كُـــن حاضـــراً .. لا تنسب الفضل لنفسك

لا تنسب الفضل لنفسك في أي عمل يقوم به طفلك أبداً فهذا يعود سلباً على شعوره بالإنجاز الذي حققه مهما كان بسيطاً, فالتعلم أن ماحققه من إنجاز يكوّن جزء من شخصيته وإن كان حجمه كحجم حبة الخردل فهي لا تكاد تُرى لكن تأثيرها كبير في نواح عديدة فعلى سبيل المثال إذا أردت من طفلك أن يرتب غرفته وجاء ليُعلمك بأنه قد أنجز المهمة ويريدك أن ترى النتيجة فلا تقل عندها أنك إن لم تطلب منه أن يقوم بهذا العمل فإنه لم يكن قد قام به من تلقاء نفسه وظلت الغرفة على حالها تعمها الفوضة فحينها سيشعر بالنقص وأنه مهما قدم لن يلقى الثناء على مجهوداته الصغيرة وسيشعر بأن كل انجاز ماهو إلا محاولة إرضاء وليس نجاحاً لنفسه وإنه إن لم يقم بما يُطلب منه سيكون مُجبراً على سماع كلماتٍ محبطة كل يوم مثل:عديم المسؤولية, الفوضوي, المشاغب, ولا يُنفذ مايتوجب عليه,.. في حين أن هذا تَولد نتيجة أخطاء صغيرة في التربية لا نلتمسها إلا بعد فوات الأوان والأسهل أن نُلقي اللوم على العقول الصغيرة التي لا تفقه إلا ما اعتادت عليه ..

انسى نفسك قليلا لا تجعل لنفسك صورة المتعجرف المغرور الذي يجعل من ابنه لوحة فنية يتباهى بها أمام الناس وكل همه أن يقولو انظر لابن فلان إنه بارع في هذا.. ويُجيد فعل هذا.. ومتفوق في هذا..
انت هنا في طريق خاطئ وخطير جدا وستكون نتائجه معاكسه لسقف طموحاتك العالية.
أين رغباته وطموحاته من كل هذا لقد ألقيت بذاته جانبا وأنت تحاول أن تخرج الأفضل منه دائما وترهق روحه وعقله بأن يصبح ماتريد متى تريد وكيف تريد. ثق تماماً أنه سيأتي اليوم الذي ينظر فيه لنفسه ويرى كل شئ سيرى نفسه مجرد من شخصيته أين أناه أين هو من كل هذا سيستشيط غضبا في كل مرة ولن ترغب بأن تكون حاضرا عندها أبدا لترى نتائج الانفجار والحطام الذي خلفته في قلبه.

اجعله يعيش نفسه يكتشف ماهيته وانت كن الداعم له واحرص على تسليمه زمام الأمور فيما يخص رغباته وطموحاته اجعله يركض خلفها وبالتأكيد سيتعرض للعقبات وخيبات الأمل في مراحل كثيرة من حياته لكن لا تكن أنت احداها.. بل كن معه كن سنده فقط كُــن حاضـــراً..

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
About Author

أنا لست شخصية مجهولة بل ربما أتواجد بكلماتي في قلوب الكثير منكم