لا شك أن الكلمة بنوعيها طيبة كانت أم خبيثة لها تأثيرها فى الإنسان ، فهى تخترق القلب على الرغم من أنها ليست سهما حقيقيا .
فأما بالنسبة للكلمة الطيبة فهى تعد دون أدنى شك مفتاحا للقلوب ومجلبة للألفة والمودة والمحبة بين الناس ، وأما الكلمة الخبيثة فهى على العكس من ذلك تماما ، بل يصل تأثيرها فى بعض الأحيان إلى القتل ، نعم عزيزى القارىء لا تتعجب ، فهذا ما شاهده كثيرون فى إحدى قرى محافظات مصر .
ويرجع السبب الرئيسى للواقعة عندما اعتذر أحد خطباء الجمعة عن الخطبة لسبب غير معلوم فشعر المصلون بالحرج الشديد ، فتقدم على إثر ذلك أحد محفظى القرآن وصعد المنبر مشكورا ليخرج المصلين من هذا الموقف العصيب .
فتفاجىء هذا المحفظ أثناء حديثه على المنبر بكلمة خبيثة من أحد الجالسين ، لا تصدر إلا ممن هو على شاكلتها ، قائلا : إنزل من على المنبر أنت لا تصلح خطيبا ، ولم يكتف بذلك بل قام بسبه وشتمه بأبشع الألفاظ .
فنزل الرجل ودموعه لا تتوقف ولسانه كذلك لا يتوقف عن الدعاء على من أساء إليه .
وبعد مدة وجيزة شعر بالتعب الشديد فحملوه إلى المستشفى ولكنه لفظ أنفاسه الأخيرة قبل وصوله إليها وعمره لم يتجاوز 42عاما فى ظل تعجب الكثير من أهل قريته .
والسؤال هنا الذى يطرح نفسه ، هل للكلمة الخبيثة تأثير يصل إلى هذا الحد ؟
الجواب نعم وبكل تأكيد ، فقد أثبتت بعض الدراسات العلمية فى إحدى الجامعات ببريطانيا أن الأحداث الحزينة تصيب الإنسان بما يعرف بمتلازمة القلب المكسور ، والتى من أعراضها ضيق التنفس والآم الصدر وتوقف مفاجىء لعضلة القلب مما يسبب الوفاة فى نهاية الأمر ، هذا بخلاف بعض الأمراض الأخرى والتى من أبرزها القولون العصبى .
لذا ينبغى علينا الإلتزام بالكلمة الطيبة حتى وإن كانت غير نابعة من أعماق قلوبنا .
You must be logged in to post a comment.