التعریف العالمي للخدمة الاجتماعیة

وافقت اللجنة التنفیذیة للاتحاد الدولي للأخصائیین الاجتماعیین ومجلس الاتحاد الدولي للمدارس الخدمة الاجتماعیة علي وضع تعریف عالمي للخدمة الاجتماعیة وعرضت اللجنة التنفیذیة التعریف الجدید المقترح لأعضاء كلتا المنظمتین في الاجتماع العام / للجمعیة في ملبورن یولیو2014.
وأعربت اللجنة التنفیذیة للاتحاد الدولي للأخصائیین الاجتماعیین عن شكرھا للعدید من المنظمات الأعضاء والأخصائیین الاجتماعیین من مختلف أنحاء العالم الذین شاركوا في عملیة المراجعة الشاملة. كما تعرب عن تقدیرھا للاتحاد الدولي للاخصائیین الاجتماعیین ومجلس الاتحاد الدولي لمدارس الخدمة الاجتماعیة المنظمة الشقیقة لاشتراكھم في تسھیل العملیة ولكونھا دائما على استعداد للعمل على إیجاد حلول مما كانت المھمة معقدة.

اقتراح تعریف عالمي لمھنة الخدمة الاجتماعیة:
" الخدمة الاجتماعیة مھنة قائمة على الممارسة والقواعد الأكادیمیة التي تشجع التغییر الاجتماعي والتنمیة، والتماسك الاجتماعي، وتمكین وتحریر الناس من خلال تطبیق مبادئ العدالة الاجتماعیة، وحقوق الإنسان، والمسؤولیة الجماعیة واحترام التنوع الثقافي الذي ھو أساس ممارسة الخدمة الاجتماعیة التي ترتكز على نظریات الخدمة الاجتماعیة والعلوم الاجتماعیة و الإنسانیة والمعارف الأساسیة،والخدمة الاجتماعیة تشارك السكان والأشخاص والمنظمات لمعالجة تحدیات الحیاة وتعزیز الرفاھیة.
ملحوظة یجوز التعدیل او الإضافة للتعریف المذكور أعلاه على الصعیدین الوطني أو الإقلیمي ".
التعلیق:
یعمل التعلیق على فك المفاھیم الأساسیة المستخدمة في التعریف ویورد تفاصیلھ فیما یتعلق بمھنة الخدمة الاجتماعیة، من حیث الوظائف الأساسیة و المبادئ، والمعرفة والممارسة.
الوظائف الأساسیة:
وتشتمل الوظائف الأساسیة لمھنة الخدمة الاجتماعیة علي وظائف تعزیز التغییر الاجتماعي،والتنمیة الاجتماعیة، والتماسك الاجتماعي، وتمكین وتحریر الناس.
والخدمة الاجتماعیة مھنة تمارس وفق القواعد الأكادیمیة التي تعترف بالعوامل المترابطةالتاریخیة والاجتماعیة والاقتصادیة والثقافیة والمكانیة والسیاسیة والشخصیة والتي تشكل الفرص أو الحواجز امام رفاھیة وتنمیة الإنسان. وكما تساھم الحواجز المؤسسیة في عدم المساواة والتمییز والاستغلال والقھر فان تطویر الوعي النقدي من خلال التفكیر في المصادر المؤسسیة تساعد علي مواجھة الحواجز كالقھرو التمییز لاسباب كالعرق أو الطبقة أو اللغة أو الدین أو النوع أو الإعاقة أو التوجه الجنسي، أوالثقافة، وتطویر استراتیجیات العمل لمعالجة المعوقات المؤسسیة والشخصیة، ولذك فالخدمة ھي محور الممارسة التحرریة لتحقیق أھداف التمكین وتحریر السكان. وتتضامن المھنة مع الفئات المحرومة، حیث تسعى جاھدة لتخفیف حدة الفقر، وتحریر المستضعفین والمظلومین، وتعزیز الاندماج والتماسك الاجتماعي.
