، كما أصبحت متاحة، فرغب الناس أكثر فأكثر، في تعلم القراءة والكتابة.
الثورة الصناعية
وفي نهاية القرن الثامن عشر الميلادي، وأوائل القرن التاسع عشر الميلادي، وهي الفترة التي حدثت فيها الثورة الصناعية، ازدادت حاجة الناس، إلى تعلم القراءة والكتابة، إذ كان معظم الناس قبل ذلك، يعملون في الحقول والأرياف، وكان احتياجهم للقراءة، والكتابة، والحساب ضئيلاً، ولكن خلال الثورة الصناعية، تدفق المزارعون والفلاحون إلى المدن، من أجل شغل الوظائف، التي أوجدتها لهم المصانع، فكان يطلب منهم، قراءة تعليمات العمل، وتأدية الكثير من المهام، المرتبطة بالكتابة.
محو الأمية
يعتبر تعلم القراءة والكتابة، في العالم العربي والإسلامي خصوصاً، مدخلاً إلى تعلم الشرع، وذلك للتمكن من القيام، بالواجبات المفروضة، على كل مسلم، وقد كان لنا في رسول الله ﷺ، الأسوة الحسنة، في هذا المضمار، فقد طلب ﷺ من كل أسير، من أسرى غزوة بدر الكبرى، أن يعلم عشرة، من أبناء المسلمين، القراءة والكتابة، وذلك على الرغم، من توفر بديل آخر، كان يمكن من خلاله، توفير الموارد المادية الكبيرة، للمجتمع العربي والإسلامي، بهذا كان للإسلام موقفه المبكر جداً، في الحرص الشديد، على مكافحة الأمية، وللعديد من الدول، في كل أنحاء العالم، برامج قوية لمحو الأمية، وكل هذه البرامج تقريباً، اعتمدت على المعلمين المتطوعين، وقد بدأت هيئة الإذاعة البريطانية، منذ السبعينيات من القرن الماضي، في بث مسلسلات تلفازية، لتعليم القراءة في الصباح الباكر، كما قامت دول أخرى، مثل تركيا، والمكسيك، والبرازيل، وتنزانيا، وفنزويلا، باتخاذ خطوات جادة ومؤثرة، لمكافحة الأمية.
معدل الأمية
يشهد العالم انخفاضاً، في معدل الأمية، وذلك في فترات معنية، فعلى سبيل المثال، انخفض معدل الأمية، من 45% في عام 1950، إلى 30% في عام 1980، وعلى الرغم من ذلك، فإن الأمية تعتبر إلى يومنا هذا، من أعقد مشكلات الإنسانية، وأصعبها علاجاً، لإن عدد الأميين في العالم في ازدياد، لأسباب كثيرة، أهمها التفجر السكاني، وعجز الحكومات عن توفير العلم، وعدم توفر فرص كافية لتعليم المرأة، في كثير من دول العالم، حيث تمثل المرأة نحو 60%، من عدد الأميين، إضافة إلى حرمان، عدد من الأطفال من حق التعليم، وتبلغ نسبة انتشار الأمية، في الشرق الأوسط وإفريقيا، 7% من الرجال، و85% من النساء، وتوصي الهيئات الثقافية والتربوية، بالاهتمام في تعليم الكبار، وتوفير التعليم المجاني للأطفال.
المراجع
- الموسوعة الإسلامية العامة، محمود حمدي زقزوق، وزارة الأوقاف، المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، مصر، 2003.
- الموسوعة العربية العالمية، مجموعة من العلماء والباحثين، مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع، المملكة العربية السعودية، 1999.
You must be logged in to post a comment.