الجغرافيا الطبيعية وقصة البداية

الجغرافيا الطبيعية

مقدمة :

أن الفكر الجغرافى قديم قدم الفكر الانسانى فمنذ ان ظهر الانسان على سطح الارض وهو يلاحظ بيئته ويتأملها ويفكر فيها ويقارن بين اجزائها وما تشمله من اختلافات وبما ان الفيلسوف هو الانسان الباحث عن الحقيقة فقد ظهرت الجغرافيا كعلم على يد فلاسفة الاغريق كما ظهرت كافة العلوم الطبيعية والانسانية الاخرى .

قصة الجغرافيا :

الجزء الاول :

ومن المرجح ان الفيلسوف ايراتوستين هو اول من استخدم كلمة الجغرافيا وهى تعنى كتابه او شكل او وصف الارض اذن المعنى لكلمة جغرافيا هى انه العلم الذى يدرس او يصف الارض.

ولقد اهتم الاغريق منذ عهد هوميروس بالكتابة عن الشعوب فى البلاد المعروفة لهم وقتها وايضا كتبوا عن توقعاتهم وتصورتهم  للبلدان ولسكان المناطق التى تقع خارج نطاق البشر وظهرت بدايات هذا العلم فى كتاب المؤرخ اليونانى هيرودوت فى القرن الخامس قبل الميلاد .

وايضا ظهرت كتابات ذات عناوين جغرافية مستقلة مثل التى جاتءت فى كتابات هيكاتيوس فى القرن الرابع قبل الميلاد باسم وصف الارض وتحديد النطاقات المناخية وفق دوائر العرض حول الارض على يد اوديسيوس وكتابات ارسطو عن البحار والمحيطات وكائناتها وخصائص مياهها وتناقص درجات الحرارة على سطح الارض مع البعد عن خط الاستواء .

بعد ذلك ظهرت الجغرافيا فى صورة اكثر شمولا او اكتمالا فى مؤلفات ايراتتوستين ومما هو جديرا بالذكر ان هذا العالم قد عمل امينا عاما فى مكتبه الاسكندريه الشهيرة وقد نبغ فى علوم الرياضيات والفلك وقام باعداد خريطة العالم على هيئة قرص متدير يمثل اليابس تحوطه المياه من كل جانب ,

كما يعد ايراتوستين اول من قدر محيط الكرة الارضيه ووصل الى نتائج قريبة من التقدير الحالى وقد اعتمد فى ذلك على قياس زوايه ميل اشعة الشمس عن سمت الراصد فى كل من قريه سيين وهى اسوان الان ومدينه الاسكندرية ومعرفة المسافة بينهما وبناءا على ذلك استحق ايراتوستين لقب ابو الجغرافيا ولاسيما  وانه اول من استخدم هذا المصطلح.

وقد ظلهذا التعريف السابق للجغرافيا مقبولا لدى الرومان كما جاء فى كتابات بطليموس وسترابو  وان  كان يرجع لهما الفضل فى تحديد مضمون هذا العلم واهتماماته ,

حيث نبغ بطليموس (القرن الثانى ق . م )- الذى عاش فى الاسكندريه – فى علوم الفلك والجغرافيا والرياضيات وقد كتب عددا كبيرا من المؤلفات اهمها كتاب  الجغرافيا الذى يتكون من ثمانية اجزاء ,ناقش خلالها الاسس النظريه لشكل الارض وابعادها , وانشأ خريطة كامله للعالم وقع عليها كلا من اليابس والماء وخاصة حوض البحر المتوسط  ثم كتاب المجسطى الذى شرح فيه نظرياته الفلكية التى ظلت بارزة حتى اكتشافات نيوتن فى القرن السابع الميلاى .

ايضا من المهم ان نعرف ان العرب ساروا تقريبا –ابان عصور الحضارة العربية الاسلاميه الزاهرة – على نفس المنوال وعلى نفس المفاهيم السابقة للجغرافيا وان كانوا قد اطلقوا عليها اسماء اخرى مثل علم المسالك والممالك ,وعلم تقويم البلدان  , وعلم عجائب البلاد وغيرها , وكان العرب نابغيين فى علوم الفلك والياضيات  كما كانوا على درجة متقدمة فى ارتياد البحر ودراسة الانواء والعواصف وخصائص كل من اليابس والماء المعروف لديهم .

وفى نفس الوقت كانت الشعوب الاوروبية غارقة فى التخلف الذى سادها خلال العصور الوسطى ولفترة طويلة من الاضمحلال والركود العلمى بسبب سيطرة رجال الكنيسة ومن ثم انتشار الخرافات والاساطير حول اهوال ركوب البحر وكائناته الغريبة وان البحر تسلكه الشياطيين وتسقط السفن عند اطرافه على اعتبار ان الارض مسطحة وليست كروية .

 

الانتقال الى الجغرافيا الطبيعية الجزء الثانى

 

 

 

 

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ٢:٠٣ ص - Momen
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٥٢ ص - صانعة السعادة
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٤٦ ص - Bassant
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٣٧ ص - anis
About Author

خالد رمضان احمد 37 عام حاصل على ليسانس اداب وتربية جامعة عين شمس عام 2006 اعمل فى مجال الانترنت فى كتابة المقالات وتدوين المحتوى واكتب فى كل المجالات والسياسة ليست منها