ویستند التغییر الاجتماعي في الخدمة الاجتماعیة علي اسس التدخل علي مستوى الفرد، والأسرة، والجماعات الصغیرة أو جماعات المجتمع أو المجتمعات، والتي تعتبر في حاجة إلى التغییر والتطویر. و الدافع وراء ذلك ھوالحاجة الي تحدي وتغییر تلك الظروف الھیكلیة التي تسھم في التھمیش والاستبعاد الاجتماعي والقھر.
وتھدف مبادرات المھنة بشكل عام الي التغییر الاجتماعي للمواطنین و تعزیز مكانة حقوق الإنسان والعدالة الاقتصادیة والبیئیة والاجتماعیة. وتلتزم مھنة الخدمة الاجتماعیة بالحفاظ على الاستقرار الاجتماعي، وبالقدر الذي لایؤدي الي التھمیش والاستبعاد أوالي قمع أي جماعة من البشر.
وتمتلك تنمیة المجتمع المحلي عددا من استراتیجیات التدخل وتعمل في اطارغایات المجتمع المرجوة و سیاسیات الدول، بالإضافة إلى الأطر المؤسسیة الأكثر شعبیة. وتعتمدالجھود التنمویة على جھودالتقییم و التدخلات الجزئیة والكلیة في الجوانب البیولوجیة و النفسیة والاجتماعیة التي تتجاوز الفجوة ، وتتضمن مستویات متعددة ونظم تعاون ومشاركة بین القطاعات وبین المھن لمختلفة، والتي تھدف في النھایة إلى تحقیق التنمیة المستدامة. كما انھا تعطي الأولویة للتنمیة الاجتماعیة والھیكلیة والاقتصادیة،من خلال الایمان بالفكرةالتقلیدیة في التنمیة والتي تري إن النمو الاقتصادي ھو شرط أساسي لتحقیق التنمیة الاجتماعیة.
المبادئ:
احترام القیمة والكرامة الانسانیة المتأصلة في البشر، وعدم الاضراربھم، واحترام التنوع وحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعیةھي المبادئ الاساسیة لمھنة الخدمة الاجتماعیة . ویعتبرالدفاع عن حقوق الإنسان وحمایة التماسك الاجتماعي وتحقیق العدالة الاجتماعیة ھم الاسباب الرئیسیة والمبررات الحقیقیة لوجود مھنة الخدمة الاجتماعیة.وتعتقد مھنة الخدمة الاجتماعیة بأن حقوق الإنسان لا تنفصل عن المسئولیة الجماعیة. حیث ترتبط فكرة المسئولیة الجماعیة بحقیقة أن الحقوق الفردیة لا یمكن تحقیقھا إلا على أساس تحمل مسئولیة المجتمع والبیئة، وعلي أھمیة خلق علاقات متبادلة داخل المجتمعات المحلیة., وبالتالي فالدفاع عن حقوق الانسان علي جمیع المستویات ھو المحور الرئیسي للعمل المھني ، كما تحقق المسئولية الاجتماعیة عائد افضل للعمل من خلال مسئولیةبعضنا عن رفاھیة البعض ، ومن خلال تحقیق الاحترام والاعتماد المتبادل بین البشروبعضھم وبین البشر والبیئة
الخدمة الاجتماعیة تحتضن حقوق الجیل الأول والثاني والثالث:
یشیر الجیل الأول من الحقوق إلى الحقوق المدنیة والسیاسیة مثل حریة التعبیر والضمیر والحریة من التعذیب والاعتقال التعسفي اما الجیل الثاني من الحقوق فیتمثل في الحقوق الاجتماعیة والاقتصادیة والثقافیة التي تشمل الحق في مستویات محددة من التعلیم، والرعایة الصحیة، والإسكان والحقوق الثقافیة وحقوق الأقلیات. وتركز حقوق الجیل الثالث على العالم الطبیعي والحق في التنوع البیولوجي والإنصاف بین الأجیال.

