عندما نسمع كلمة الحضارة يتبادر إلى ذهننا دور الأزياء الفاخرة ، والأكل بالشوكة والسكين ، والسيارات الفارهة ، والمباني الشاهقة ،وتربية الكلاب ، وإظهار مفاتن الجسم ....
لكن في الحقيقة الحضارة هي التي بالألباب ، هي في الإنسيّ قبل الحجر ، الحضارة في ديننا الحنيف ، فالحضارة في كتاب الله وفي الإسلام الذي يحرم استباحة دم الحيوان ، والحضارة هي قوله ﷺ ( إننا بعثت لاتمم مكارم الاخلاق) [رواه أحمد ] والحضارة هي مواساة اعظم مخلوق في التاريخ لطفل مات عصفوره ، والحضارة هي اصلاح الخليفة عمر ابن الخطاب طريقًا في العراق خوفا من سؤال الله له لماذا تعثرت دابةفي الطريق ، الحضارة هي إقامة الحدود بما فرض الله .
فيجب أن نعي الفرق بين الحضارة والمدنية ، فالمدنية هي حياة التمدن وما يترتب عليها من مظاهر معمارية وتقنية ، لكن الحضارة الحقيقية هي التي تكمن بالبشر وما يحووه من ابداع وحسن الفكر، والأهم من ذلك أخلاقهم؛ فقال الشاعر :
إنما الامم الأخلاق ما بقيت فإن هم أخلاقهم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
وهذا معيار النهضة ، أتحسبون أن الدول الغربية هي أهل الحضارة ؟ ، لا بالطبع ، لأن من ينتج عنه القنابل المبيدة والحروب العالمية ، وإبادة الشعوب والحرب على إخواننا في سوريا وباقي الدول الإسلامية ، ومن يَعُدّ في سالف الزمان الاستحمام كفرا ، وبلاد الزنا ؛ فهي ليست أهلا للحضارة ، بينما نحن منذ أربعة عشر قرنا أمرنا بالإستحمام أقلها مرة واحدة في الأسبوع ، وأمرنا أن نؤدي الأمانات إلى أهلها ، وأمرنا بطلب العلم من المهد إلى اللحد ، ونحن اهل الإختراعات والنظريات ونحن أهل لغة الضاد !
فيأتي إمعة ومقلد أعمى ويقول نحن نظلم المرأة ونحارب الحرية و،و،و ... ، أخي... الحرية هي أن تنسلخ من الحيوانية التي في داخلك لتنتقل إلى الروحانية والإنسانية التي كرمك الله بها عن البهائم ، ولكن بالمقابل لا نقلل من علومهم وإنجازاتهم وهذا لا ينكره عاقل ، لكن لا يجب أن نستحقر أنفسنا بل نحن !نفوقهم ، ولا يغرنكم ضعفنا حاليًا وتذكروا أننا أمة تنام لا تموت
You must be logged in to post a comment.