الآثار الجانبية لكونك إنسانًا

جميعنا نشترك بأن وجودنا على قيد الحياة أمر مرتبط بالوقت فقط، فأنت بالحقيقة مجرد توقيت لك بداية ونهاية على سطح هذه الأرض! فإذا افترضنا أنك ستعيش 77 عامًا فإن كل دقيقة تمضي من عمرك مهما كانت سعيدة أم حزينة فإنها ستعكس أثرين:

الانعكاس الأول وهو انعكاس ايجابي وهو أنها مضت وها أنت تعيش غيرها!

الانعكاس الثاني وهو انعكاس سلبي وهو أنها مضت من عمرك أي أنك 77 عامًا إلا دقيقة ودقيقة ودقيقة...!

إذن فإن أول أمر ايجابي في حياتك كإنسان هو الوقت ومع ذلك فآثاره الجانبية تعمل كالعداد لعمرك، فماذا عن قراراتنا في باقي الأمور؟!

لنأتي إلى ما هو أبسط من ذلك، إذا قررت في أحد الليالي أن تسهر لتفكر بأمرٍ ما فإن ذلك سيكون بمثابة جهد رائع لما سهرت من أجله ولكنه سينعكس على جسدك بالإرهاق ولربما خسارة نهار اليوم التالي إما بالنوم أو بانعدام التركيز!

وأحب أن أذكر هنا ما يقوله ألموظفين عن الأمان الوظيفي الذي ينعمون به وعن أهمية أن يكون لديك مرتب شهري يضمن لك العيش بالمستوى المعتاد متجاهلين أن في ذلك قتلٌ لإبداعهم ورغباتهم بل وتطورهم! وفي المقابل يجلس أصحاب المشاريع الحرة يستهزؤون بالعمل كموظفين يدعون أن الحياة الحقيقية تتمثل بالمغامرة والشغف وتحقيق الذات دون أن ينظروا أنهم أفنوا حياتهم لجني الأموال وتحقيق الذات تاركين خلفهم الأصدقاء والعائلة غارقين بين ربح وخسارة!

إن لكل شيء في حياتنا آثاره الجانبية كالدواء تمامًا نشربه للعلاج ولكنه يعالج مرضًا بينما يقوم بإحداث آخر في أجسامنا!

ما السبب؟

السبب هو الآن، هذه اللحظة التي تدفعنا للإختيار حتى لو كان ذلك في نوع الطعام الذي سنتناوله إن لحظة الآن لا تعرف أن غدًا قادم وهي لا تدرك إلا نفسها والسبب هي أن لحظة الآن هي عبق الحياة هي أنفاسنا الحالية ونبضنا اللحظي وتفكيرنا ومشاعرنا لما حدث للتو فقط، الآن هي الحياة والحياة هي الآن ويبقى الإنسان سجينًا بين الكلمتين تتلون حياته بلونهما تارةً بالأبيض وتارةً بالأسود ينتظر توقيت النهاية دون أن يدرك!

#الآثار_الجانبية_لكونك_إنسانًا

 

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ٢:٠٢ ص - عبد الفتاح الطيب
يوليو ٢٠, ٢٠٢٢, ١٢:٤٤ م - Sarora Fayez
مارس ١٠, ٢٠٢٢, ٩:١٨ ص - Sarora Fayez
فبراير ١٢, ٢٠٢٢, ١١:٠٩ م - Dr. Shahad
About Author

إنسانة في عامها الرابع والعشرين كاتبة وأخصائية طفولة لدي اثراء جيد في العديد من المواضيع والتي أفضل مشاركتها مع الآخرين من خلال موهبتي الكتابية.