الجاثوم

إن ظاهرة حدوث شلل النوم أو ما يطلق عليه الناس: "الجاثوم" أمر شائع وكثير التكرار وعلى عكس ما يعتقد الكثير من الناس فإن هذه الحالة قد تصيب الشخص في حالة الاستيقاظ أيضا وليس فقط أثناء النوم كما وأنها لا علاقة لها بمدى سلامة الشخص أو صحته الجسدية فتحدث للأصحاء والمرضى على حد سواء حيث أنه وفقا لإحصائيات نشرتها جريدة الشرق الأوسط فإن ما يقارب 50% من الناس قد تعرضوا لمثل هذه النوبة خلال حياتهم و 5% منهم مازالوا يتعرضون لها بشكل مستمر فما هو الجاثوم وهل له علاقة بالجن حقا؟

لطالما أصيب الناس (وخاصة النساء) برعب شديد خوفا من مرورهم بهذه التجربة فقد نقلت الأساطير القديمة تفسير هذه الظاهرة على أن الذي يحدث في هذه الحالة هو أن عفريت يطلق عليه اسم "الجن العاشق" يتمثل بهيئة ذكر ويغتصب النساء أثناء نومهن ويقيد حركتهن فلا يقدرن على الحراك أو النداء لطلب المساعدة وقيل أيضا أنها جنية عجوز تتربص بالصغار والشباب ومما ذكر قديما أيضا أنها أرواح شريرة تتربص بالنائمين حيث يكون الإنسان في أضعف حالة له فتأتي على هيئة جني يجلس على صدورهم ويحاول أن يخرج أرواحهم لتحل محلها تلك الروح وتعيش في جسده بدلا عنه فماذا يقول العلم في ذلك؟

يطلق العلم مسمى "شلل النوم" على هذه الظاهرة ويفسرها بأن عضلات الجسم تكون في حالة ارتخاء عام مؤقت نتيجة لكون الشخص نائما ومسترخيا بشكل تام فيشعر حينها بأنه غير قادر على الحركة أو النداء ويلتقط أنفاسه بصعوبة شديدة رغما عن كونه قد استيقظ من نومه ولكن هذه الحالة من الوعي لا تكون كاملة إذ مايزال جزء من الدماغ نائما مما يجعل العقل غير قادر على إعطاء الأمر للجسد والعضلات بأن يتخلص من الارتخاء الشديد فيها كما وأكد الأطباء أن أفكار الشخص السلبية تجاه هذه الظاهرة تجعله يتخيل أمورا غريبة تجعله متوترا ومذعورا أكثر من اللازم فتزداد حدة أعراضها وأشار العديد من أطباء الأعصاب إلى أن ظاهرة شلل النوم قد ترتبط في كثير من الأحيان ببعض الأمراض مثل القلق والتوتر والاكتئاب والصداع النصفي أو داء الشقيقة والعصبية ففي كثير من الأحيان يكون الأشخاص ذوي هذه الاضطرابات أكثر عرضة لحدوث هذه الظاهرة معهم فهل يمكن تفادي حدوثها؟

إن شلل النوم في الأساس لا يعتبر حالة مرضية تستدعي العلاج أو أخذ الدواء لتفاديها ولكن تقليل نسبة الإصابة بها يعتمد على أسلوب الحياة الذي يعيش فيه الشخص فكلما كان أسلوب حياته مضطرب أكثر ومتوتر وقليل التنظيم كانت احتمالية وقوع هذه الظاهرة أكثر فعلى الرغم من أن العلماء لم يحددوا فسيولوجية شلل النوم على وجه دقيق بعد إلا أن أكثرهم ربط حدوثها بأسباب عصبية ولذلك فإن تنظيم ساعات النوم وممارسة الرياضة اليومية وتخفيف الضغوطات التي قد تسبب التوتر وضعف التركيز كلها أمور من شأنها أن تقلل من تعرض الإنسان لمثل هذا الاضطراب وليس بالضرورة أن تمنع حدوثه نهائيا فلو حدث فإنه ينصح بتحريك أصابع القدم أثناء حدوثه وفتح العينين واغلاقهما باستمرار مما يسرع عملية استعادة الوعي التام.

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ٢:٠٢ ص - عبد الفتاح الطيب
يوليو ٢٠, ٢٠٢٢, ١٢:٤٤ م - Sarora Fayez
مارس ١٠, ٢٠٢٢, ٩:١٨ ص - Sarora Fayez
فبراير ١٢, ٢٠٢٢, ١١:٠٩ م - Dr. Shahad
About Author

لا الدنيا أقبلت إليّ ولا الزمانُ أدبر