البطالة لغة
جاء في بعض معاجم وقواميس العربية، مثل المعجم الوسيط، ومعجم الغني الزاهر، ومعجم اللغة العربية المعاصرة، بطَل العامل بِطالة: تعطَّل عن العمل، فهو بطَّال، وبطَّل العمل: قطعه.
البطالة اصطلاحاً
البطالة Unemployment هي التوقف عن العمل، أو عدم توافر العمل لشخص، على الرغم من أنه قادر عليه، وراغب فيه، ويبحث عنه بكل جد واجتهاد، وهذا المصطلح لا يشمل الأشخاص، الذين لا يبحثون عن عمل، وذلك لأسباب كثيرة، مثل تقدم السن، أو الإصابة بمرض جسماني، أو عقلي.
مشكلات البطالة
تسبب البطالة الكثير من المشكلات، للفرد والمجتمع، فهي تمثل دخلاً مفقوداً بالنسبة للفرد، وقد تؤدي في فترة ما، إلى فقدان احترام الذات، فإذا كان الفرد عائلاً، أو رباً لأسرة، فقد تؤدي البطالة إلى تصدع كيان الأسرة، وتفكك علاقاتها، والشعور بالإكتئاب والإحباط، أما بالنسبة للمجتمع، فإن البطالة يمكن أن تؤدي إلى انخفاض الإنتاجية، وفي بعض الحالات قد تؤدي إلى الإجرام، أو أي سلوك ضار للمجتمع، وتتضاعف تأثيرات البطالة الضارة، إذا استمرت لفترة طويلة، وبخاصة في أوقات الكساد الاقتصادي.
أنواع البطالة
- البطالة العادية: وتعرف باسم (البطالة قصيرة الأمد)، وتحدث عندما لا تعمل أسواق العمل بكفاءة عالية، حتى وإن توافرت الوظائف بقدر كبير، ومثال على هذا النوع: الموظفون الذين تركوا وظائفهم، أو الذين تم فصلهم من أعمالهم، ولم يحصلوا على وظائف جديدة، كما تشمل صغار السن، والنساء اللاتي كن يعملن في منازلهن، ولم تكن لهن وظائف، ولكن بدأن البحث عنها الآن.
- البطالة الموسمية: وتعتبر نوعاً من البطالة العادية أيضاً، لكنها تحدث غالباً في قطاع الصناعات، التي يتم فيها خفض عدد العمال، خلال فصول معينة في كل عام، ومثال على هذا النوع: الصناعات الغذائية، وصناعة السفن، وكندا -على سبيل المثال لا الحصر- تعاني من هذا النوع من البطالة، لأنها تتمتع بشتاء قارس طويل، لذلك تكون فيها البطالة الموسمية، أكبر من أي بلد آخر، يتمتع بطقس دافئ.
- البطالة الهيكلية: وتحدث عندما تكون مهارات وقدرات الأشخاص، الذين يبحثون العمل، لا تتناسب مع الوظائف المتوافرة، ومثال على هذا النوع: عمال البناء، الذين يبحثون عن عمل في وقت، يعاني فيه سوق العمل، من نقص في مبرمجي الحاسب الآلي، كما تشمل أناساً يعيشون في مناطق، تقل فيها فرص العمل المتاحة، بينما تتوافر الوظائف في مناطق أخرى، والبطالة التقنية هي نوع، من البطالة الهيكلية، وهي تنتج عن تطوير آلات، أو منتجات، أو وسائل إنتاج جديدة، وقد لا يقل في هذه الحالة عدد الوظائف، لكن ربما ينمو عدد وظائف في مهن، بسرعة أقل من غيرها.
- بطالة نقصان الطلب: وتعرف باسم (البطالة الدورية)، وتحدث عندما ينخفض الطلب على العمال والموظفين، وذلك حين يصبح الإنفاق الكلي للمجتمع قليلاً جداً، فعندما لا تروج السلع والمنتجات، يلجأ كثير من المصانع والشركات، إلى خفض إنتاجها، وعدد الموظفين فيها، فتعمل هذه المؤسسات على تخفيض الأسعار والأجور، وذلك من أجل الحفاظ على نفس المستوى، من الإنتاج والتشغيل، ويحدث هذا النوع من البطالة في فترات، ينخفض فيها النشاط الاقتصادي، ويمكن أن يحدث أيضاً، في فترات ازدياد الرواج التجاري، إذا كانت أعداد العمال تزيد، بمعدل أكبر من ازدياد أعداد الوظائف المتوفرة.
معدل البطالة
يختلف الخبراء الاقتصاديون حول معنى معدل البطالة، الذي يوضح نسبة الأشخاص العاطلين، فبعضهم يرى أن المعدل يعمل على تضخيم المشكلة، لأنه يشمل أشخاصاً، يريدون عملاً غير متفرغ، كما يشمل أشخاصاً، لا يحاولون الحصول على وظيفة بشكل جاد، بينما يجادل البعض الآخر، في أن المعدل يقلل من حجم المشكلة، لأنه لا يضع في الاعتبار، العمال الذين أصابهم الإحباط والاكتئاب، فلم يعودوا يبحثون عن عمل، أو العمال الذين قبلوا وظائف، تقل عن مستوى قدراتهم ومهاراتهم، ويميل معدل البطالة إلى الارتفاع، بين صغار السن، أكثر منه بين الكبار، كذلك يواجه العمال المجيدين، بطالة أكثر من العمال غير المجيدين، ومن ناحية أخرى، يعاني بعض الأشخاص من البطالة، بسبب العِرق، أو اللغة، أو الدين، أو الأصل القومي، وينشر مكتب العمل الدولي، التابع لمنظمة العمل الدولية (الجهاز التنفيذي الدائم للمنظمة)، وبشكل منتظم، الإحصاءات العالمية للتشغيل والبطالة.
مكافحة البطالة
ومهما كانت الأسباب المؤدية إلى البطالة، كأن تكون أثراً لما يوجد في المجتمع، من تناقضات في بناء الفرصة، أو نتيجة للطلب على تخصص ما دون آخر، أو التنافس الشديد في الإنتاج الرأسمالي، فلا سبيل إلى مكافحتها، إلا بإتاحة فرص العمل، بضوابط متكافئة وعادلة، تهتم بحاجات الإنسان ومتطلباته، فالعدالة في توزيع الفرص هو طوق النجاة، من أضرار البطالة والكوارث الاقتصادية، وإذا كانت الدول تشعر، بنوع من الالتزام الأخلاقي، تجاه المعطلين عن العمل، فإن العمل يمثل خطاً أساسياً في شرعنا الإسلامي الحنيف، إلى درجة أنه يربط بين الإيمان والعمل، قال تعالى: ﴿وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ﴾ [الجمعة:10]، وقال رسول الله ﷺ: "مَا أَكَلَ أَحَدٌ طَعَامًا قَطُّ، خَيْرًا مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ، وَإِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَام، كَانَ يَأْكُلُ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ" [رواه البخاري]، وفي هذا ضمان لإشباع حاجات الفرد والمجتمع من ناحية، وتحقيق اتفاق التوءمة، بين المصلحة العامة والخاصة، من ناحية أخرى.
المراجع
- الموسوعة العربية العالمية، مجموعة من العلماء والباحثين، مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع، المملكة العربية السعودية، 1999.
- الموسوعة الإسلامية العامة، محمود حمدي زقزوق، وزارة الأوقاف، المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، مصر، 2003.
You must be logged in to post a comment.