الدور الذي يغفل عنه الكثير للقوة العاطفية في مواجهة الوباء

الدور الذي يغفل عنه الكثير للقوة العاطفية في مواجهة الوباء

أعلنت منظمة الصحة العالمية في أواخر عام 2019 عن فيروس كورونا المستجد الذي بدأ في الصين وما لبث أن اجتاح العالم؛ فبحلول شهر 4 من عام 2020 أُصيب به ملايين الأشخاص حول العالم، مما أطلق العنان لضغوط معقدة على السكان.

ترافق ذلك مع توضيحٍ من مركز مكافحة الأمراض يُفضي بأنَّ الأشخاص الأكبر سنًا معرضون لخطر الإصابة والوفاة بشكل أكبر مقارنة بالأصغر سنًا، لذا يتبادر إلى الذهن أن التوتر والمشاعر السلبية عند كبار السن ستبلغ ذروتها، لكن هل ذلك ما حصل؟ وكيف اختلفت الاستجابة العاطفية للوباء عند الكبار عن نظرائهم الصغار؟

تشير نظرية "تكامل القوة والضعف" أن طريقة تعامل البالغين مع الضغوط تعتمد على نقاط قوة ونقاط ضعف مرتبطة بالعمر؛ فبطبيعة الحال يرتبط التقدم بالعمر بزيادة نقاط الضعف في المرونة الجسدية، ويرتبط من ناحية أخرى بزيادة نقاط القوة في جودة الحياة العاطفية وقوتها، واستراتيجيات التكيف التي من شأنها أن تولِّد استجابات تكيفيّة مناسبة للعديد من الضغوطات، إذن يرتبط تقدم العمر بكميةٍ قليلة من المشاعر السلبية يُقابلها أخرى كبيرة من المشاعر الإيجابية، مما ينظّم المشاعر ويقلل الضغط الاجتماعي على الكبار مقارنةً بصغار السن.

تفترض نظريةٌ أخرى أن جودة الحياة العاطفية للفرد تتعلق بأهدافه؛ أي أن أهداف الشباب تدور حول اكتساب الموارد وتأمين المستقبل، بينما تدور أهداف كبار السن حول الحفاظ على الانسجام الاجتماعي والعاطفي في الوقت الحاضر، وذلك يؤثر بطبعه على كيفية الاستجابة للوباء فيُظهر كبار السن مستوياتٍ أقل سلبية  في مواجهة الوباء.

أكدت التجارب العملية أن كبار السن أبدوا ضغطًا أقل وتأقلمًا أكبر في مواجهة الوباء، لكن لا يخلو الأمر من وجود كبار سن تعرضوا لتوتر وضغوط كبيرة جدًا أثرت سلبيًا عليهم، يعود ذلك إلى الاختلافات في احتمال الإصابة بفيروس كورونا المستجد، بالنظر إلى أن كبار السن يختلفون في الحالة الصحية، ويعاني بعضهم من أمراض مزمنة أو عادات (كالتدخين) تزيد من الخطر في حال الإصابة.

من الممكن أيضًا أن سبب ظهور مشاعر سلبية عن البعض هو عدم قدرتهم على تجنب المواقف الخطيرة مثل التجمعات، فقد أبدى أغلب القادرين على التباعد الاجتماعي مشاعر إيجابية في مواجهة الوباء على عكس أولئك الذين تقودهم الظروف إلى المشاركة في التجمعات والتي تزيد من خطر الإصابة.

على الرغم من إدراك كبار السن لمخاطر الإصابة بالفيروس وما قد يسببه لهم إلا أن استقرارهم العاطفي وتكيفهم مع الظروف الحالية شكّل حاجزًا بينهم وبين المشاعر السلبية، مهما كانت نقاط الضعف المرتبطة بالعمر فإن القوة العاطفية لكبار السن تحل محل نقاط الضعف تلك حتى عند مواجهة جائحة عالمية خطيرة.

 

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ٢:٠٢ ص - عبد الفتاح الطيب
يوليو ٢٠, ٢٠٢٢, ١٢:٤٤ م - Sarora Fayez
مارس ١٠, ٢٠٢٢, ٩:١٨ ص - Sarora Fayez
فبراير ١٢, ٢٠٢٢, ١١:٠٩ م - Dr. Shahad
About Author