الحب هو سمة مقدسة، وحركة هادفة تختلج الإنسان من أجل الوصول إلى النعيم المبتغى. وهو لذة يشتهيها كل فرد صغيرا كان أم شابا أو حتى كاهلا عجوزا. ببساطة ليمكن الاستغناء عنه. تماما كالأكسجين. ولكن من المؤسف جدا أن نجد في هذا العالم وتحت هذه الظروف أن ضحايا الحب أكثر من ضحايا كورونا مثلا .... فما تنشره مواقع السوشيال ميديا من خيانة والغدر وحتى القتل...اندرجت كل هذه تحت ما يسمى الحب.
- بعدما كان الحب نعمة أصبح نقمة.
- بعدما كانت قداسة الحب في مراتب الأولى من الهرم. أصبحت لعبة بين غرائز الإنسان.
إن مفهوم الحب في عالم اليوم هو مجرد وسيلة لا غاية وإن القيم التي تبنيها المثيرات الخارجية من الإعلام والبرامج التليفزيونية في العقل اللاوعي لتصبح معايير المحبة أساسها مصلحة أو حاجة. ولكن هذا الكائن الذي يتميز بالعقل أصبح مبهم الأفعال غائبا تماما عن طبيعته الكونية، أ هو حيوان؟ فأين عمله الطبيعي؟ ... لأنني لا ألاحظ أنها تعبث بنظام الطبيعة كما تعمل الطبيعة لها إنها تسير مع التيار الكوني ...
أم هو إنسان؟ فأين عمله الاجتماعي الذي يسني منزلة إذ أصبح الناس على منازلهم، وأين الحد الإنساني الذي يصله بمجد الماضي أو يدل عليه في عمل الحاضر أو يلحقه بأمل المستقبل؟ ...
ومن سنن الطبيعة أنها تجعل اللذة شرطا في كل عمل لا يقوم الكيان إلا بها تماما كلذة المحبة، فإذا لم يحدث هذا العمل ضربت الآلام على الجسم، فالطعام ضرورة من ضروريات الحياة، إذا فقد كانت الآلام الجوع وإذا تيسر كانت لذة الأكل، فكأن هذه اللذة ليست في حقيقتها شيئا غير انطفاء الألم وقس على ذلك.
مستلهم من كتاب المساكين لمصطفى صادق الرافعي
You must be logged in to post a comment.