الدقيقة الذهبية للتعلم

نعيش في حياتنا تجارب مختلفة بعضها تسجله ذاكرتنا و نتذكره و نتعلم منه و بعضها ننساه كأنه لم يكن، بعض الأشياء نحتاج لها و يتوجب علينا حفظها لكننا نستصعب ذلك و قد نصارع عقولنا لحفظه و يصعب علينا ذلك، بل إنه يتفلت منا و ننساه مثل المواد الأكاديمية، هنا يأتي السؤال: كيف نتعلم الأشياء بطريقة سهلة و نخزن هذه المعلومات بطريقة فعالة بحيث لا يكون هنالك معاناة في حفظ المعلومات، و ليسى سراً أن هنالك أوقات يكون تخزين المعلومة فيها أكثر فعالية من غيرها و تصبح المعلومة أقرب إلى التجربة العملية التي تحفر في الذاكرة و يكون استحضارها سهلا و سلسا و بلا أي معاناة، من أمثلة الدقائق الذهبية للتعلم أن يسبق هذا التعلم سؤال، إذا كان هنالك سؤال في الذهن يتعلق بموضوع معين و تأتي المعلومة على شكل جواب فإن عملية تخزينها و استحضارها تكون اعمق من أن يتم فرض هذه المعلومة على عقل الشخص، بل إنه هو الذي سعى لهذه المعلومة عبر السؤال عنها. و من أفضل حالات التعلم هو المرور بتجربة عملية، فالتجربة الفعلية و العملية للشيء يكون استحضارها و تذكرها سهلا حيث انها تمت من خلالها استخدام كل الحواس في التعلم. أيضا من طرق التعلم و حتى لو انها غير محببة هو التعلم من خلال الفشل، ان من اكبر وسائل التعلم هو المحاولة و الفشل ثم النجاح، فالحكماء يقولون أن الفشل هو أول خطوة نحو النجاح، فإذا تمتع الإنسان بالحكمة لرؤية الفشل بهذه النظرة الإيجابية، فإنه سيتوصل لمعادلة النجاح و لن يفقد الأمل أبداً بل سيتمتع بالايجابية و ينهض من جديد و لن يثنيه أي شيء عن تحقيق طموحه و أهدافه بل سيرى الفشل تجربة تثري معرفته و تقويه في رحلته الحياتية، و أخيرا و ليسى آخرا من اكثر اللحظات الذهبية للتعلم المصائب و الابتلاءات التي تمر على الانسان، و بالرغم من صعوبتها إلا أنه من الحكمة ان نتعامل معها على انها تجربة لا بد منها و ان ما اصاب الانسان ما كان ليخطئه و ما اخطاه لم يكن ليصيبه، و بما ان الابتلاءات شيء لا يمكننا تجنبه و لا التحكم فيه، اذن من الحكمة ان نبحث فيما يتوجب أن نتعلم منه و أنه لا يتوجب ان يكسرنا و يحطمنا بل أن يقوينا في رحلة الحياة. كما علمنا رسولنا الكريم بقوله احبب من شئت فانك مفارقه و اعمل ما شئت فانك محاسب عليه فعلمنا عليه صلوات الله و سلامه ان هذه الحياة هي جسر نعبر من خلاله الى الآخرة حيث الحياة الأبدية فتكون صعوباتها و ابتلاءاتها عبارة عن مجموعة من التجارب نتعلم منها أن نصبح أفضل و أحكم.

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ٢:٠٢ ص - عبد الفتاح الطيب
يوليو ٢٠, ٢٠٢٢, ١٢:٤٤ م - Sarora Fayez
مارس ١٠, ٢٠٢٢, ٩:١٨ ص - Sarora Fayez
فبراير ١٢, ٢٠٢٢, ١١:٠٩ م - Dr. Shahad
About Author