   وھذه الحقوق متداخلة ومترابطة، وتستوعب الحقوق الفردیة والجماعیة على حد سواء. "احترام التنوع" و القیم المتضاربة والتنافس، وفي بعض الحالات قد یؤدي"عدم الإضرار" و في بیئات ثقافیة مختلفة الي انتھاك الحقوق، وبما في ذلك الحق في الحیاة، وخصوصا للأقلیات و النساء.
وتناقش المعاییر العالمیة لتعلیم وتدریب الخدمة الاجتماعیة ھذه الامور المعقدة من خلال اسس المدافعة التي تدرس للأخصائیین الاجتماعیین في المناھج الأساسیة لحقوق الإنسان، وذلك على النحو التالي:
مثل ھذا المنھج یمكن ان یسھل المواجھة البناءة ویساعد علي تغییر المعتقدات الثقافیة والقیم والتقالید التي تنتھك الحقوق الاساسیة للإنسان والشعوب. كما یسھم في بناء ثقافة اجتماعیة ودینامیكیة لا تخضع للتفكیك والتغییرالسلبي. وذلك من خلال ضبط وفھم واعي للقیم الثقافیة والمعتقدات والتقالید وعبر الحوار النقدي والمعبر وجھا لوجه بین اعضاء الجماعات الثقافیة للقضایا الأوسع لحقوق الإنسان.
المعرفة:
الخدمة الاجتماعیة كالتخصصات الاخري تعتمد على مجموعة واسعة من النظریات العلمیة ومفاھیم العلوم الأساسیة التي توجه الخدمة الاجتماعیة كما انتجت المھنة لنفسھا مفاھیم ونظریات من خلال مراحل التطور المستمر وبالاعتماد علي الأساس النظري والبحوث، وعلي ذلك فلا تعتمد الخدمة الاجتماعیة فقط علي : تنمیة المجتمع المحلي، والتعلیم الاجتماعي، - والإدارة، والأنثروبولوجیا، والبیئة، والاقتصاد، والتعلیم، والإدارة، والتمریض، والطب النفسي، وعلم النفس ، والصحة العامة، وعلم الاجتماع . ولكنھا تستخدم نظریات الخدمة الاجتماعیة والتي یتم تطبیقھا واختبارھا من خلال البحوث.
والكثیر من بحوث الخدمة الاجتماعیة و نظریاتھا ھو نتاج تعاون مع مستخدمي الخدمة في عملیة حواریة تفاعلیة وبالتالي فقد تم التوصل الیھا من خلال بیئات ممارسة محددة ومتنوعة. ویقر ھذا التعریف المقترح أن علم الخدمة الاجتماعیة ھو لم یتم التوصل الیھ فقط عن طریق الممارسة في بیئات محددة ومن خلال النظریات الغربیة، ولكن أیضا من معارف الباحثین الأصلیین. ونظرا لان تعریف الخدمة الاجتماعیة تاریخیا وكجزء من تركة الاستعمار قد تاثر بالنظریات الغربیة ومعارف الباحثین الغربیین ، لذا فالتعریف المقترح یعكس عملیة الاعتراف بأن الشعوب الأصلیة في كل منطقة أو بلد لھم قیمھم وطرق المعرفة الخاصة بھم، كما ان لھم طرقھم لنقل معارف الباحثین ، وولا ینكر انھم قد قدموا مساھمات لا تقدر بثمن للعلوم الانسانیة.
