لا شك أن هذه السنة تاريخية بإمتياز، و برأي المتواضع يحق للجميع أن يحتفل ابتهاجاً بنهايتها، لا أرغب بإطالة السرد عن خيبات هذه السنة، فالجميع عايش و قاس منها الأمرين.
ماذا عن روتيننا اليومي، ماذا عم كنا نصنعه قبل هذه السنة الكارثية!
هل كانت أحلامنا أكبر من أن تعاش، ام أن خيباتنا المتكررة، تجعلنا نستحي حتى من المحاولة مرة آخرى؟
في بدء كل عام نحتفل و نتمنى لبعضنا البعض أجمل الأماني، و تنتهي الامسية و ينتهي معها ايضا كل احلامنا و اهدافنا للعام الجديد، نحي كالأموات، نصنع ايامنا بلا شغف و لا حتى بإبتسامة صغيرة.
نجلس هناك، و ننتظر، و يطول انتظارنا...
ننتظر شيئاً أو شخصاً، قد يجلب معاه الحياة لحياتنا، أي شيء يجلبه ذاك المنتظر سواءً حسناً أو سيئاً، سنقبل به و لن نمانع، فقط يأتي.
لا نستطيع أن نكون نحن ذاك المنتظر، ذاك الشخص المتفائل، الناشر للإيجابية، بكل حديث يشارك به، ذاك الشخص المفعم بالحياة، مراقص عقارب الساعه غير مهتم باتساع رقعة الظلال.
هل تعلم لم لا نستطيع أن نكون ذاك الشخص، ببساطة لأننا ابناء بيئتنا.
أنت تعلم و أنا أعلم، كم هو صعب عليك بأن تتظاهر بالهدوء و الرضا، و أنت ممتلئ لغاية ذقنك بسراب لأحلام لم تتحقق، كم نحن قساة على أنفسنا و على انفاسنا، كل هذا القهر بداخلك و يقينك بأنك تعيش حياة لا تلامس جزء منك.
لن تلاحظ أنك أصبحت مثل البقية ميت و أنت حي، و ستنتظر ذاك القادم المجهول، الذي قد يغير مسارك.
ثم ماذا حدث، أتت السنة الكارثية...
حانت اللحظة الذهبية من أجل أن نرمي جميع إخفاقتنا على هذه السنة اللعينة ( أنا لا أنكر أن هذه السنة ضيقت علينا بما أوتيت من قوة، و عصفت بنا في بحار هائجة) ، و من بعدها ماذا سنفعل!
سنبدء العد التنازل للعام الجديد...
هل سنقدم أحسن أداء لنا في العام المقبل؟ هل سنخطط، و نضع لائحة لتحقيق الأهداف؟
أم أننا تعلمنا عدم الإكتراث، فلا يهم ما إذا حققنا شيء أم لا من عدمه.
من سيحاسبنا؟
لماذا نتعب انفسنا بنقاشات صامتة عقيمة بعقولنا؟
هل تستحق احلامنا التحقيق؟ أم علينا أن ننضج أكثر و نبحث عن اهداف عقلانية أكثر..
و مالعيب إذا استمررنا، بالحياة مع الاموات؟
- وبالنهاية،
اتمنى لكم أيام جميلة.
You must be logged in to post a comment.