الحب سيد الموقف

العلاقة بين حبيبين او خطيبين او حتى زوجين مبنية أساساً عل الحب و انجذاب كل منهما للآخر. يدرك الإنسان في عقله الواعي و اللاواعي أن الكمال لله وحده، إلا أن الحب يعمي البصر و البصيرة عن أخطاء المحبوب. كل أخطاء المحبوب مقبولة و جزء لا يتجزأ من شخصيته المحببة، لديه حصانة و رصيد في القلب يبقيه بأمان عن المؤاخذة و الملاحقة، بكل بساطة هذا اختيار واعي نختار من خلاله أن نتجاهل و نتغافل عن أخطاء من نحبهم، و السؤال الملح هو متى ينتهي هذا الرصيد و في أي لحظة يبدأهذا الرصيد بالتناقص و يبدأ الضيق من أخطاء الطرف الآخر يظهر، إذا وضعنا أيدينا على الأسباب يصبح من السهل إيجاد العلاج أو تجنب المشكلة من الأساس، الشريك الذكي يحاول إبقاء شعلة الحب متقدة عبر المحافظة على الأسباب التي جعلت الطرف الآخر يحبه من الأساس، لا بد من بذل الجهد للاحتفاظ بهذه المشاعر الرائعة عبر نفض الغبار عنها و إنعاشها من حين لآخر، ففي بدايات العلاقة و بداية الزواج لا بد من الحفاظ على مستوى جيد من الأناقة و ممارسة الرياضة و الرشاقة، و تجنب زيادة الوزن التي سرعان ما تخطف ملامح الشخصية و تغيرها، أيضاً الحفاظ على الحيوية و الطاقة الإيجابية و الروح السلسة و حس الفكاهة، السخرية من الصعوبات و مشاركة الضحك و تبادل روح النكتة، لا بد أيضاً من متابعة حالة الشغف بشريك الحياة و تجنب الروتين و فترات الصمت، أن نجعل من تبادل الأحاديث عادة دائمة و الدخول بنقاشات ممتعة حول مواضيع الحياة المختلفة لئلا يتسلل الملل و الصمت إلى العلاقة، لا بأس من بعض الصمت أحياناً و لكن لا بد من السجال و الكر و الفر و تغذية جذوة العلاقة بالجديد كل يوم. العلاقة الصحية يحرص كل طرف فيها على تغذيتها بالجديد كل يوم عن قصد و وعي، فإذا تسلل الفراغ و الملل أُ تيحت الفرصة لطرف ثالث للتسلل و ملء الفراغ، أبقي حبيبك مشغولاً بأمورك و لا تتركه في مهب الريح، لا تدعه أبداً ينام في غرفة منفصلة فمن هنا يبدأ الإنفصال و تدخل المشاكل و يصبح هنالك فراغ يحتاج إلى من يملأه، منح الاهتمام و محاوطة الحبيب بالحب و الرعاية و العناية يبقي جذوة الحب مشتعلة و يجعل العلاقة أقوى، و حبذا لو تفرغ أحد الطرفين للبقاء في البيت و عدم العمل، و من الأنسب أن تكون المرأة لتجعل من ضمن واجباتها إبقاء جذوة الحب مشتعلة عبر خطة مدروسة، فالعلاقة بينها و بين حبيبها تستحق التفرغ، تقع فتياتنا هذه الأيام في فخ الاعتقاد أنها تريد أن تبني مهنتها و تعمل في السوق مما يؤدي إلى الإرهاق و عدم القدرة على العناية بنفسها و بيتها و عدم رعاية حبها بما يناسبه من اهتمام، من تريد النجاح بحياتها الزوجية عليها أن ترعى هذا الحب و تقدمه على أي شيء آخر و تستثمر فيه، هذه نصيحة خلصت إليها بعد تجارب و سنين طويلة و ملاحظة الكثير من العلاقات التي فشلت بسبب تمسك المرأة بسراب المال و العمل، و لو أنها دعمت زوجها و أتاحت له تطوير نفسه في العمل و الكسب لكان أفضل لها، الحفاظ على الحب يحتاج جهد الطرفين و حرصهما عليه و تغذيته و رعايته. استثمروا في الحب و اعتنوا بمن تحبون.

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments
Hiba - ديسمبر ٢, ٢٠٢٠, ٨:٤٨ م - Add Reply

رااااااائعة

You must be logged in to post a comment.

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ٢:٠٢ ص - عبد الفتاح الطيب
يوليو ٢٠, ٢٠٢٢, ١٢:٤٤ م - Sarora Fayez
مارس ١٠, ٢٠٢٢, ٩:١٨ ص - Sarora Fayez
فبراير ١٢, ٢٠٢٢, ١١:٠٩ م - Dr. Shahad
About Author