التّسامح
قال الله تعالى :( وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ)
إنّ التسامح خلق عظيم لا يتصف به الا العظماء ولا يعني ضعف الإنسان ، بل هو صفة الإنسانٌ القوي، الواثق من نفسه ، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم متسامحا سهلاً ليناً يتعامل مع الآخرين بكل تسامح ومحبة فلم يرد إساءة الأخرين له ورسولنا هو قدوتنا فيجب التعامل مع الأخرين بكل تسامح كما علمنا صلى الله عليه وسلم .
والتسامح مفهوم يعني العفوعند المقدرة , وعدم رد الإساءة بالإساءة, والترفع عن الصغائر, كما أنه يرتبط بمفهوم الرحمة , فقد أكد الدين الإسلامي على التسامح مع الأخرين وعدم نبذهم أو أذيتهم والتعامل معهم على أساس أنسانيتهم . والتسامح يؤكد مبدأ الاحترام المتبادل بين الناس على الرغم من اختلاف أفكارهم , ودياناتهم , ولغاتهم , وأوطانهم . ويعمل على تطهير القلوب من الحقد والحسد. ويمنح الشعور بالسكينة والراحة النفسية , وينبذ العنف الّذي يؤدي إلى انتشار الفتن والجرائم. ويعم الخير على الفرد والمجتمع كما ينال المتسامح الأجر والثّواب العظيم من عند الله تعالى , وينال محبة واحترام الناس والمجتمع . فالتسامح بناء عجيب ممزوج بروابط الرحمة والمودة والعفو والاحترام والعزة . حيث يقول الرسول صلّ الله عليه وسلم (وما زاد الله عبدًا بعفو إلاعزا) .
ومن الأمثلةعلى تسامح النبي صلى الله عليه وسلم ,أنه كان يقوم بدعوة أهل الكتاب ويقوم بزيارة مرضاهم و التعامل معهم بإنسانية بعيدًا عن العنف , وقد وصى صلى الله عليه وسلم جنود المسلمين وقادتهم في المعارك على عدم قتل الصبيان أو النساء أو كبار السن .
ومن الشخصيات التاريخية التي طبقت التسامح ، نيلسون مانديلا فقد كان زعيمًا بجنوب أفريقيا وقد سُجن لمدة سبعة وعشرين عاما، حيث قاد مقاومة سلمية ضد التمييز العنصري فاتحا قلبه للتسامح في جنوب أفريقيا رغم سجنه لمدة طويلة .
وكذلك الزعيم الهندي غاندي الذي تمكن من خلال التسامح وعدم استخدام العنف ( المقاومة السلمية ) من وصول الشعب الهندي الى حقوقه المشروعة .
فالمسلم أخو المسلم ، يحب له من الخير ما يحب لنفسه ، ولا شك أنه لكل منا زلات وعليه حقوق للناس ، و يحب أن يعفو الناس عنه ويسامحوه . فالتسامح هو العفو الصادق عن الناس الصادر من القلب والصبر على أذاهم . ولا شك أن هذا الخلق الكريم لا يخص الله به إلا عباده المخلصين. وقد أمرنا الله تعالى بالعفو عن الناس والصبر على أذاهم ، فقال :
( الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ )
You must be logged in to post a comment.