التنمر الإلكتروني
في الآونة الأخيرة , ومع ازدياد استخدام الناس للتكنلوجيا انتشرت في مجتمعنا ظواهر جديدة لم تكن موجودة في السابق ومن هذه الظواهر التنمر عبر مواقع التواصل الإجتماعي .
انتشر هذا النوع من التنمر بصورة كبيرة بين الناس , بحيث ترى فئة المتنمرين أنًّ الإنتقام اللفظي والكتابي الإلكتروني أسهل بكثير وهو أكثر أماناَ ولا يحتاج إلى المواجهة الشخصية المباشرة و إظهار القوة , علماُ أنه سلوك يُمارس ممن يعانوا من إضطرابات شخصية عبر الشاشات بخلاف الحياة بالواقع , وفي حقيقة الأمر يعد هذا النوع من التنمر ظاهرة مخيفة ؛ لأنه نابع من أشخاص غير سويين .
مع انتشار التكنلوجيا بشكل واسع , وازدياد استخدامها من قبل الأفراد , هناك من يسيئ استخدامها ويستغلٌّها من أجل ماضيقة وإيذاء الأشخاص وإلحاق الضرر بهم .
إن التنمر الإلكتروني لا يقل خطورة عن التنمر التقليدي بل يتعداه , لكون التنمر الإلكتروني الفاعل يكون غير معروف , بالإضافة إلى ذلك أنّ مادة التنمر قد تنتشر انتشار واسع وبشكل كبير وسريع بين الناس وهذا يعني أنَّ التنمر ليس له زمن للنهاية .
إنَّ هذا الفعل الشنيع لا يقف فقط على نشر المنشورات الكتابية , بل يتعداه إلى أخطر من ذلك فقد يصل الأمر في بعض الأحيان إالى تهديد تهديد الضحايا وإبتزازهم , وإستغلالهم .
وفي ضوء حديثنا عن هذا الموضع , كيف يتم التنمر الإلكتروني؟ وما هي أشكاله ؟ وكيف نقلل منه ؟
عندما نتحدث عن التنمر الإلكتروني لا بدًّ من الإشارة إلى المواقع التي يستخدمها الأشخاص بشكل يومي , ويقضون أغلب أوقاتهم عليها
وهي : (الفيسبوك والتويتر والإنستغرام وتويتر ..... ) وغيرها من المواقع التى تعرف بإسم مواقع التواصل الإجتماعي فهي أكثر المواقع إستخدام ويستخدمها الكبير , والصغير , والرجل , والمرأة , المُتَعلُّم , والجاهل وهناك فئة من يستغل هذه المواقع من أجل أن يُنقص من شأن جهات معينة أو أفراد معينين , فيبدأ بنشر الصور المسيئة , والرسوم المسيئة , والكتابات, والمنشورات المسيئة للإفراد وهو لا يعلم ما مدى خطورتها على الفرد نفسه وأثرها النفسي , ومن اشكال التنمر الإلكتروني التعليقات الغير لائقة اجتماعياً و أخلاقياً على صورة خاصة , أو فيديو أو مقال منشور على الإنترنت ويتم تداوله بين أوساط المجتمع .
إنُّ معظم المتنمرين يقومون بهذا الفعل ؛ بهدف سد النقص الموجود بأنفسهم فهم يتقمصون شخصية غير شخصيتهم الحقيقية وهذا بذاته يعتبر مرض نفسي , أو من أجل التسلية والمتعة , أو من أجل الشهرة , ولكن لا يعلمون ما مدى خطورة هذا الأمر . إنًّ اشكال التنمر المتعددة ينتج عنها أضرار خطيرة منها :- قد يؤدي إلى فقدان معلومات وبيانات هامة , والتشهير بالآخرين والسخرية منهم وتجريح مشاعرهم ويتسبب المتنمر بالإيذاء النفسي للطرف الآخر , وهذا الأمر لا يقبله الإنسان العاقل .
لا بدّ من الوقوف على هذا الأمر واعتباره نوع من أنواع الجرائم ومحاسبة كل من يقوم بمثل هذه الأفعال وملاحقته حتى نستطيع الحد من هذه الظاهرة , وأيضاً واجب مؤسسات الدولة من مدارس وجامعات ووسائل الإعلام أن يقوموا بتوعية الأفراد وتنبيههم ألى خطورة مثل هذا النوع من الأفال , للأهل دور كبير في مراقبة الأبناء وتوعيتهم وتنبييههم أيضاً فبتضافر جميع أطياف المجتمع نستطيع القضاء على هذه الظاهرة .
إن الإنترنت وثورة الإتصالات منحتنا وحققت لنا فرص لا يمكن أن تكون لولا وجودها في حياتنا بحيث أصبحت شيئ مهم وضروري , لذلك علينا أن ندرك أهميتها والوقاية من مخاطرها .
ولتكون الفائدة أكبر لا بد من إستخدام الإنترنت بشكل متوازن , فنحن نتعامل مع جيل حديث من التطور التقني الهائل , وأن نُعرٍّف ابناءنا وبناتنا بأدوار كل منهم وما يجب عليهم فعله ىفي حال تعرضهم لأي مشكلة مهما كانت .
محمد باسم الراميني
You must be logged in to post a comment.