سعيد بن عامر الجمحي
بعد أن عزل عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - واليه معاوية من الشام أمر سعيد بن عامر أن يكون واليا على حمص ... فسعيد بن عامر لم يوافق في البداية وقال لعمر :
أتريد أن تفتنني في ديني ؟
فرد عمر :
أتريدون أن تتركوني وحيدا وتتخلون عنى؟
....
ذهب سعي بن عامر وزوجته إلى حمص و أعطى عمر مبلغا من المال لسعيد ...
فاقترحت زوجة سعيد له ان نشتري ملابسا وطعما بالمال الذي أعطاك عمر والباقي ندّخره ....
فقال سعيد:
لدي راي آخر ... كما تعلمين أن في حمص سوقًا تجاريا كبيرا وأن الحركة التجارية مربحة فما رايك أن نعطي هذا المال لشخص ليستثمره؟
فقالت :وإن خسر الشخص؟
قال : سنجعل الضمان عليه .
فوافقت زوجته ...
فعندما وصل سعيد إلى حمص اخرج من ماله ما يكفيه لشراء حاجاته الضرورية فقط والباقي تصدّق به كله ...
بين فترة وفترة تأتي زوجته لتسأله : كيف هي التجارة و كيف حالها ؟
فيرد سعيد: إن الأموال تتكاثر وتتزايد
ودائما ما تسأل زوجته وهو يرد بهذا الرد ..
إلى أن زار شخص الوالي وهذا الشخص مطلع على أحوال الوالي سعيد فعندما سألت زوجة الوالي ..الوالي عن أحوال تجارته ... رد عليها بنفس الرد المعتاد فضحك الشخص الذي أتى لزيارة الوالي وكانت هذه الضحة فيها نوع من الخبث ...
فعلمت زوجة الوالي أن زوجها سعيد يحجب عنها شيئا ما بخصوص المال ...
فأصرت على أن تعرف ماذا جرى بالمال ...
فأخبرها أنه تصدق بالمال كله من ذلك اليوم ....
فأصاب زوجة الوالي بالحزن لأنها كانت تعمل بجد و لا أحد يخدمها وهي زوجة الوالي ...
وحزن سعيد أيضا لحزن زوجته وعندما رأى نفسه تضعف قال لزوجته -بمعنى الكلام- :
والله إنّي لن أحيد و لن أترك الطريق التي سلكها من قبلنا ومن سبقنا من الصحابة ...
كتبها / محمد المقيمي
You must be logged in to post a comment.