يعاني المجتمع الإيرلندي الشمالي من الانقسام والنزاع بين مؤيدي الاستقلال عن المملكة المتحدة (البروتستانت) وبين معارضيه الراغبين في الاستقلال (كاثوليك)، مما أدى إلى وقوع الكثير من الضحايا والجرحى إثْر تلك النزاعات.
وفي عام 2015 أجرى باحثان دراسةً عن مدى تأثير شعور الفرد بالتهديد نتيجة الصراعات بين الجماعات على راحته النفسية، حيث يُشير الشعور بالتهديد بين الجماعات إلى اعتقاد الفرد بأن جماعة خارجية معينة تُشكّل ضررًا أو تهديدًا للجماعة التي ينتمي إليها الفرد، كما يشمل التعرّض للنزاع السياسي: التعرّض المباشر أو غير المباشر.
وقد قام الباحثان بتطبيق الدراسة على 1515 مشاركًا من الرجال والنساء فوق عمر الثامنة عشر، بمتوسط عمر 48.49 عامًا، مُقسّمين إلى فئة كاثوليكية وأخرى بروتستانتية، وقد تم جمع البيانات من خلال مقابلات تليفونية مدعومة بالكمبيوتر.
وتوصلت الدراسة إلى أن شعور الفرد بالتهديد من جماعة خارجية على جماعته يؤثر سلبيًا على راحته النفسية في مختلف جوانب حياته، ولكن هذا التأثير يتضاءل عندما يزيد انتمائه وارتباطه بجماعته، وهذا التأثير السلبي يكون أكبر عند من يتعرضون بشكل مباشر أو غير مباشر للتهديد الناتج عن النزاعات بين الجماعات.
وبذلك يمكننا القول أن قوة ارتباط الفرد اجتماعيًا بجماعته التي ينتمي إليها يلعب دورُا هامًا كآلية تكيُّف للتعامل مع الشعور بالتهديد بين الجماعات المتنازعة خاصةً عند من اختبروا بدرجة أعلى النزاعات السياسية بشكل مباشر و/أو غير مباشر.
لذا عندما يعيش الفرد في بيئة مليئة بالنزاعات والصراعات بين جماعات مختلفة سواء عرقية أو ديني أو اجتماعية أو غيرها، فمن الأفضل له أن يعزز ارتباطه بجماعته التي ينتمي إليها والتي يختارها بنفسه عن وعي، فذلك سوف يقلل من التأثير السلبي لهذه الصراعات على راحته النفسية، وخاصةً إذا كان يتعرض أو يشعر بالتهديد بشكل مباشر من هذه الجماعات.
You must be logged in to post a comment.