الظروف والتجارب وانعكاساتها على السلوك الفردي

بسم الله الرحمن الرحيم

سنتحدث في هذه المقالة عن موضوع مهم للغايه في إدارة الحياه ونمط الاستجابه الصحيح ضمن المعيار الطبيعي.

في الوضع الطبيعي يصنف الشخص الظروف والتجارب والنماذج الحياتية التي يمر بها أو يشاهدها من الآخرين إلى أشياء جيده وأشياء غير جيده وذلك التصنيف يكون بناء على الفطره البشريه و الثقافه المكتسبه من الأسره والتعليم والمجتمع والعادات والتقاليد وغالبا ما يحاول تقليد الأشياء الجيده وتجنب الأشياء الغير جيده ولكن في بعض الأحيان يكون هناك مبالغه في انعكاس هذه التجارب والظروف على السلوك ما يجعل الثمن باهظا على الشخص وخصوصا تلك التجارب التي يشهدها من المقربين له فمثلا ومن أجل التوضيح نطرح بعض الأمثله؛ قد يكون طفل يعيش في أسرته وكان يشاهد سلوك سلبي من والده في الإنفاق في أنه لاينفق على بيته بالشكل الكافي ولا يلبي احتياجاتهم فيصنف هذا الطفل هذا السلوك بأنه سلبي وبالتالي سينعكس على سلوكه ويحاول دائما يثبت انه ليس بخيل وإلى هنا هذا شيء جميل ولكن المشكله تكمن في الإفراط في الاستجابه لهذه التجربه في السلوك الشخصي وهي أن يشعر دائما الشخص انه متهم بهذه الصفه السلبيه (البخل) ويحاول إبعادها عن نفسه فمثلا في هذه الحاله تؤدي الى الإسراف والإنفاق الدائم ما يؤدي إلى عدم القدره على تلبية الاحتياجات وإدارة الإنفاق وقد تكون العمليه عكسيه فمثلا يكون الأب كريم وينفق بلا حساب فيحاول الابن تجنب الإسراف بشكل مبالغ فيه مما يجعله بخيلا.

ومن ناحيه أخرى ناخذ مثال الطالب في المدرسه عندما يتعلم من مدرسه أن الطالب الذي يتكلم كثيرا ويتحرك ويشاغب ليس بالسلوك الجيد فإن الاستجابه لهذا الظرف إذا تم المبالغه فيها فإن ذلك يؤدي إلى ضعف الشخصيه لديه أن يلتزم الصمت في مواقف كثيره يجب أن يتحدث فيها.

ومما سبق نستنتج بأنه لا يجب علينا أن نجعل التجارب والظروف الحياتية هي المهيمنه على السلوك الشخصي فهناك الكثير من المحددات للسلوك منها العقل والمنطق والتعليم والأخلاق والمعايير الطبيعيه لأي سلوك. 

 

 

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ٢:٠٢ ص - عبد الفتاح الطيب
يوليو ٢٠, ٢٠٢٢, ١٢:٤٤ م - Sarora Fayez
مارس ١٠, ٢٠٢٢, ٩:١٨ ص - Sarora Fayez
فبراير ١٢, ٢٠٢٢, ١١:٠٩ م - Dr. Shahad
About Author