الحب وحده لا يكفي لتربية الأبناء

 للوصول الى اهدافنا التربويه يجب ان يكون هناك حب لابنائنا والحب وحده لا يكفي لاننا جميعنا كاباء وامهات  نتمنى  لابنائنا السعاده والنجاح ونريد لهم الشعور بالرضا عن انفسهم و يتمتعون باستقلاليه في الراي والصواب في السلوك  ان الحب ضروره اساسيه في تربيه الابناء ولكنه لابد ان يعني القدره على الرعايه والا فانه لم يضمن وحده  الوصول الى ما نريده  لابنائنا من حسن التصور وجوده السلوك ان الكثيرين الاباء يفشلون في تربيه ابنائهم ولا يرجع ذلك الى انهم لا يحبونهم  بالطبع او لأنهم  لا يتمنون لهم كل الخير وانما لان هؤلاء الاباء لا يحيطون علما بان اهداف التربيه ووسائلها والبيئه المحيطه بالابناء والنواحي النفسيه والعقليه لهم ومن ثم فهم يجهلون السبل  التربويه الصحيحه التي تمكنهم من معرفه المدخل الصحيح لكل ابن والمفتاح الذي يفتح الله به قلبه للتنشئه الاسلاميه

 فاكثر الاباء المحبين لابنائهم يحذرون ولا يتابعون اوينفذ صبرهم ويعاقبون وهم غاضبون وهم إما  سلبيون يرضخون لرغبات ابنائهم حتى لا يواجهون المشاكل وانما من منفعلون غاضبون يزيدون في سلوكهم هذا من  سوء سلوكيات ابنائهم .

  ان الحب والدفء والود من الاشياء الاساسيه في امر التربيه بل في كل امور حياتنا لكن المعرفه والعلم تظل امرا في غايه الاهميه لنفترض انك في حاجه الى عمليه جراحيه وبينما تتجهز لها يهمس الطبيب في اذنيك قائلا  اريدك ان تعرف انني لست جراحا و لست طبيبا بالمره ولكن لا تقلق فأنا أحب مرضاي  كثيرا وارغب في نفعهم  واتمنى بصدق شفاؤهم........هل ستدع هذا الشخص يشق جسدك بمشرط؟ بالطبع لا لأنه يفتقد المعرفة التي توصله إلى ما يتمناه بصدق من شفاء مرضاه ، وكذلك نحن كآباء ومربيين في حاجة ماسة إلى تعلم مفاهيم التربية والتدريب على وسائلها حتى نستطيع السير في طريق صحيحة في تربية أبنائنا. إن افتقدنا التمرس التربوي فقد نعطي الاهتمام الأكبر لصغائر الأمور بينما نترك الأمور العظيمى بلا أدنى اهتمام لنكتشف في نهاية عملية التربية أننا نسير عكس الهدف فيكون حالنا كحال من يصعد إلى نهاية السلم ثم نكتشف أن السلم مسنود إلى الحائط الخطأ.

فللآباء الحريصون جدا على أبنائهم مثل هؤلاء الآباء يكون لديهم النية الحسنة في التخفيف عن أبنائهم ومحاولة اسعادهم ولكنهم بلا وعي يكبتون النمو الطبيعي لأبنائهم ويحرمونهم من تطور الشخصية ومواجهة الحياة ، فمهما أحببنا أبنائنا إلى أبعد مدى فإن الحب سيبقى وحده لا يكفي لإخراج أبناء صالحين.