الذكاء الاصطناعى

تعريف الذكاء الاصطناعي:

الذكاء الاصطناعي فى أبسط تعريف له هو محاكاة الذكاء البشري بواسطة الآلات المبرمجة لتكون عندها القدرة على التفكير مثل البشر وتقليد أفعالهم، ويمكن تطبيق هذا المصطلح على أي آلة تقدم سمات مرتبطة بالعقل البشري مثل التعلم وحل المشكلات، وتعتبر السمة المميزة للذكاء الاصطناعي هي قدرته على اتخاذ أفضل الإجراءات لتحقيق هدف معين، ويعتبر مجال تعلم الآلة هو أحد فروع الذكاء الاصطناعي، ويشير إلى أن برامج الكمبيوتر يمكن أن تتعلم تلقائيًا من البيانات الجديدة وتتكيف معها دون مساعدة البشر، ويحدث هذا التعلم التلقائي من خلال استيعاب كميات هائلة من البيانات مثل النصوص أو الصور أو الفيديوهات.

فهم الذكاء الاصطناعي:

عندما يسمع معظم الناس مصطلح الذكاء الاصطناعي فإن أول ما يفكرون فيه عادة هو الروبوتات، ولكنه أشمل من ذلك بكثير، فهو يعتمد على مبدأ أنه يمكن تعريف الذكاء البشري بطريقة يمكن للآلة أن تقلدها بسهولة وتنفذ المهام المطلوبة منها ، من أبسطها إلى تلك الأكثر تعقيدًا، ومع تقدم التكنولوجيا أصبحت المعايير السابقة التي حددت الذكاء الاصطناعي قديمة، على سبيل المثال لم تعد الآلات التي تقوم بالوظائف الأساسية أو تتعرف على النص من خلال التعرف البصري على الحروف تُعتبر تجسيدًا للذكاء الاصطناعي ، نظرًا لأن هذه الوظيفة أصبحت الآن مفروغًا منها كوظيفة متأصلة فى جهاز الكمبيوتر، فالذكاء الاصطناعي يتطور باستمرار لإفادة العديد من الصناعات المختلفة، وتلعب الخوارزميات دورًا مهمًا جدًا في بنية الذكاء الاصطناعي ، حيث تُستخدم الخوارزميات البسيطة في التطبيقات البسيطة ، بينما تساعد الخوارزميات الأكثر تعقيدًا في التطبيقات الأكثر تطورا.

تطبيقات الذكاء الاصطناعي:

تطبيقات الذكاء الاصطناعي لا حصر لها، حيث يمكن تطبيق هذه التكنولوجيا فى العديد من القطاعات والصناعات المختلفة. فيمكن استخدامه في المجال الطبى والعلاجات المختلفة للمرضى أو لإجراء العمليات الجراحية، ويدخل الذكاء الاصطناعي أيضًا في المجال المالى، حيث يتم استخدامه للكشف عن النشاط في البنوك والإبلاغ عنه مثل الاستخدام غير المعتاد لبطاقات الخصم والودائع الكبيرة في الحسابات، وتُستخدم تطبيقات الذكاء الاصطناعي أيضًا للمساعدة في تبسيط التداول وتسهيله، ويتم ذلك عن طريق تسهيل تقدير العرض والطلب وتسعير الأوراق المالية، ومن الأمثلة الأخرى على تطبيقات الذكاء الاصطناعي أجهزة الكمبيوتر التي تلعب الشطرنج والسيارات ذاتية القيادة، فيجب على كل من هذه الآلات أن تزن عواقب أي إجراء تتخذه ، حيث سيؤثر كل إجراء على النتيجة النهائية، في لعبة الشطرنج تكون النتيجة النهائية هي الفوز باللعبة، وبالنسبة للسيارات ذاتية القيادة ، يجب أن يقوم نظام الكمبيوتر بحساب جميع البيانات الخارجية للعمل بطريقة تمنع حدوث تصادم.

تصنيف الذكاء الاصطناعي:

يمكن تقسيم الذكاء الاصطناعي إلى فئتين مختلفتين: فئة ضعيف وفئة قوية، أنظمة الذكاء الاصطناعي الضعيفة هى الأنظمة المصممة للقيام بوظيفة محددة، كألعاب الفيديو مثل مثال الشطرنج السابق أو كالمساعدين الشخصيين مثل المساعد الشخصى (Siri) الموجود فى هواتف أبل، حيث تسأل المساعد سؤالاً وهو يجيب، أما أنظمة الذكاء الاصطناعي القوية فهي الأنظمة التي تقوم بمهام تعتبر شبيهة بما يقوم به البشر، وتميل هذه الأنظمة إلى أن تكون أكثر تعقيدًا، حيث تمت برمجتها للتعامل مع المواقف التي قد يُطلب منهم فيها حل المشكلة دون تدخل شخص ما، ويمكن العثور على هذه الأنواع من الأنظمة في تطبيقات مثل السيارات ذاتية القيادة أو في غرف العمليات بالمستشفيات.

اعتبارات خاصة:

منذ بدايته ، خضع الذكاء الاصطناعي للنقاش والتدقيق من العلماء والأشخاص العاديين على حدٍ سواء، وأحد الأفكار الشائعة والمقلقة هو أن الآلات سوف تصبح متطورة للغاية، لدرجة أن البشر لن يكونوا قادرين على مواكبة ذلك وسوف ينطلقون من تلقاء أنفسهم ، ويعيدون تصميم أنفسهم بمعدل متسارع، وما يقلق أيضا هو أن الآلات قد تتمكن من تسليح نفسها واختراق خصوصية الناس، وما زالت هناك مناقشات حول أخلاقيات الذكاء الاصطناعي وما إذا كان ينبغي معاملة الأنظمة الذكية مثل الروبوتات بنفس الحقوق مثل البشر، فلقد كانت السيارات ذاتية القيادة مثيرة للجدل إلى حد ما حيث تميل أجهزتها إلى اتخاذ إجراء بأقل قدر ممكن من المخاطر وأقل عدد من الضحايا، إذا تم التعرض لسيناريو التصادم مع شخص أو آخر في نفس الوقت ، فإن هذه السيارات ستحسب الخيار الذي قد يتسبب في أقل قدر من الضرر.

قضية أخرى مثيرة للجدل لدى العديد من الأشخاص مع الذكاء الاصطناعي، وهي كيف يمكن أن يؤثر على العمالة البشرية، نظرًا لأن العديد من الصناعات تتطلع إلى أتمتة وظائف معينة من خلال استخدام الآلات الذكية، فهناك قلق من أن يتم الاستغناء عن الكثير من الأيدى العاملة، على سبيل المثال السيارات ذاتية القيادة قد تلغى  الحاجة إلى سيارات الأجرة وبرامج مشاركة السيارات، في حين أن الشركات المصنعة قد تستبدل العمالة البشرية بسهولة بالآلات، وما زالت هذه القضايا محل نقاش والجميع ينتظر إلى أى مدى يمكن أن تصل قدرات الذكاء الاصطناعي التي تزداد يوما بعد يوم.