وتسعى مھنة الخدمة الاجتماعیة لمعالجة اثارالاستعمار العلمي الغربي التاریخي وھیمنتھا علي تراثھا من خلال الاستماع والتعلم من الشعوب الأصلیة في جمیع أنحاء العالم. وبھذه الطریقة فان معارف الباحثین الاصلیین ستشارك الخدمة الاجتماعیة في خلق معرفة جدیدة من خلال خبرات الشعوب الأصلیة، لیس فقط في البیئات المحلیة، ولكن أیضا على الصعید الدولي وبالاعتماد على جھود الأمم المتحدة، ویحدد الاتحاد العالمي للاخصائیین الاجتماعیین IFSW الشعوب الأصلیة على النحو التالي:
• یعیشون داخل الأراضي المتمیزة جغرافیا.
• یمیلون للحفاظ على المؤسسات الاجتماعیة والاقتصادیة والسیاسیة المتمیزة داخل أراضیھا.
• لدیھم الطموح أن تظل مؤسساتھم متمیزة ثقافیا وجغرافیا ومؤسسیا، بدلا من الاستیعاب التمام في المجتمع الوطني.
• یرغبون في تحدید المصیر عن طریق السكان الأصلیین أو القبلیین.
الممارسة:
تكمن شرعیة مھنة الخدمة الاجتماعیة في تدخلھا في مناطق عمل محددة حیث یتفاعل الناس مع بیئتھم. وتشمل البیئة مختلف النظم الاجتماعیة التي ھي جزء لا یتجزأ من السكان ، والبیئة الجغرافیة الطبیعیة، التي لدیھا تأثیر عمیق على حیاة السكان.
وتنعكس منھجیة الشراكة التي تنادى بھا مھنة الخدمة الاجتماعیة في "مشاركة الناس والمؤسسات لمعالجة تحدیات الحیاة وتعزیز الرفاھیة." وبقدر الإمكان الخدمة الاجتماعیة تدعم المھنة العمل مع السكان بما یتفق مع نموذج التنمیة الاجتماعیة .وعلي الأخصائیین الاجتماعیین الاستفادة من مجموعة المھارات والتقنیات والاستراتیجیات والمبادئ والأنشطة على كافة المستویات والأنساق المتعددة، لمواجھة ما یھدد حمایة الأنساق أو جھود تغییر الانساق.
وممارسة الخدمة الاجتماعیة تشمل مجموعة من الأنشطة و أشكال مختلفة من العلاج والمشورة، والعمل مع الجماعات، والعمل المجتمعي؛ وصنع السیاسات وتحلیلھا؛ والمدافعة والتدخلات السیاسیة.
من وجھة نظر تحرریة، فھذا التعریف یدعم استراتیجیات الخدمة الاجتماعیة التي تھدف إلى زیادة الأمل لدي الناس، واحترام الذات والإمكانیات الخلاقة لمواجھة تحدي السلطات القمعیة والمصادر المؤسسیة للظلم ، وبالتالي دمج وتماسك علي المستوي الماكرو الصغیر، و الابعاد السیاسیة للتدخل علي المستوي الكبیر. برغم من التركیز علي شمولیة وعالمیة الخدمة الاجتماعیة، ولكن أولویات ممارسة الخدمة الاجتماعیة تختلف من بلد إلى آخر، ومن وقت لآخر تبعا للظروف التاریخیة والثقافیة والسیاسیة والاجتماعیة والاقتصادیة.
و في جمیع أنحاء العالم تقع على عاتق الأخصائیین الاجتماعیین مسئولیة الدفاع، وإثراء وتحقیق القیم والمبادئ الواردة في ھذا التعریف. وتعریف الخدمة الاجتماعیة لایمكن أن یكون ذا معنى إلا عندما یلتزم الأخصائیین الاجتماعیین بنشاطاتھا وقیمھا ورؤیتھا.

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
أبريل ١٢, ٢٠٢٢, ٢:٤٥ ص - مستشار دكتور حسام عبد المجيد يوسف عبد المجيد جادو
سبتمبر ١٠, ٢٠٢١, ١٠:٠٢ م - amr
يناير ٣١, ٢٠٢١, ٢:١٠ ص - Hebatalrahman Hebatalrahman
About Author