أولا ..
ما هي البرمجة اللغوية العصبية ؟
قبل التعمق في هذا الخلاف المتعلق بالبرمجة اللغوية العصبية على وجه الخصوص ، فإنه لا بد من استعراضها مفاهيمياً أولا ، حتى تتضح الصورة في ذهنك عزيزي القارئ حول ما نحاول مناقشته فعلياً هنا .
البرمجة اللغوية العصبية ، أو ما يُعرف ب "neuro linguistics programming NLP " فهو علم يُعنى ببرمجة و إعادة تأهيل الجهاز العصبي لغوياً .
و إن كنا بصدد تحليل الأمور بشكل أكبر ،
فإنه ، أي الجهاز العصبي ، واحد من أجهزة جسم الانسان ، و الذي يتحكم بدوره في وظائف الجسم المختلفة و أدائه و سلوكه و تفكيره و شعوره ، و اللغة ، هي الوسيلة الأساسية للتفاعل و التعامل مع الآخرين .
و ماذا عن برمجة هذا الجهاز لغوياً إذا ؟
هي إعادة تصوير للمحيط الخارجي في ذهن الإنسان بإستخدام توكيدات لغوية و إيحاءات معيّنة ، إيجابية كانت أم سلبية ، بهدف تغيير القناعات الراسخه و المعتقدات السابقة و استبدالها بقناعات و معتقدات جديدة .
ثانياً ..
كيف يتم ذلك ؟
إن مما لا شك فيه ، أن الانسان يقوم باكتساب معاييره و قيمه و أنماط تفكيره و سلوكه من البيئة المحيطة به ، و ذلك بفعل حواسه التفاعلية المختلفة ، و بفضل اللغة اللتي يكتسبها منذ الطفولة ، ( اي بفعل جميع المكتسبات البصرية و المسموعة و المحسوسة ) ، و التي يقوم كلاً من الدماغ و الجهاز العصبي بترجمتها و الاحتفاظ بها كمخزون دائم ضمن الذاكرة بعيدة المدى ) ، فيُكوّن بذلك تصوّر و فكر عن نفسه و عن العالم المحيط كذلك ، و يكون من الصعب لاحقاً تبديل هذا التصور بآخر مختلف ، بصرف النظر عن حقيقة أو زيف معتقداته .
ثالثاً ..
بالعودة إلى لُبّ النظرية ..
و بناءاً على ما سلف ، فإن النظرية تخبرنا بأن الفرد البشري ، إذا ما اعتقد انه بإمكانه القيام بشيء ما ، أو على النقيض تماماً ، إفترض أنه لا يمكنه القيام به ، فإنه محقٌ بكلا الحالتين .
إلامَ نرمي هنا ؟
إن ذلك يعني أن الانسان يمعتقداته الخالصة ، لديه القدره التامة على تغيير واقعه و العالم من حوله !
و السؤال الذي من المرجح أنه يتبادر إلى أذهانكم الآن .. ولكن كيف يمكن لشخص ما ، أيّاً يكن ، أن يقوم بتغيير معتقداته ؟
رابعاً ..
السر !
هذا و قد أجابت علوم البرمجة اللغوية العصبية على هذا السؤال ، و ربما قد اتضح للبعض منكم أن لها من اسمها نصيب كبير ، إذ أن البرمجة تتضمن عملية إعادة هيكلة و تصميم و صيانة للمعتقدات " إن لزم الأمر " ، عن طريق غرز معتقدات جديده بشكل متكرر ، و تكرارنا ينجم عن الحاجة الملحّة و التي تقتضي إكساب تلك الجديدة القوة اللازمة ، و التي تستطيع بها استبدال نظيرتها السابقة .
و بالتالي .. يتضح مما سلف ، قدرة هذه الطريقة نظرياً على تغيير " التصور " الداخلي للمحيط الخارجي ، وبالتالي ، القدرة على معالجة أي وضع ، كائناً ما يكن .
خامساً ..
البناء و الهدم ..
و كما هو الحال مع أغلب الفرضيات و النظريات ( و حتى المسلمات أحيانا ً ) ، فإن هذه أيضاً ، لم تسلم من وضعها محط التشكيك و الجدل .
حيث وصفها البعض على أنها " أكذوبة و تخريف معاصر أنيق " يهدف لرفع أسهم التنمية البشرية عن طريق بيع أمل زائف ليس إلا .
بمحاججة أنها ليست مبنية على أسس منطقية علمية و براهين ملموسة .
ولكن ، و بالرجوع إلى واقعنا الدنيوي ، نرى أن هنالك الكثير من الأمور الصحيحة و التي نؤمن بها ، على الرغم من عدم رؤيتنا الصحيحه لها و إحساسنا المباشر بها .
و بخلاصة القول ، فإنه من الجدير بالذكر أنها فلسفة عميقه ، و لفته مميزه تستحقّ أن تؤخذ بعين الاعتبار ، و أن فيصل حكمنا عليها ، لا بدّ أن يكون إخضاعها قيد التجربة .
تمّت .
You must be logged in to post a comment.