الذكاء العاطفي

يقال أن ‏‎الذكاء العاطفي هو خبرة مكتسبة تأتي من تراكم الخبرات الحياتية والعملية على الإنسان ويقال أيضا أنه موهبة ذاتية من الله سبحانه وتعالى فما هو الذكاء العاطفي وهل يمكن أن يُكتسب؟!

يتلخص ‏الذكاء العاطفي بكون من يمتلكه قادر على إدارة عواطفه ومشاعره والسيطرة عليها بشكل كبير فلا يتأثر هو أو من حوله بتقلباته المزاجية أو انفعالاته الشعورية فهو قادر على تطويع مشاعره كيفما أراد، وهذا من شأنه أن ينعكس إيجابيًّا على حياته العملية والاجتماعية وعلاقاته مع الآخرين.

يتمحور الذكاء العاطفي حول الإمكانات والقدرات التالية:
- التمييز بين العواطف وتحديد أبسطها
- القدرة على الفهم العميق لما يشعر به الآخر
- تطويع المشاعر والسيطرة عليها
- القدرة على استعمال هذه الميزة بمهارة لتحسين العلاقات والمهارات وغيرها
- يتصف صاحبها بعدم المزاجية
- الدبلوماسية في حل الخلافات

‏‎إن نقص الذكاء العاطفي عند بعض الأشخاص قد يكون بالفعل نتيجة عدم تفاعلهم في مجتمعهم بطريقة صحيحة أو عدم مشاركتهم نهائيا في مراحل الطفولة والمراهقة ببناء العلاقات العامة أو التفاعل الإيجابي بين أفراد المجتمع وهذا من جانبه يؤثر سلبًا على مقدار الذكاء العاطفي عند الفرد باختصار لأنه لم يمر بالتجربة التي تؤهله لذلك.

كثيرًا ما ينتشر نقص الذكاء العاطفي عند من يصبّون كافة تركيزهم على الذكاء العقلي فتراهم ناجحين ومتفوقين دراسيًّا ونظريًّا على الأرجح ولكنهم خارج نطاق الورقة والقلم لا يملكون ما يؤهلهم للتفاعل مع الحياة فيفشلون في أعمالهم ووظائفهم وحتى زواجاتهم، وهناك من لديه القدرة على الجمع بين الذكاء العقلي والعاطفي وهذه سمة الناجحين بشكل كبير ومن المؤسف ذكر أن نسبة من يمتلك ذلك قليلة في المجتمعات بل وتكاد تكون نادرة.

يمكننا أن نعتبر الذكاء العاطفي صفة يمكن أن تكتسب، فكيف يمكنك أن تكتسبها؟!

- إن أول ما عليك فعله في هذا الصدد هو أن تعي حقيقة مشاعرك أنت قبل أن تبدأ بإسقاط أحكامك على مشاعر الآخرين، عليك أن تفهم نفسك أولًا وفي مقدمة الأمر ثم لا تنكر أي نوع من المشاعر قد يمرّك، يقول علم النفس أن ما يزيد المشاعر السلبية تفاقمًا بالدرجة الأولى هو إنكار صاحبها لوجودها مما يجعلها تزداد سوءًا فتظهر على السلوك بشكل ملاحظ، تعلّم كيف تتعامل مع مشاعرك لا أن تتجاهلها.
- ثم عليك أن تدرّب نفسك تدريجيًّا على التحكم بمشاعرك مستخدمًا بذلك مواقفًا اجتماعية حقيقيّة لا محض قرار في نفسك ولا بأس من المحاولة والخطأ.
- حفز نفسك باستمرار وأحذف من قاموسك كل كلمة أو لفظ سلبي توجهه لنفسك، فأنت سعيد بنجاحاتك متقبل لعثراتك وتسعى دائمًا للتحسين.
- لا تتسرع بالحكم على تصرفات الآخرين وحاول أن تجد تفسيرًا منطقيّا لكل ما يصدر عنهم وهنا لا بد لك أن تفرق بين إيجاد العذر والتبرير وبين التفسير فأن تجد لهم تفسيرًا لتصرف ما ليس بالضرورة أن يكون تبرير لسوء ذلك التصرف الخلط بين المعنيين لا يعد من الذكاء العاطفي في شيء بل ويقلب عليك الطاولة.
- لا يمكن أن يجتمع الذكاء العاطفي مع المخاوف وشدة الحذر فأن تكون شخصًا يتصف بالخوف والحذر الدائم يعني أن تتحكم بك مشاعرك لا العكس.

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ٢:٠٢ ص - عبد الفتاح الطيب
يوليو ٢٠, ٢٠٢٢, ١٢:٤٤ م - Sarora Fayez
مارس ١٠, ٢٠٢٢, ٩:١٨ ص - Sarora Fayez
فبراير ١٢, ٢٠٢٢, ١١:٠٩ م - Dr. Shahad
About Author

لا الدنيا أقبلت إليّ ولا الزمانُ أدبر