العداوة بين الأشقاء
(الأخوة ) كلمة تحمل أعظم وأروع العلاقات التي تجمع بين الأفراد . فالأخوة ينحدرون من نفس الدم والروح وعاشوا في بيت واحد و شهدوا معا لحظات الشقاء والسعادة وتقاسموا لقمة العيش وعاشوا معا لحظات الضحك والبكاء في السراء والضراء . فهم شركاء في الأم , أو الأب , أو كلاهما , وعلى الرغم من وجود روابط مشتركة قوية و كثيرة بينهم إلا أنه قد يقع بينهم العداء .
حيث تنقلب المودّة الى عداء, والأخوة الى جفاء , وتكثر بين الأشقاء النزاعات ,والخلافات , وقد تنتهي بالقطيعة لسنوات ,أو حتى مدى العمر, وقد تصل الى حد الحقد , وإنعدام العاطفة بينهم . إن ظاهرة العداوة بين الأشقاء من الظواهر الأجتماعية السيئة , والتي أخذت بالازدياد في مجتماعتنا حتى أن بعض الأشقاء, يتمنون لبعضهم البعض كل الشر والمكروه , ولنا في قصة يوسف وإخوته دليلا على أن ألد الأعداء للشخص قد يكون أشقائه , كما أن هذه الفصة دليلا على أن التسامح بين الأشقاء يزيل العداوة والبغضاء .
أسباب العداوة بين الإخوة :-
· الاقتداء بالاباء والامهات : إن وجود علاقة سيئة بين الأب وإخوته أو بين الأم وأخواتها فيتعلم الإبن العداوة إتجاه إخوانه وخواته .
· الغيرة : حيث أن نقص اهتمام الآخرين للشخص يسبب غيرته من شقيقه الذي يحضى باهتمام وإحترام الآخرين .
· الحسد : قد يحسد االشخص أخاه على ماله أو أولاده أو زوجته أو منصبه أو علمه أو ماله أو محبة وتقديرالناس له . وما قصة قابيل و هابيل الا دليل على ان الأخ قد يقتل أخاه بسبب الحسد .
· تفضيل الأب او الأم أحد الأبناء على أشقائه : إن الأبناء حساسين كثيرا في معاملة الآباء وتفضيل أحدهم على الآخر .
· تنافر زوجات الإخوة : تعد زوجة الأخ , العامل الرئيسي في تردي العلاقة بين الإخوة, فقد تعمل على ملء عقل زوجها بالافكار السيئة عن إخوته , واخواته , خاصة إذا كانت على خلافات معهم ,وغالبا تنجح في اقناعه بأن إخوته لا يريدون له الخير. وفي حال كانت الزوجة صالحة , تتصف بالعقلانية لا يمكن أن تسمح بوقوع الخلافات بين زوجها وإخوته , فهم أعمام أولادها .
· الميراث : وتكون البداية ببعض المناوشات حول نصيب كل منهم بالميراث , وتتطور الأحداث حتى وقوع العداوة بينهم . علما أن كل أموال الدنيا لا توازي قيمة الأخ .
· المقارنة بين الأبناء : فلكل شخص قدراته وميوله الخاص به فيجب على الاباء مراعاة الفروق الفردية بين الابناء وعدم المقارنة بينهم .
· حب السيطرة والتسلط عند بعض الإخوة : فيسيطر الأكبر على الأصغر,و الذكر على الأنثى .
· توريث العداوة بين الإخوة الى الأجيال المقبلة : فيتعلم أولادهم ألا يحبوا بعضهم مما يسبب تفكك اجتماعي ونزاع دائم بينهم .
· تدخل المغرضين والفتانين : حيث ينقلون الأقاويل بين الإخوة وقد يجدون من يستمع لفتنتهم , وكان يجب عدم الإستماع لفتنهم عملا بــ قول الله تعالى(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ).
الحلول المناسبة لظاهرة العداوة بين الاشقاء :-
· إنشاء علاقات طيبة بين أفراد الأسرة الواحدة .
· إنشاء علاقات طيبة بين الاقارب مثل الاعمام والعمات والاخوال والخالات .
· زرع مفاهيم الحب و الصراحة و احترام رأي الأشقاء ويتم ذلك تحت إشراف الأم و الأب .
· عدم التمييز بين الابناء .
· المساواة بين الابناء .
· التسامح والعفو عن أخطاء الأشقاء , وغرس مفهوم التسامح والعفو والرحمة والايثار في نفوس الابناء , وعدم السماح بنقل الأقاويل بين الأخوة والأستماع للفتانين , وتثمين مفهوم الأخوة .
You must be logged in to post a comment.